تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: تخريج و دراسة لحديث (لاَ تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا ....)

  1. #1

    افتراضي تخريج و دراسة لحديث (لاَ تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا ....)

    حديث (لاَ تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا فَإِنَّ الإِنْسَانَ تَلِدُهُ أُمُّهُ أَحْمَرَ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرٌ ثُمَّ يَرْزُقُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ) .
    أخرجه أحمد في مسنده (رقم : 15855) ولفظه (لا تأيسا) , هناد بن السري في الزهد (رقم : 789) , ابن ماجه في سننه (رقم : 4165) , ابن أبي عاصم في الآحاد و المثاني (رقم : 1466) , البغوي في معجم الصحابة (رقم : 544) و (رقم : 1219) , و ابن قانع في معجم الصحابة (1/323) , الطبراني في معجمه الكبير (رقم : 6611) و (رقم : 6612) , العسكري في تصحيفات المحدثين (1/95) , ابن منده في معرفة الصحابة (1/440) , أبونعيم في معرفة الصحابة (رقم : 2321) , البيهقي في شعب الإيمان (رقم : 1287) و في الآداب (1/314 رقم : 776) , الواحدي في الوسيط في تفسير القرآن المجيد (2/564) , ابن الأثير في أسد الغابة (2/588) , المزي في تهذيب الكمال (5/355) من طريق أحمد بن حنبل و (5/356) من طريق الطبراني , ابن حجر في الأمالي المطلقة (1/26) من طريق الطبراني و (1/27) و قال : (هذا حديث صحيح) , كلهم من طريق أبي معاوية .
    و أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/155) (رقم : 2704) و (رقم :2705) , البخاري في كل من الأدب المفرد (رقم : 453) و في التاريخ الكبير (3/92) مختصرا , البغوي في معجم الصحابة (رقم : 1219) , الطبراني في معجمه الكبير (رقم : 6610) , ابن منده في معرفة الصحابة (1/440) و (1/808) , أبو نعيم في معرفة الصحابة (رقم : 2320) , ابن حجر في الأمالي المطلقة (1/27) , كلهم من طريق جرير بن حازم .
    و أخرجه وكيع بن الجراح في كتاب الزهد (رقم : 487) , أحمد في مسنده (رقم : 15856) بلفظ (لا تأيسا) , البخاري في الأدب المفرد (رقم : 453) مختصرا , البغوي في معجم الصحابة (رقم : 544) , ابن حبان في صحيحه (رقم : 3242) بلفظة شاذة في أوله و هي (لا تنافسا) بدلا من (لا تيأسا) , الطبراني في معجمه الكبير (رقم : 6612) , العسكري في تصحيفات المحدثين (1/94) , الواحدي في الوسيط في تفسير القرآن المجيد (2/564) , كلهم من طريق وكيع بن الجراح .
    ثلاثتهم (أبو معاوية و جرير بن حازم و وكيع بن الجراح) عن الأعمش عن سلام بن شرحبيل أبي شرحبيل عن حبة و سواء ابني خالد قَالاَ دَخَلْنَا عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُعَالِجُ شَيْئًا فَأَعَنَّاهُ عَلَيْهِ فَقَالَ لاَ تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا فَإِنَّ الإِنْسَانَ تَلِدُهُ أُمُّهُ أَحْمَرَ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرٌ ثُمَّ يَرْزُقُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .
    تراجم الرواة:
    1 – أبو معاوية , هو : محمد بن خَازم التميميُّ السعديُّ، أبو معاوية الضرير، روى عن: الأعمش، وشعبة بن الحجاج، ويحيى الأنصاري وغيرهم، وعنه: أحمد بن حنبل، وعلي الطَّنافسيّ، وابن المدينيّ وغيرهم.
    ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش، وربما وهم في حديث غيره، قال معاوية بن صالح :((سألتُ يحيى بن معين: من أثبت أصحاب الأعمش؟ قال: بعد سفيان وشعبة: أبو معاوية))، وقال أحمد :(( أبو معاوية الضرير في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظاً جيداً))، وقد ذكره ابن حجر في الطبقة الثانية من المدلسين، وهم من احتمل الأئمة تدليسهم، روى له الجماعة، مات سنة خمس وتسعين ومائة.
    انظر : العلل ومعرفة الرجال (2/374 رقم2664)، الجرح والتعديل ( 7/246-248 رقم 1360)، تهذيب الكمال ( 25/123-133)، تعريف أهل التقديس (ص36 رقم61).

    2- جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله بن شجاع الأزدي, ثم العتكي , و قيل : الجهضمي , أبو النضر البصري , والد وهب .
    روى عن : أيوب السختياني و الأعمش و الحسن البصري و غيرهم .
    روى عنه : أيوب السختياني و سليمان بن حرب و الطيالسي و غيرهم .
    ثقة , لكنه ضعيف في قتادة , و له أوهام لأنه أكثر ما كان يحدث من حفظه , ولما اختلط حجبهولده فلم يحدث, وثقه يحيى بن معين و ابن عدي و العجلي و غيرهم , قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سَأَلت يحيى (يعني ابن معين) عَن جرير بن حَازِم فَقَالَ لَيْسَ بِهِ بَأْس فَقلت لَهُ إِنَّه يحدث عَن قَتَادَة عَن أنس أَحَادِيث مَنَاكِير فَقَالَ لَيْسَ بِشَيْء هُوَ عَن قَتَادَة ضَعِيف , وعن عبد الرحمن بن مهدي قال : جرير بن حازم اختلط و كان له أولاد أصحاب حديث فلما خشوا ذلك منه حجبوه فلم يسمع منه أحد في اختلاطه شيء , قال ابن حبان في الثقات : كَانَ يخطىء لِأَن أَكثر مَا كَانَ يحدث من حفظه .
    وقال ابن حجر :(( ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إذا حدث من حفظه وهو من السادسة مات سنة سبعين –أي ومائة- بعد ما اختلط لكن لم يحدث في حال اختلاطه))، روى له الجماعة.
    انظر :
    الجرح و التعديل (2/504-505 رقم : 2079)
    العلل و معرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله (3/10 رقم : 3912)
    الكامل في ضعفاء الرجال (2/344-355)
    تهذيب الكمال (4/524-531)
    الثقات لابن حبان (6/145)
    تقريب التهذيب (ص115رقم 911) .
    3- وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي , أبو سفيان الكوفي .
    روى عن : الأعمش و هشام بن عروة و إسرائيل بن يونس و غيرهم .
    روى عنه : أحمد بن حنبل و إسحاق بن راهويه و أبو كريب و غيرهم .
    متفق على جلالته و إتقانه وفضله , قال أحمد بن حنبل : (كان وكيع مطبوع الحفظ، كان حافظاً حافظاً، وكان وكيع أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيراً كثيراً) , و قال يحيى بن معين : (وكيع عندنا ثبت) , روى له الجماعة، مات سنة سبع وتسعين ومائة.
    انظر :
    تهذيب الكمال: (30/462-484)
    الجرح و التعديل : (9/37-39) (رقم : 168) .
    4- سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي, أبو محمد الكوفي , الأعمش .
    روى عن : ابن أبي أوفى و أبي وائل و سلام بن شرحبيل أبي شرحبيل و غيرهم .
    روى عنه : شعبة و وكيع و أبو معاوية و غيرهم .
    ثقة حافظ , لكنه يدلس , قال النسائي : ثقة ثبت , وقال يحيى بن معين : الأعمش ثقة , وقال أبو حاتم الرازي : ثقة يحتج بحديثه , وقال ابن حجر : ثقة حافظ عارف بالقراءات , ورع لكنه يدلس , وقد ذكره ابن حجر في الطبقة الثانية من المدلسين، وهم من احتمل الأئمة تدليسهم، روى له الجماعة، مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
    انظر :
    تهذيب الكمال (12/76 – 91) .
    تقريب التهذيب (ص253 رقم 2615)
    تعريف أهل التقديس (ص33 رقم55).
    الجرح و التعديل (4/146-147) (رقم : 630) .
    5- سلام بن شرحبيل أبو شرحبيل .
    روى عن : حبة و سواء ابني خالد , و عن عبيد أبي هرثم, و يقال : الكوفي عن علي في "ذكر كربلاء"
    روى عنه : الأعمش , و ذكر البخاري في (التاريخ الكبير) أنه قد سمع منه و لم أقف على رواية يحكى فيها السماع .
    مقبول , ذكره ابن حبان في كتابه (الثقات) , و احتج به في صحيحه , و قد اعتمد عدد من الأئمة على الحديث الذي معنا في إثبات صحبة حبة و سواء مثل البخاري و أبي حاتم الرازي و البغوي وابن منده و أبي نعيم و و غيرهم , حيث لم يرو عنهما أحد غير سلام بن شرحبيل هذا الحديث و لم أقف على حديث غيره لهما , و هذا يقتضى قبول هؤلاء الأئمة لرواية سلام , و هو تابعي غير مشهور و مثله يقبل الأئمة حديثه إذا كان قصير المتن و خلا من نكارة , و الله أعلم , من الرابعة , روى له البخاري في الأدب المفرد و ابن ماجة في سننه .
    انظر : تهذيب الكمال (12/292) .
    التاريخ الكبير للبخاري (4/132) (رقم : 2214) .
    تقريب التهذيب (ص262رقم2707) .
    الثقات لابن حبان (4/332) .
    6- حبة بن خالد , أخو سواء بن خالد , الأسدي من بني أسد بن خزيمة , و قيل : من بني عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة , و قيل: من خزاعة لهما صحبة , عداداهما في أهل الكوفة , روى حديثهما الأعمش (بخ ق) , عن سلام أبي شرحبيل عنهما .
    انظر :
    تهذيب الكمال (5/354) .
    التاريخ الكبير للبخاري (3/92)(رقم : 320) .
    الجرح و التعديل (3/253 ) (رقم : 1129) .
    7- سواء بن خالد , أخو حبة بن خالد , له صحبة .
    روى عنه : سلام أبو شرحبيل (بخ ق) .
    انظر :
    تهذيب الكمال (12/230) .
    التاريخ الكبير للبخاري (4/202)(رقم : 2495) .
    الجرح و التعديل (4/321 ) (رقم : 1402) .
    الحكم على الحديث : حديث صحيح .
    رجاله ما بين ثقات و ثقات حفاظ , عدا سلام بن شرحبيل , و قد بينت في ترجمته ما يدل على قبول الأئمة لحديثه , و الأعمش و إن كان مدلسا إلا أن عنعنته مقبولة , قال أبو داود : سمعت أَحْمد سُئِلَ عَن الرجل يعرف بالتدليس , يحْتَج فِيمَا لم يقل فِيهِ سَمِعت؟ قَالَ : لَا أَدْرِي . فَقلت : الْأَعْمَش مَتى تصاد لَهُ الْأَلْفَاظ ؟ قَالَ : يضيق هَذَا , أَي أَنَّك تحتج بِهِ (1) , و قد ذكر سلام بن شرحبيل السماع من حبة و سواء في رواية وكيع بن الجراح و هو إمام حافظ , أما أبو معاوية فهو إن كان ثقة و أحفظ الناس لحديث الأعمش , إلا أنه لا يؤدي الألفاظ أو صيغ السماع كما يجب , و يرويها بالعنعنة , و الدليل على ذلك , ما قاله عبد الله لأبيه أحمد بن حنبل : (أَبُو مُعَاوِيَة فَوق شُعْبَة أَعنِي فِي حَدِيث الْأَعْمَش فَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَة فِي الْكَثْرَة وَالْعلم- يَعْنِي علمه بالأعمش- , شُعْبَة صَاحب حَدِيث يُؤَدِّي الْأَلْفَاظ وَالْأَخْبَار , أَبُو مُعَاوِيَة عَن عَن .....)(2) .
    انظر :
    (1)سؤالات أبي داود للإمام أحمد (1/199) (رقم : 138) .
    (2) العلل و معرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله (2/377) (رقم : 2680) .
    أحكام الأئمة على الحديث :
    صححه ابن حبان (1) , و صحح إسناده البوصيري ,حيث قال : (لَيْسَ لحبة وَسَوَاء ابْني خَالِد عِنْد ابْن ماجة سوى هَذَا الحَدِيث , وَلَيْسَ لَهما رِوَايَة فِي شَيْء من الْكتب الْخَمْسَة , وَإسْنَاد حَدِيثهمَا صَحِيح , رِجَاله ثِقَات , رَوَاهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مُسْنده بِهَذَا الْإِسْنَاد) (2) , و صححه ابن حجر في (الأمالي المطلقة) (3) , و حسن إسناده في (الإصابة في تمييز الصحابة) , حيث قال : (حَبَّةُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ ، وَقِيلَ الْعَامِرِيُّ أخُو سَوَاءِ بْنِ خَالِدٍ ، صَحَابِيٌّ نَزَلَ الْكُوفَةَ . رَوَى حَدِيثَهُ ابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مِنْ طَرِيقِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي شُرَحْبِيلٍ عَنْ حَبَّةَ وَسَوَاءٍ ابْنَيْ خَالِدٍ قَالا : دَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ يُعَالِجُ شَيْئَاً .... الْحَدِيثَ( (4) , و ضعفه الألباني (5) .

    (1)صحيح ابن حبان (رقم : 3242) .
    (2) مصباح الزجاجة في زوائد سنن ابن ماجة (4/226-227) .
    (3) الأمالي المطلقة (1/27) .
    (4) الإصابة في تمييز الصحابة (2/13) .
    (5) سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و أثرها السيء في الأمة (10/339-340) (رقم : 4798) .

  2. #2

    افتراضي رد: تخريج و دراسة لحديث (لاَ تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا ..

    قوله: "ما تهزَّزت": أي تحركت، كناية عن الحياة .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: تخريج و دراسة لحديث (لاَ تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا ..

    الأخ الفاضل المٌسَددِ محمد - أيدهُ الله تعالى ووفقه للخير - .
    الحديث ضعيف لجهالة سلام ، ولا نعلمُ أحداً تابعهُ وأما كلام الشيخ السعد فإنهُ قال إن إحتفت بقرائنٌ عليهِ فما هي القرائنُ التي إعتمدت عليها لإثبات صحةِ حديثهِ . والله أعلم .

  4. #4

    افتراضي رد: تخريج و دراسة لحديث (لاَ تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل المٌسَددِ محمد - أيدهُ الله تعالى ووفقه للخير - .
    الحديث ضعيف لجهالة سلام ، ولا نعلمُ أحداً تابعهُ وأما كلام الشيخ السعد فإنهُ قال إن إحتفت بقرائنٌ عليهِ فما هي القرائنُ التي إعتمدت عليها لإثبات صحةِ حديثهِ . والله أعلم .
    القرائن - بارك الله فيك - هي :
    1- احتجاج ابن حبان به في صحيحه .
    2- كونه من التابعين .
    3- رواية الأعمش عنه , قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/36) : باب رواية الثقة عن غير المطعون عليه أنها تقويه , وعن المطعون عليه أنها لا تقويه .قال عبد الرحمن : سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة مما يقويه , قال : إذا كان معروفا بالضعف لم تقوه روايته عنه , وإذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه .قال عبد الرحمن : سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوي حديثه ؟ قال : أي لعمري *! قلت : الكلبي روى عنه الثوري ؟ قال : إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء , وكان الكلبي يتكلم فيه ا.هـ .
    4- اعتمد عدد من الأئمة على الحديث الذي معنا في إثبات صحبة حبة و سواء مثل البخاري و أبي حاتم الرازي و البغوي وابن منده و أبي نعيم و و غيرهم , حيث لم يرو عنهما أحد غير سلام بن شرحبيل هذا الحديث و لم أقف على حديث غيره لهما , و هذا يقتضى قبول هؤلاء الأئمة لرواية سلام وتصحيحهم لهذا الإسناد .
    5- قصر المتن و خلوه من النكارة .

  5. #5

    افتراضي رد: تخريج و دراسة لحديث (لاَ تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا ..

    يرفع للفائدة

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: تخريج و دراسة لحديث (لاَ تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا ..

    الأخ الفاضل محمد عز الدين إبراهيم - أيدهُ الله تعالى ووفقه - .
    هُناك عدةُ ملاحظاتٍ على ما تفضلت به من قرائن إعتددتَ بها في التصحيح وأرجو منكم تحملنا :
    [ أولاً ] أما إخراج ابن حبان لحديثهِ في صحيحه هذا يرجعُ إلي منهج الإمام ابن حبان أبي حاتم - رحمه الله - فإنهُ يرى حديث المجهول الحال الذي لم يعرف فيه جرحاً ولا تعديلاً وروى عنهُ ثقةٌ - مقبولاً - ما لم ياتي بحديثٍ مُنكر وفيما قالهُ الحافظُ ابن حجر العسقلاني إشارةً إلي ذلك : (( إن كانت -أي نسبة التساهل- باعتبار وجدان الحسن في كتابه، فهو مشاحّة في الاصطلاح، لأنه يسميه صحيحا، وإن كانت باعتبار خفة شروطه فإنه يخرج في الصحيح ما كان راويه ثقة غير مدلس، سمع ممن فوقه، وسمع منه الآخذ عنه، ولا يكون هناك انقطاع ولا إرسال، وإذا لم يكن في الراوي المجهول الحال جرح ولا تعديل، وكان كل من شيخه والراوي عنه ثقة، ولم يأت بحديث منكر، فهو ثقة عنده، وفي كتاب الثقات له كثير ممن هذا حاله، ولأجل هذا ربما اعتَرض عليه - في جعلهم ثقات - من لم يعرف اصطلاحه، ولا اعتراض عليه، فإنه لا يشاحّ في ذلك )) قلتُ وسلامٌ تابعيٌ غيرُ مشهورٍ برواية الحديث قال الحافظ الذهبي في ديوان الضعفاء (ص 374 ) : (( وأما المجهولون من الرواة ، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن ، إذا سلم من مخالفة الأصول و ركاكة الألفاظ )) كون ابن حبان ذكره في الثقات
    فهذا فيه فائدة كبيرة وكلامه لايطرح بدعوى توثيقه للمجاهيل فكون ابن حبان جعله في الثقات فهذا يعنى انه لم يجد له حديثا منكرا فابن حبان رحمه الله ينبه على ذلك ان وجد له ما يستنكر وهذه فائدة كبيرة تفيد حديث الرواى المختلف فيه وهذا هو منهج ابن حبان - رضي الله عنهُ - في كتابه الصحيح وإعلم - سلمك الله - أن قبول مجاهيل كبار التابعين وكبار أتباع التابعين فقط من عرف أنهُ مجهول والمجهولُ عند المُحدثين هو أخي الكريم : (( وْ إنْ روى عنهُ اثنانِ فصاعِداً، ولم يُوَثَّقْ فهو مَجْهولُ الحالِ، وهُو المَسْتورُ ، وقد قَبِلَ رِوَايَتَهُ جَمَاعَةٌ بغيرِ قيدٍ، وردَّها الجمهورُ والتحقيقُ أَنَّ روايةَ المستورِ، ونحوِهِ، ممَّا فيهِ الاحتِمالُ؛ لا يُطْلَقُ القولُ بردِّها، ولا بِقَبولِها، بل يقال: هي موقوفةٌ إِلى اسْتِبانَةِ حالِه، كما جَزَمَ بهِ إِمامُ الحَرمينِ، ونحوُهُ قولُ ابنِ الصَّلاحِ فيمَن جُرِحَ بجَرْحٍ غيرِ مُفَسَّر )) وأما مجهولُ العين : ((إن سُمِّيَ الرَّاوي، وانْفَرَدَ راوٍ واحدٌ بالرِّوايةِ عنه، فهو مجهول العين، كالمبهم، إلا أن يوثقه غير مَن ينفرد به عنه على الأصح، وكذا مَن ينفرد عنه إذا كان متأهلاً لذلك )) قلتُ : وسلام تفرد بالرواية عنهُ اسليمان الأعمش - رحمه الله تعالى - ولم يوثقه إلا الإمام ابن حبان وهذا وفق منهجهِ ما لم يوجد لهُ ما يستنكرُ عليه فإن حديثهُ مقبولٌ كما تقدم الكلام فالجهالة في الأصل علّة يردُّ بها الخبر، ولكن أحياناً يقبل حديث من ليس بالمشهور وكان فيه جهالة إذا احتفت به القرائن التي تقوّي خبره، وبالذات إذا كان من الطبقات المتقدمة كطبقة كبار التابعين ، وصاحبنُنا هُنا ليس إلا من الطبقة الرابعة وهي طبقة صغار التابعين ، والجهالةُ فيهِ كما ظهر لنا من تتبع حالهِ " جهالةُ عين " وقد قال مصنفوا التقريب بجهالتهِ لتفرد سليمان الأعمش بالرواية عنهُ ، وبمجرد رواية الثقةِ عن الضعيف أو المتروك أو صاحب المناكير لا ترفع من روايته ولا تجعلها مقبولةً كما هو حال سفيان الثوري عن محمد بن السائب الكبي ، وشعبة عن جابر بن يزيد الجُعفي وغيرهم ، وسلامٌ مجهولُ قال مصنفوا التحرير : (( مجهول، تفرد بالرواية عنه سليمان الأعمش، ولم يوثقه سوى ابن حبان )) قلتُ وهذه بحد ذاتها تدعمُ قولنا في عدم قبول روايتهِ هُنا لصغر طبقتهِ وجهالةِ عينهِ .

    [ ثانياً ] قُلتُ لا يشفع لسلام كونهُ من طبقة صغار التابعين وهي الطبقة الرابعة رفعُ جهالتهِ .

    [ ثالثاً ] وأما ما نقلتَ في قرائن التوثيق قولهُ : ((وإذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه )) هُنا ياتي التأصيلُ في مقصد أبو حاتم الرازي بالجهالةِ أخي الكريم ففي فتح المغيث (2/51) : (( أَنَّ قَوْلَ أَبِي حَاتِمٍ فِي الرَّجُلِ: إِنَّهُ مَجْهُولٌ، لَا يُرِيدُ بِهِ أَنَّهُ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ سِوَى وَاحِدٍ، بِدَلِيلِ أَنَّهُ قَالَ فِي دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الثَّقَفِيِّ: مَجْهُولٌ، مَعَ أَنَّهُ قَدْ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ، وَلِذَا قَالَ الذَّهَبِيُّ عَقِبَهُ: هَذَا الْقَوْلُ يُوَضِّحُ لَكَ أَنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَكُونُ مَجْهُولًا عِنْدَ أَبِي حَاتِمٍ وَلَوْ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ ثِقَاتٌ، يَعْنِي أَنَّهُ مَجْهُولُ الْحَالِ، وَقَدْ قَالَ فِي عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ كَرْدَمٍ بَعْدَ أَنْ عَرَّفَهُ بِرِوَايَةِ جَمَاعَةٍ عَنْهُ: إِنَّهُ مَجْهُولٌ )) قلتُ فلا يصلح الإستدلالُ بقول ابي حاتم - رضي الله عنهُ - مجهولاً هُنا قرينةً على قبول خبر سلام أخي الكريم - وفقك الله - وعليه فالرجل قد روة عنه الأعمش (( نفسٌ واحدة وقد عرف إسمهُ وإنفرد بتوثيقه ابن حبان رحمه الله تعالى إلا أنهُ أخرج لهُ على منهجه في الصحيح )) فعلى الأرجح جهالةُ سلام أخي الحبيب سلمك الله تعالى لا توثيقهُ كونُ من طبقة التابعين وفي قولكم إبهامٌ على أنهُ من طبقة التابعين اللذين لا تضرُ جهالتُهم ويصحح حديثهم من باب التساهل في طبقتهم ، وكما قُلنا فالجهالة في الأصل علّة يردُّ بها الخبر، ولكن أحياناً يقبل حديث من ليس بالمشهور وكان فيه جهالة إذا احتفت به القرائن التي تقوّي خبره، وبالذات إذا كان من الطبقات المتقدمة كطبقة كبار التابعين .

    [ رابعاً ] ضعف الحديث الإمام الألباني رحمهُ الله تعالى وأرى الصوابَ معهُ .
    وجدنا له أطرافاً [2] وهي ضعيفة .
    ولهُ قرابة [52] شاهداً وهي ضعيفةً جداً .
    وعلى التحقيق [ ضعف الحديث ] لجهالة سلام بن شرحبيل أخي الحبيب .
    وما تفضلت بذكره من قصر المتنِ فهل هذا خاصٌ بطبقة معين من التابعين أم كُل التابعين على جهالتهم [ الظاهرة والباطنة ] أو على [ جهالتهم الباطنة ] أخي الحبيب فهذا لابد من تحقيق الأمر فيه وعدم الإعتماد فقط على النقولات سلمك الله .

    والله أعلى وأعلم .

  7. #7

    افتراضي رد: تخريج و دراسة لحديث (لاَ تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا ..

    أخي الكريم قلت : (اعتمد عدد من الأئمة على الحديث الذي معنا في إثبات صحبة حبة و سواء مثل البخاري و أبي حاتم الرازي و البغوي وابن منده و أبي نعيم و و غيرهم , حيث لم يرو عنهما أحد غير سلام بن شرحبيل هذا الحديث و لم أقف على حديث غيره لهما , و هذا يقتضى قبول هؤلاء الأئمة لرواية سلام وتصحيحهم لهذا الإسناد .)
    و أرى أن هذا يكفي لإثبات صحة الحديث .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: تخريج و دراسة لحديث (لاَ تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا ..

    الأخ الفاضل المُؤيد محمد عز الدين إبراهيم - أيدهُ الله بنصرهِ - .
    ما هكذا تكونُ الحِوارات نفع الله تعالى بعلمكم ، إنما طرحتُ ما رأيتُ مِنْ باب المُدراسة وكُلٌ فيما يظهرُ لهُ من التعليل والتصحيح .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •