المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
نفع الله بك أخي أبا زرعة ، وبارك فيك وفي جميع إخواننا المشاركين ، على هذه الفوائد الجمة .
وقد يخرج مسلم في الشواهد والمتابعات ، ولا يقصد من ذلك إلا إعلالها ببقية الطرق الأخرى التي سبقته . والله أعلم .
وقال الخليلي في الإرشاد (2\809): قال لي عبد الله بن محمد القاضي الحافظ: أعجب من مسلم كيف ادخل هذا الحديث (حديث الوسوسة) في الصحيح عن محمد بن عبد الوهاب ، ( هو عن يوسف الصفار لا عن محمد ) عن علي بن عثام ، وهو معلول فرد . اهـ.
قلت : لا عجب في ذلك ؛ لأن مسلماً قد أخرجه في الشواهد ، وقد صح من غير هذا الوجه.
تتمة : أحب أن أذكر كلاما للقرطبي رحمه الله في تفسيره 7 / 348 حول تفسير هذا الحديث حتى يتنبه له إخواننا .
قال القرطبي رحمه الله : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال : تلك محض الإيمان . وفي حديث أبي هريرة : ذلك صريح الإيمان . والصريح: الخالص . وهذا ليس على ظاهره ؛ إذ لا يصح أن تكون الوسوسة نفسها هي الإيمان ؛ لأن الإيمان اليقين ، وإنما الإشارة إلى ما وجدوه من الخوف من الله تعالى أن يعاقبوا على ما وقع في أنفسهم ، فكأنه قال : جزعكم من هذا هو محض الإيمان وخالصه لصحة إيمانكم وعلمكم بفسادها ، فسمى الوسوسة إيمانا ، لما كان دفعها والإعراض عنها والرد لها وعدم قبولها ..إلخ .