[ ثالثا ] دِراسة أسانيد الشعبي برواية مجالد بن سعيد عن فاطمة بنت قيس - رضي الله عنها - .
وأخرجه أحمد (27389) عن يحيى بن سعيد، والحميدي (364) عن سفيان بن عيينة، وإسحاق بن راهويه (2362) عن أبي أسامة، وابن أبي شيبة (37830) عن علي بن مسهر، وابن ماجه (4074) وأبو داود (4327) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، والطبراني (الكبير 20411) من طريق زيد بن أبي أنيسة. رواية مجالد بن سعيد مِنْ أشهر المرويات عن الشعبي رحمه الله تعالى ، وقد رواها عنه جمع من الثقات وهم حسب ما توصلنا إليه ستة أنفس : (( سفيان بن عيينة ، ويحيى بن سعيد القطان وإسماعيل بن أبي خالد وحماد بن أسامة وعلي بن مسهر وزياد بن أنيسة )) أما رواية رواية سفيان فعند الحميدي والطبراني وأما يحيى بن سعيد القطان فعند الإمام أحمد بن حنبل والطبراني ، وأما رواية إسماعيل بن أبي خالد فعند أبو داود وابن ماجة والآجري ، وحماد وبن مسهر فعند ابن أبي شيبة ، وأما زياد فعند الطبراني .- رواية سفيان بن عيينة عنه عن مجالد به، والرمادي عن سفيان كما في الطبراني.
- رواية يحيى بن سعيد القطان عند أحمد، وعند الطبراني من طريق مسدد بن مسرهد ،كلاهما أحمد ومسدد عن يحيى عن مجالد به.
- وإسماعيل ابن أبي خالد وهو بإتفاق أهل الحديث من أوثق أصحاب الشعبي رحمه الله تعالى ومن أعلمهم بهِ ورواية إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي تثبت روايته ، وقد إستغرب صاحبُ المثال المذكور في المقدمة أن يروي الحديث إسماعيل ابن أبي خالد بواسطة مجالد رغم كون اسماعيل أوثق أصحاب الشعبي مما زاد غرابتهُ ! وهذا ليس في محلهِ وسنبين ذلك إن شاء الله .
- رواية حماد بن أسامة ففي مصنف بن أبي شيبة عنه عن مجالد .
- رواية علي بن مسهر في مصنف بن أبي شيبة عنه عن مجالد .
- زياد بن أنيسة فهي عند الطبراني من طريق الرهاوي عن مجالد .
أما سند مجالد عن الشعبي فهو من أشهر الروايات عن الشعبي ، وقد إستغرب بعض المعاصرين رواية هؤلاء الأئمة الأثبات الحفاظ الحديث عن " مجالد " عن الشعبي وخصوصاً رواية إسماعيل بن أبي خالد وهو أحد أوثق اصحاب الشعبي ، فأما مجالد بن سعيد قال البخاري : (( كان يحيى بن سعيد يضعفه وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يروي له شيئا )) وسُئل أبو حاتم عن مجالد بن سعيد: يُحتج بحديثه؟ قال: ((لا .. وليس مجالد بقوي الحديث)) وقال أحمد : (( مجالد ليس بشيء ، يرفع حديثا لا يرفعه الناس ، وقد احتمله الناس )) وقال النسائي : ثقة . وقال مرة : ليس بالقوي . وقال ابن عدي : له عن الشعبي ، عن جابر أحاديث صالحة ، وعن غير جابر من الصحابة أحاديث صالحة . وعامة ما يرويه غير محفوظ وليت شعري كيف
(( كذا رواه عن مجالد يحيى بن سعيد القطان إمام أهل البصرة وحافظها، والمتشدد في الرواية، وكان لا يحبذ الرواية عن مجالد لشدة ضعف مجالد عنده ، ومع هذا اضطر لرواية هذا الحديث عنه؟! )) ولو إكتفى الدكتور - وفقه الله - بهذا لكفته عناء إعلال الرواية من طريق مجالد بن سعيد الهمداني لا أن يقول " إضطر لرواية هذا الحديث عنه " فقد أورد الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : (( وقال أحمد بن سنان: سمعت عبد الرحمن يقول: مجالد حديثه عند الأحداث: يحيى بن سعيد، وأبي أسامة ليس بشيء. ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد، وهشيم، وهؤلاء القدماء - يعني أنه تغير حفظه في آخر عمره )) وكما إستغرب الدكتور رواية إسماعيل بن أبي خالد الحديث عن مجالد بن سعيد الهمداني ، وقد غفل - سدده الله - عن ترجمة سعيد في السير : (( وقد روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وهو أكبر منه، وذلك من رواية التابعين عن الأتباع )) فالحديثُ وإن كان روى عنه هؤلاء الثقات إلا أنه ضعيفٌ لا يصح برواية مجالد بن سعيد الهمداني ، قال الإمام أحمد: ((ليس بشيء)). وقال علي بن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: مجالد؟ قال: ((في نفسي منه شيء)). وقال يحيى بن سعيد لعبيد الله: أين تذهب؟ قال: أذهب إلى وهب بن جرير أكتب السيرة، يعني عن أبيه عن مجالد. قال: ((تكتب كذباً كثيراً! لو شئتُ أن يجعلها لي مجالد كلها عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله فعل!)). وقال يحيي بن معين: ((لا يُحتجّ بحديثه)). وقال: ((ضعيف واهي الحديث)). وقال البخاري: ((كان يحيى بن سعيد يضعفه، وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يروي عنه شيئاً)). وسُئل أبو حاتم عن مجالد بن سعيد: يُحتج بحديثه؟ قال: ((لا .. وليس مجالد بقوي الحديث)). وقال ابن عدي: ((عامة ما يرويه غير محفوظ)). وقال ابن حجر (التقريب 2/159): ((ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره)) ، وبه لا تصح رواية مجالد بن سعيد لضعفهِ , وليس لرواية الثقات عنه تصحيحاً له ، وقد سألت شيخنا ماهر الفحل بإتصالٍ معه فقال - أمده الله بطيلة العمر - : (( لا يصح حديث مجالد بن سعيد لضعفه ولا يعضده رواية الثقات عنه )) فجزى الله تعالى شيخنا كُل خيرٍ عنا ونفع الله تعالى بهِ وأدامه الله للإسلام والمسلمين ونفعنا الله بعلمه .