قال الطبري في التفسير حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله:" لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم"، واللغو: أن يحلف الرجل على الشيء يراه حقًا، وليس بحق.
قال أحمد شاكر,في تحقيقه وتخريجه لتفسير الطبري(1/263):
هذا الإسناد من أكثر الأسانيد دورانًا في تفسير الطبري ، وقد مضى أول مرة 118 ، ولم أكن قد اهتديت إلى شرحه . وهو إسناد مسلسل بالضعفاء من أسرة واحدة ، إن صح هذا التعبير! وهو معروف عند العلماء بـ "تفسير العوفي" ، لأن التابعي -في أعلاه- الذي يرويه عن ابن عباس ، هو"عطية العوفي".
هذا الإسناد لا يحكم عليه هكذا .. إلا على طريقة المتأخرين كما فعل الشيخ أحمد شاكر رحمه الله
فلابد من التفريق في الحكم بين أسانيد الحديث وأسانيد التفسير وأسانيد التاريخ
أما هذا الإسناد فهو من الطرق المشهورة عند المفسيرين
وقد أخرج له ابن أبي حاتم والطبري وهما من أصح التفاسير
فابن أبي حاتم اشترط الصحة في تفسيره, ومعلوم منزلة ابن ابي حاتم في العلل
وأما تفسير الطبري, فقد قال فيه شيخ الإسلام إنه أصح التفاسير
وأردت من هذه المقدمة أن أبين منزلة الكتابين
لأبين أن أكثر ما فيها هي آثارة صحيحه وإن ضعفها بعض المتأخرين
وذلك أن منهج المتأخرين يُخالف منهج المتقدمين
وبالنسبة لهذا الإسناد:
محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي عن أبيه عن عمه الحسين
عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس ( مرفوعا أو موقوفا )
وهذا بالنظر إلى منهج المتأخرين فهو اسناد مسلسل بالضعفاء
أما بالنظر إلى منهج المتقدمين أهل الصنعة
فإن هذا الاسناد مقبول لقرائن منها
أن هذا الاسناد نسخة مكتوبة بدليل قول ابن جرير وابن ابي حاتم
محمد بن سعد فيما كتب إلي أبي
والنسخة المكتوبة تقبل, لإن الجرح إنما هو في حفظ الراوي لا في عدالته
وما دامت مكتوبة .. فإنها مقبولة
ثم إن من قرائن القبول أن الاسناد من بيت واحد, وأهل البيت أعلم بضبط مرويات من فيها
وعلى هذا فإن الإسناد .. من الأسانيد المقبول التي لا يُرد مثله.
-قال الطبري في التفسير حدثني محمد بن سعد( هو محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي ، من-بني عوف بن سعد)قال، حدثني أبي(سعد بن محمد بن الحسن العوفي) قال، حدثني عمي(الحسين بن الحسن بن عطية العوفي) قال، حدثني أبي(الحسن بن عطية بن سعد العوفي)، عن أبيه(عطية بن سعد بن جنادة العوفي)، عن ابن عباس قوله:" لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم"، واللغو: أن يحلف الرجل على الشيء يراه حقًا، وليس بحق.
وجزا الله كل من أفادنا وأفدنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.