تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: صراع الذنوب

  1. #1

    افتراضي صراع الذنوب

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه .
    أما بعد :
    أيها الأحباب قال الحق – سبحانه – {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} . ومن ذلك فيما لو اختلفوا واختصموا . . .
    فالكلام موجه للمختلفين المختصمين لإصلاح ذات البين .
    يا سرب الهداة و يا ركب الدعاة إن الجوارح آلة يحركها القلب إن خيرا فخير وإن شرا فشر .

    وقفات للتأمل :
    قال الحق – سبحانه - : {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ }.

    • الذنوب آفة الأعمال .

    • الذنوب قنطرة الافتراق .

    • الذنوب آخية الشتات وداعية الاختلاف .

    • ما ضر عبد إلا ذنبه .

    • ما تمكن الشيطان من أحد إلا بذنبه .

    • نفرة القلوب بعد ألفتها مؤسس على ذنب .

    ونسيان الحظ الذي ذكروا به هو : ترك الواجب ، وفعل المحرم تفريطا أو تجاوز الحق فيهما بغيا .
    وينشأ عن ذلك الحسد والبغي ويثمران التصارع والتضارب .

    برهان :

    إن أوضح علامة على سلطة الذنب على بعض النفوس المتصارعة دوام التضارب ، والانقطاع عن الركب .
    إذ إن القلب كالبدن فالبدن المعافى إذا عرض له المرض دافعه وقد تدوم المدافعة أياما والغلبة للأقوى ويعان المريض بالدواء النافع ، فإن قوي البدن مع تعاطي سبب النجاة دفع المرض وسلم وانكب على ما ينفعه .

    فإن دام التصارع دل على ضعف البدن أو خطأ العلاج أو المعالج لذلك هما يتدافعان و يعتلجان .

    منارة :

    كون المفسد يظهر في طريق الصالح فهذا لا يعني أن ينقطع الصالح عن طريق صلاحه وإصلاحه بل عليه أن يداويه بـ(ما بال أقوام) أو : (بئس أخو العشيرة) أو غيرهما .
    ثم ينطلق مسرعا – قبل المنية المباغتة – في طريق الصلاح والإصلاح . فإن توقف مشاكسا ، وانقطع عن السير مضاربا ، فهذه علامة على كمائن في القلوب خافية وآفات للنفوس متخفية ، لا يعلمها الغافل لأنها لبست من المكر لبوس الغرور . فكم قيد الذنب عن طاعة وأوقع في معصية .

    نداء :

    يا حملة الأقلام والدفاتر إن القلم فضاح وفي أحيان يسكب مع الحبر السم الزعاف فتخرج الكلمات ظاهرها الرحمة وباطنها الشر الصراح .

    إن الخير من خاصيته أن يكون أبلج والكلمة الحق في موضعها تكون وضيئة لها وقع على القلوب كالوابل على النار يطفئ لهبها ويخمد نارها .

    فإن كانت كلمة حق في غير موضعها – جهلا – أو كلمة حق أريد بها مآرب – ظلما – فإنها وقود الفتنة التي تضرم نارها وتزيد لهبها .

    والأصل في ذلك أن القلم آلة تحركها أنامل الكاتب وأصل هذه الحركة ما في القلب من إيمان خالص أو مشوب . وشوبه الذنوب – شبهات وشهوات – فإن قويت الذنوب زاحمت الإيمان في القيادة وصارت محركة للجوارح مشعلة للفتنة بالقلم واللسان .

    نصيحة مشفق :

    إن اللبيب يحذر نفسه أكثر من عدوه ويخشى ذنبه أكثر من ظلم خصمه لأن تسلط العدو الظالم نهاية ، بدايتها جهل العبد وظلمه ، ومنهما ينشأ مرض القلب فإن لم يداوه صار مأوى لكل شهوة غوية وشبهة خفية .


    بيان :

    اعلموا أيها الأحباب أن الفتنة شجرة خبيثة بذرتها آفة في القلوب من علل الشبهات والشهوات ، ويمدها ماء الهوى والشيطان . فتصبح هذه النفس ذات عقد من حقد وحسد لأن شجرتها مثمرة للتصارع والتطاحن .
    الفتن فاضحة :

    ما الذي يدفعك – عبد الله – للكلام في الفتنة ؟!!
    قد تقول : إن المصالح المتحتمة والمفاسد المتفشية توجب القيل والقال وكتابة الرد والمقال .
    فأقول – وأريدك أن تسمع قولي متجردا عن القناعات المسبقة مبتعدا عن ضباب الفتنة - : هل فكرت – أسألك بالله – قبل أن تكتب شيئا في الفتنة . لعل هذا المنزلق جرني إليه ذنب اقترفته منذ سنين قد نسيته ، وهو داخل ضمن قوله : {أحصاه الله ونسوه } .

    فكر – عبد الله – في نجاة نفسك أولا فإن للذنوب تصارع وتطاحن وأماني وغرور فهي تضعف البصائر وتوهن الجوارح .
    وفي الختام :
    دواء الفتن لزوم الاستغفار وهي أمارة الصادقين فالانشغال بعيب النفس يصلح العبد ويقوي بصيرته بعيب غيره ، والانشغال بعيب الغير يديم فساد العبد ويضعف بصيرته بحقيقة عيب غيره ، وإن اللبيب تكفيه الإشارة والعبد يقرع بالعصا .
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

    قاله وكتبه
    المذنب الفقير/ أبو زيد العتيبي

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  2. #2

    افتراضي رد: صراع الذنوب

    نقل رائع ...بوركتم
    اللهم اجعلنا ممن اتبع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار بإحسان





  3. #3

    افتراضي رد: صراع الذنوب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشتاقة لرؤية الرسول مشاهدة المشاركة
    نقل رائع ...بوركتم
    جزاك الله خيرا .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •