ركب المحامي عبدالعزيز القاسم – هداه الله – موجة " التهييج " ضد الدولة أيام أزمة الخليج ومابعدها مع مَن ركبها ، فسُجن على إثرها ، فلما خرج من سجنه ركب موجة " التنوير " التي من مستلزماتها نقد مناهج بلادنا السلفية ، ولعله وأمثاله عندما جبنوا عن مواجهة " السياسي " أرادوا الانتقام من المناهج التي قامت عليها بلاده ؛ لعل ذلك يساعدهم في مشروعهم " السياسي " .جاءت بعدها أحداث 11سبتمبر وما واكبها من ضغوط غربية على بلادنا ومناهجها ، فاستغلها " التنويري " القاسم - أصلحه الله - ، لينشر مذكرة ينتقد فيها مناهج الدين لدينا ، أفاد منها الأعداء - من نصارى ومبتدعة - في حملتهم الظالمة ، فكان كما قالت العرب : ( على أهلها جنت براقش ) .بسم الله الرحمن الرحيم
وهنا الرد على مغالطاته فيها :http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/36.htm
وهنا :http://www.saaid.net/manahej/43.htmوقد اطلعت له مؤخرًا على مقابلة صحفية كرر فيها نقد مناهجنا الدينية ، لا سيما مادة " التوحيد " ! زاعمًا أنها لا تُعالج مظاهر الانحراف في " توحيد الألوهية " نظرًا لأنها تسعى لذلك ( بمدخل كلامي ) - كما يقول - !! وبغضّ النظر عن تفاهة هذا الاتهام والافتراء على مناهجنا التي تُعالج الانحرافات العقدية التي تقع من بعض المسلمين بأسلوب سهلٍ واضح ، مبني على أدلة الكتاب والسنة ، يستوعبه الصغير قبل الكبير ، وهذا مما يعرفه الجميع ممن درسَ مناهجنا أو اطلع عليها .بغض النظر عن هذا سنـتـنـزل مع القاسم ، ونقبل بعلاجه المقترَح .*******************
يقول القاسم :( مثالٌ آخر يتمثل في قضايا توحيد الألوهية. حينما نسعى إلى إصلاح الخلل الذي يقع فيه الناس، أعني مظاهر الشرك المختلفة، حين نسعى إلى ذلك بمدخل كلامي، لن نتمكن من التغيير الفعال مطلقًا، لأن وراء تلك الانحرافات مرتزقة ينتفعون بوقوع الناس في تلك الأخطاء، وهم يجادلون كما نجادل. تخيل لو أننا بذلنا بعض المال المنفق في طباعة الكتب لنُخرج فيلمًا وثائقيًا عما يدور خلف الستار في المزارات والمشاهد وحقائقها التاريخية، ولو أخذنا عينات من المترددين عل تلك المواقع، وذهبنا بهم للأطباء المحترفين ليقوموا بتحديد أمراضهم الطبيعية، ولتُصرف لهم الأدوية، ولو أخذنا عيّنات من طالبي الرزق، وسلمناهم لبرنامج دعم المشروعات الصغيرة، لينجحوا مثلاً في الخياطة أو الصناعة. أليس هذا الفيلم كفيل بهز صناعة الخرافة والشعوذة، وسيؤدي إلى نقلة نوعية في حماية وحدانية الله تعالى. أين هذا العمل مما نراه من تصعيد فقهي لهذه القضايا، وأين موقع هذا العمل وسط التنافس الصوتي الذي نسمعه من نوع: التوحيد أولاً! ) ..
1- يُشكر القاسم عن اهتمامه بمعالجة مظاهر الشرك والانحرافات العقدية التي تقع من بعض المسلمين ، وهذا ما لم نره عند غيره ممن " تنوروا " ، والأمل أن يثبت عليه . وإن كنتُ أراه ركز - كعادة التنويريين - على الجانب " الدنيوي " ، وكأن كل أصحاب تلك الانحرافات هدفهم من انحرافهم العقدي " مادي " بحت . وهذا غير صحيح ، فثُلة منهم " يعتقدون " تلك الشركيات ويُنافحون عنها علميًا ، وهم في سَعة من الدنيا ؛ كما نراه في علي جمعة وعلي الجفري على سبيل المثال . لهذا فلابد من تحصين المسلم في مواجهة هؤلاء ، وهذا ما تقوم به مناهجنا ، ولله الحمد .تعليق
2- وحيث أن بلادنا قد طهرها الله من مظاهر الشرك والبدعة ؛ كالبناء على القبور وتعظيمها .. إلخ ، بفضلٍ منه ، ثم بفضل جهود المصلحين ، منذ زمن الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ، فإن اقتراح الأستاذ القاسم غير مناسبٍ لها ، إنما يُناسب بلادًا لازالت مبتلاة بهذه المظاهر والانحرافات ، رُغم جهود المصلحين ؛ لأن هناك من ينافح بقوة عن تلك المظاهر .
3- لهذا فإنني أُحيل اقتراح القاسم السابق إلى الرئيس ( محمد مرسي ) وفقه الله لما يُحب ويرضى ؛ لعله يعمل به في مصر ، في ظل حملة المصلحين هناك على تلك المظاهر ؛ لعله يكون سببًا في زوال تلك الشركيات والبدع ، لأن هذا من أهم الأهداف التي يجب أن يسعى لتحقيقها في رئاسته ؛ لكونه المهمة الأولى للرسل عليهم السلام ، والله يقول : ( إن تنصروا الله ينصركم ) ، وأي نصرٍ أولى من الانتصار لتوحيد رب العالمين ، ونشره بين الناس ؟ فليت أحد الفضلاء من مصر يُوصل الاقتراح السابق له .
أسأل الله أن يوفق الدكتور مرسي لكل خير ، وأن ينصر به دينه ، ويعز به أهل السنة ، ويقمع به أهل البدعة . والله الهادي ..