تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تنبيه على خطأ في شرح حديث "وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    المشاركات
    1

    افتراضي تنبيه على خطأ في شرح حديث "وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: فقد جاء في صحيح مسلم في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في الفتن وما يجب على المسلم عند حدوثها خصوصا ما يحصل من بعض ولاة المسلمين من الجور والظلم حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فأشكل هذا على بعض الإخوان حتى قال بعضهم عن هذا الحديث أنه خطاب للفرد في بيئة عربية تأنف من الطاعة وتأبى الضيم وربما حملها ذلك على رفض الطاعة بالمعروف أو التحضير للانشقاق أو التصعيد للقتال وصاروا يئولونه بغير معناه ليصرفوه عن ظاهره ولما اعترض عليهم في ذلك نسبوا هذا إلى الإمام النووي وعند مراجعة شرح الإمام النووي على صحيح مسلم على هذا الحديث وجدناه يقول في شرح حذيفة رضي الله عنه لما قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف اصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك يعني ما يقع من جور الولاة وظلمهم قال: "تسمع وتطيع للأمير وأن ضرب ظهرك وأخذ مالك"، قال النووي: (وإن ضرب ظهرك) ظلمًا (وأخذ مالك) بغير حق، ببناء الفعل للمجهول في الموضعين وهما شرط جوابه (فاسمع وأطع) له في غير معصية – انتهى – هذا نص شرح النووي على هذا الحديث حيث أجراه على ظاهرة ومدلوله ولم يئوله إلى ما قاله هؤلاء الأخوة، وهذا الحديث وأمثاله يتضمن أصلا عظيما من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة في لزوم جماعة المسلمين والصبر على جور الولاة وظلمهم لما يترتب على ذلك من المصالح العظيمة من حقن دماء المسلمين وحماية أعراضهم وأمنهم واستقرارهم وهي مصالح تفوق بكثير ما يلحق من الضرر في الصبر على جورهم وأشد منها ضرر الخروج وشق عصا الطاعة، وهذا من ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما وهي قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، ولأجل التنبيه على ما حصل في هذا الموضوع من خطأ من بعض الأخوة كتبت ذلك.

    كتبه
    صالح بن فوزان الفوزان
    عضو هيئة كبار العلماء

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    595

    Post رد: تنبيه على خطأ في شرح حديث "وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مرعي مشاهدة المشاركة
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: فقد جاء في صحيح مسلم في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في الفتن وما يجب على المسلم عند حدوثها خصوصا ما يحصل من بعض ولاة المسلمين من الجور والظلم حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فأشكل هذا على بعض الإخوان حتى قال بعضهم عن هذا الحديث أنه خطاب للفرد في بيئة عربية تأنف من الطاعة وتأبى الضيم وربما حملها ذلك على رفض الطاعة بالمعروف أو التحضير للانشقاق أو التصعيد للقتال وصاروا يؤولونه بغير معناه ليصرفوه عن ظاهره ولما اعترض عليهم في ذلك نسبوا هذا إلى الإمام النووي وعند مراجعة شرح الإمام النووي على صحيح مسلم على هذا الحديث وجدناه يقول في شرح حذيفة رضي الله عنه لما قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك يعني ما يقع من جور الولاة وظلمهم قال: "تسمع وتطيع للأمير وإن ضُرِب ظهرك وأُخِذ مالك"، قال النووي: (وإن ضرب ظهرك) ظلمًا (وأخذ مالك) بغير حق، ببناء الفعل للمجهول في الموضعين وهما شرط جوابه (فاسمع وأطع) له في غير معصية – انتهى – هذا نص شرح النووي على هذا الحديث حيث أجراه على ظاهره ومدلوله ولم يؤوله إلى ما قاله هؤلاء الأخوة، وهذا الحديث وأمثاله يتضمن أصلا عظيما من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة في لزوم جماعة المسلمين والصبر على جور الولاة وظلمهم لما يترتب على ذلك من المصالح العظيمة من حقن دماء المسلمين وحماية أعراضهم وأمنهم واستقرارهم وهي مصالح تفوق بكثير ما يلحق من الضرر في الصبر على جورهم وأشد منها ضرر الخروج وشق عصا الطاعة، وهذا من ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما وهي قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، ولأجل التنبيه على ما حصل في هذا الموضوع من خطإ من بعض الأخوة كتبت ذلك.

    كتبه
    صالح بن فوزان الفوزان
    عضو هيئة كبار العلماء
    جزاك الله خيرا، وبارك الله في الشيخ ونفع بعلمه...







الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •