الترغيب في تعاهد القرآن وتحسين الصوت به[i]
2227 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت
رواه البخاري ومسلم
وزاد مسلم في رواية وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره وإذا لم يقم به نسيه
2228 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بئسما لاحدهم يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم بعقلها
رواه البخاري هكذا ومسلم موقوفا
2229 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها
رواه مسلم
2230 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما أذن الله لشيء كما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به
رواه البخاري ومسلم واللفظ له وأبو داود والنسائي
قال الحافظ أذن بكسر الذال أي ما استمع لشيء من كلام الناس كما استمع الله إلى
من يتغنى بالقرآن أي يحسن به صوته
وذهب سفيان بن عيينة وغيره إلى أنه من الاستغناء وهو مردود
2231 - وروى ابن جرير الطبري هذا الحديث بإسناد صحيح وقال فيه ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الترنم بالقرآن
2232 - وروى الإمام أحمد وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي عن فضالة بن عبيد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لله أشد أذنا للرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته
وقال الحاكم صحيح على شرطهما
القينة بفتح القاف وإسكان الياء المثناة تحت بعدهما نون هي الأمة المغنية
2233 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم زينوا القرآن بأصواتكم
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه
قال الخطابي معناه زينوا أصواتكم بالقرآن
هكذا فسره غير واحد من أئمة الحديث وزعموا أنه من باب المقلوب كما قالوا عرضت الناقة على الحوض أي عرضت الحوض على الناقة وكقولهم إذا طلعت الشعرى واستوى العود على الحرباء أي استوت الحرباء على العود ثم روى بإسناده عن شعبة قال نهاني أيوب أن أحدث زينوا القرآن بأصواتكم
قال ورواه معمر عن منصور عن طلحة فقدم الأصوات على القرآن وهو الصحيح أخبرناه محمد بن هاشم حدثنا الديري عن عبد الرزاق أنبأنا معمر عن منصور عن طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال زينوا أصواتكم بالقرآن والمعنى اشغلوا أصواتكم بالقرآن والهجوا به واتخذوه شعارا وزينة انتهى
2234 - وروي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به فمن لم يتغن بالقرآن فليس منا
رواه ابن ماجه
2235 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من أحسن الناس
صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله
رواه ابن ماجه أيضا
2236 - وعن ابن أبي مليكة قال قال عبيد الله بن أبي يزيد رضي الله عنهما مر بنا أبو لبابة فاتبعناه حتى دخل بيته فدخلنا عليه فإذا رجل رث الهيئة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليس منا من لم يتغن بالقرآن
قال فقلت لابن أبي مليكة يا أبا محمد أرأيت إن لم يكن حسن الصوت قال يحسنه ما استطاع
ورواه أبو داود والمرفوع منه في الصحيحين من حديث أبي هريرة


[i] - من كتاب الترغيب والترهيب من الحديث الشريف – المنذري. المجلد الثالث – كتاب قراءة القرآن ص 179-181 – دار الفكر الطبعة الثالثة 1399هـ / 1979م.