سئل الإمام الشيخمحمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، عن قوله تعالى في سورة هود { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَالدُّ نْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَالا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُوَحَبِط َ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة هود /15-16.
فأجاب بقوله :
ذكر عن السلف من أهل العلم فيها : أنواع مايفعله الناس اليوم ، ولا يعرفون معناه؛ فمن ذلك : العمل الصالح الذي يفعله كثير منالناس ابتغاء وجه الله ، من صدقة ، وصلة ، وإحسان إلى الناس ، ونحو ذلك ، وكذلكترك ظلم أو كلام في عرض ، مما يفعله الإنسان ، أو يتركه خالصاً لله ، لكنه لا يريدثوابه في الآخرة ، وإنما يريد أن يجازى به بحفظ ماله وتنميته ، أو حفظ أهله وعياله، أو إدامة النعم عليها ، ونحو ذلك ، ولا همة لهم في طلب الجنة والهرب من النار،فهذا يعطي ثواب عمله في الدنيا ، وليس له في الآخرة من نصيب . وهذا النوع ذكره ابنعباس ، وقد غلط فيه بعض مشايخنا بسبب عبارة ذكرها في الإقناع في أول باب النية ،لما قسم الإخلاص إلى مراتب وذكر هذا ، ظن أنه يسمى إخلاصًا مدحًا له ، وليس كذلك ،وإنما أراد أنه لا يسمى رياء ، وإلا فهو عمل حابط في الآخرة .