تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الجهل والعذر به مقال لفضيلة الشيخ الإمام صالح بن فوزان الفوزان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    المشاركات
    24

    افتراضي الجهل والعذر به مقال لفضيلة الشيخ الإمام صالح بن فوزان الفوزان

    الجهل والعذر به
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
    فقد كثر في هذا الوقت الكلام في العذر بالجهل مما سبب في الناس تهاونًا في الدين، وصار كل يتناول البحث والتأليف فيه مما أحدث جدلًا وتعاديًا من بعض الناس في حق البعض الآخر.
    ولو ردوا هذه المسألة إلى كتاب الله وسنة رسوله وإلى أهل العلم لزال الإشكال واتضح الحق كما قال الله تعالى: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَ هُ مِنْهُمْ) [النساء: 83]، وإذًا لسلمنا من هذه المؤلفات والبحوث المتلاطمة التي تحدث الفوضى العلمية التي نحن في غنى عنها، فالجهل هو عدم العلم وكان الناس قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم في جاهلية جهلاء وضلالة عمياء، فلما بعث الله هذا الرسول وأنزل هذا الكتاب زالت الجاهلية العامة، ولله الحمد، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [الجمعة: 7]، فالجاهلية العامة زالت ببعثته صلى الله عليه وسلم أما الجاهلية الخاصة قد يبقى شيء منها في بعض الناس ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك امرؤ فيك جاهلية"، والجهل على قسمين: جهل بسيط وجهل مركب فالجهل البسيط هو الذي يعرف صاحبه أنه جاهل فيطلب العلم ويقبل التوجيه الصحيح.
    والجاهل المركب هو الذي لا يعرف صاحبه أنه جاهل، بل يظن أنه عالم فلا يقبل التوجيه الصحيح وهذا أشد أنواع الجهل، والجهل الذي يعذر به صاحبه هو الجهل الذي لا يمكن زواله لكون صاحبه يعيش منقطعًا عن العالم لا يسمع شيئًا من العلم وليس عنده من يعلمه فهذا إذا مات على حاله فإنه يعتبر من أصحاب الفترة قال تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) [الإسراء: 15]، والجهل الذي لا يعذر به صاحبه هو الجهل الذي يمكن زواله لو سعى صاحبه في إزالته مثل الذي يسمع أو يقرأ القرآن وهو عربي يعرف لغة القرآن فهذا لا يعذر في بقائه على جهله لأنه بلغة القرآن بلغته والله تعالى يقول: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) [الأنعام: 19]، فالذي بلغه القرآن ووصلت إليه الدعوة والنهي عن الشرك الأكبر لا يعذر إذا استمر على الشرك أو استمر على الزنا أو الربا أو نكاح المحارم أو أكل الميتة وأكل لحم الخنزير وشرب الخمر أو أكل أموال الناس بالباطل أو ترك الصلاة أو منع الزكاة أو امتنع عن الحج وهو يستطيعه لأن هذه أمور ظاهرة وتحريمها أو وجوبها قاطع وإنما يعذر بالجهل في الأمور الخفية حتى يبين له حكمها، فالعذر بالجهل فيه تفصيل:
    أولًا: يعذر بالجهل من لم تبلغه الدعوة ولم يبلغه القرآن ويكون حكمه أنه من أصحاب الفترة.
    ثانيًا: لا يعذر من بلغته الدعوة وبلغة القرآن في مخالفة الأمور الظاهرة كالشرك وفعل الكبائر لأنه قامت عليه الحجة وبلغته الرسالة، وبإمكانه أن يتعلم ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه، ويسمع القرآن والدروس والمحاضرات في وسائل الإعلام.
    ثالثًا: يعذر بالجهل في الأمور الخفية التي تحتاج إلى بيان حتى تبين له حكمها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد ستبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه"، فالحلال بين يؤخذ والحرام البين يتجنب والمختلف فيه يتوقف فيه حتى يتبين حكمه بالبحث وسؤال أهل العلم.
    فالجاهل يجب عليه أن يسأل أهل العلم فلا يعذر ببقائه على جهله وعنده من يعلمه قال الله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [النحل: 13]، فيجب على الجاهل أن يسأل ويجب على العالم أن يبين ولا يكتم، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ* إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة: 159-160]، ولا يجوز للمتعالم وهو الجاهل المركب أن يتكلم في هذه الأمور بغير علم، وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح والإخلاص في القول والعمل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

    كتبه
    صالح بن فوزان الفوزان
    عضو هيئة كبار العلماء
    20 / 3 / 1432هـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: الجهل والعذر به مقال لفضيلة الشيخ الإمام صالح بن فوزان الفوزان

    يقول حفظكم الله كيف نجمع بين قول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في الدرر السنية ، حين قال : نحن لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر و البدوي لعدم وجود من ينبههم . و بين القول بأنه لا يعذر بالجهل في أمور الشرك الظاهرة مثل الذبح لغير الله و النذر لغيره ؟
    جواب سماحة الشيخ الفوزان حفظه الله : لعدم من ينبههم ، لعدم من ينبههم ، لا يقول : لا نكفرهم مطلقا ، بل يقول : لعدم من ينبههم ، ما جاءهم من يدعوهم إلى الله ، من يبين لهم ، (من) يقيم عليهم الحجة ، نعم . لكن : الآن حصل البيان و لله الحمد في المشارق و المغارب ، بواسطة الإذاعات و المحطات ، كلام أهل العلم يُنشر الآن و يُنقل ، دروسهم تُنقل الآن إلى المشارق و المغارب ، هذه من حكمة الله في تبليغ هذا الدين ، لألا يقولوا يوم القيامة : ما بلغنا شيء ، الحجة قائمة الآن ، و لا أحد يُعذر بالجهل في هذا الزمان ، إلا الذي ليس عنده اتصالات و لا مواصلات ، و هو منقطعٌ عن العالم ، هذا هو الذي يُقال فيه : حتى تقام عليه الحجة ، أما اللي يعيش مع العالم فما فيه أحد الآن ما بلغته الدعوة ، كان في الأول الدعوة بلغت بالجهاد في سبيل الله و انتشرت في المشرق و المغرب بواسطة الجهاد و الفتوحات فلما تعطل الجهاد يسر الله وسائل الإعلام لأجل أن تقوم الحجة على الناس . نعم .
    المصدر : شرح تجريد التوحيد المفيد للمقريزي
    بتاريخ : 12 شوال 1431

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: الجهل والعذر به مقال لفضيلة الشيخ الإمام صالح بن فوزان الفوزان

    سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في درس كتاب شرح السنة للبربهاري السؤال التالي :

    السؤال : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول : هل نكفر من سجد لصنم أو ذبح لقبر أو ننتظر حتى نقيم عليه الحجة ؟

    الجواب : هو يكفر بهذا لكن أنت تحكم على فعله بالكفر وتكفره في الظاهر ثم بعد ذلك تناصحه فإن تاب وإلا فإنه يعتبر كافرا ظاهرا وباطنا، نعم . اهـ
    (من شرح السنة للبربهاري - الشريط 8)



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: الجهل والعذر به مقال لفضيلة الشيخ الإمام صالح بن فوزان الفوزان

    السائل : أحسن الله إليكم يقول السائل : هل عباد القبور كفار بأعيانهم وذلك لأننا نسمع من يقول: "إن هؤلاء مسلمون جهال تلبسوا بالكفر فلا يحكم عليهم بأعيانهم" ، فهل هذا الكلام صحيح؟
    الشيخ : من قال الكفر فهو كافر ونحن ليس لنا إلا الظواهر فنجري عليهم أحكام الكفار ماداموا يعبدون غير الله ويذبحون لغير الله ويستغيثون بالأموات فنحن نحكم عليهم بالكفر ونجري عليهم أحكام الكفار فلا نستغفر لهم بعد موتهم {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى}[التوبة:113] ولا نصلي على جنائزهم ولا ندفنهم في مقابر المسلمين ، نجري عليهم أحكام الكفار ، نعم.
    وأما أنهم جهال فليسوا جهالاً ، القرآن يتلى ويسمعونه ويقرأونه ويحفظونه و أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تقرأ وتعلم ، كلام أهل العلم يسمعونه ، فلم يبقى جهل إلا المعاندة ، عاندوا، لأنه قامت عليهم الحجة ، فمادامت قامت عليهم الحجة فلم يبقى لهم جهل يعذرون به ، الجهال لو لم يسمعوا شيئاً ، لو عاشوا منقطعين عن العالم ولم يبلغهم شيئ هؤلاء هم الجهال أما الذين يعيشون في بلاد المسلمين ويحفظون القرآن أو يسمعونه ويسمعون كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ويسمعون كلام أهل العلم فلم يبقى عندهم عذر إلا أنهم يريدون البقاء على ما هم عليه ، يقلدون فلاناً وعلاناً فهؤلاء لا عذر لهم ، نعم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: الجهل والعذر به مقال لفضيلة الشيخ الإمام صالح بن فوزان الفوزان

    السائل : أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ, يقول السائل : هل مسألة العذر بالجهل مسألة خلافية؟


    الشيخ الفوزان حفظه الله: لا, صارت مسألة خلافية عند المتأخرين هذولة.
    و الجهل على قسمين:

    - جهل يمكن زواله, هذا لا يعذر فيه بالجهل, يعني يسأل أهل العلم يطلب العلم يتعلم يقرأ, هذا يمكن زواله و لا يعذر إذا بقي عليه.

    - أما جهل لا يمكن زواله, ما عنده أحد و لا يستمع شيئا و لا يدري, عاش منقطعا و لم يسمع بشيء, هذا ما يمكن زواله, هذا يعذر به و يكون من أصحاب الفترة, ما يُحكم بإسلامه لكن يكون من أصحاب الفترة, يُفوَّضُ أمره إلى الله " ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"
    , نعم.


    وفي الختام كلمة شكر لكل من قام بتفريغ كلام الشيخ العلامة ريحانة أهل السنة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ومتعنا بعلمه

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •