النورُ أشـرق بالميامـنِ رتَّـلا = آياتـه القمـر المنيـر وبجَّـلا |
نورٌ أضاء المَشْرِقَيْنِ وجـاوزتْ = أعلامـه الآفـاق هَدْيًـا أمْثـلا |
عَلَـمُ النبـوة لاح فـي عليائـه = فتقهقرت جـن الغوايـة خُـذَّلا |
وتصدعتْ أعلام كسـرى هيبـةً = لمَّا جَلَا من نور أحمد مـا جَـلَا |
يومٌ كأن الدهـر حـل رحالـه = فيه فلبَّى الأمـس والغـد مُثَّـلا |
يا رايةً رُفعتْ بنـورك تهتـدي = في نورها الدنيـا بهـاءً أكمـلا |
يا صفوة الرسل الكرام وخاتم الـ(م) ـنُّبَّاء يا خير الورى مَهْـدَ العـلا |
أُرسلت بالنور المبين إلى الورى = فضلًا من الرحمن شـاء تَفَضُّـلا |
يهدي به الرحمن من شاء الهدى = ويضل مَنْ تَخَذَ الضلالة معقـلا |
يـا صادقًـا بَـرًّا أمينًـا دينـه = من وحي ربك بالعـلاء تنـزَّلا |
إن كذبوك فـإنَّ صدقـك بَيِّـنٌ = يهدي له الرحمن صمًّـا جنـدلا |
أو يخذلوك فـإن ربـك ناصـرٌ = وملائك الرحمـن حولـك نُـزَّلا |
وكفاك شر الهازئيـن فأصبحـوا = للنـاس أمثـالًا وباتـوا خُـذَّلا |
تدعو إلى الرحمن دعـوة واثـق = وتذود عن حوض الشريعة أعزلا |
وتلين في القول اتقـاء فظاظـة = وتجود بالمعروف سمحًـا مُقْبِـلا |
وتجود بالعفو الجمبل عن المسيـ = ئ سماحـة وتكرمًـا وتفضُّـلا |
آيـات ربـك لا تـزال مؤيـدًا = لك ناصرًا لِمَنِ استطـاب تعقُّـلا |
وحباك بالمعـراج كامـلَ نعمـةٍ = حين ارتقيت بفضله فوق العـلا |
وأراك آيـات تجلَّـى نـورهـا = فَبِأَيِّهَا كفـروا ورامـوا موئـلا |
وهجرت دار الشرك هجْرَ مؤمِّلٍ = فتحًا قريبًـا قـد أتـاك مهلـلا |
وحَّدت بين الخزرجين فأصبحوا = روحين في جسد يشُـوق تأمُّـلا |
العـدل روحٌ والشريعـة منهـجٌ = قد سـاد آفـاق الدُّنـا مستقبـلا |
أتممت بالحسنى المكارم فانتهـت = فوق الذرا بين الشمائـل منـزلا |
وأريت أهل الكفر كيـف مآلهـم = وكذاك من ضل الهدَى أو ضُلـلا |
هدَّمت صـرح بنائهـم فتهدَّمـوا = وتركتهـم عبـرًا وراءك هُمَّـلا |
وبراية الشورى أقمـت دعائمًـا = للديـن تهـدي مـن أراد تمثُّـلا |
فبأي شيءٍ يكفرون على المـدى = أم ما يجيـب مجيبهـم متعلـلا |
إن يحْرقوا دستورك الأبـديَّ أو = يبغوا فسـادًا فـي البريـة أرذلا |
فالله ربـك قـد رعـاه بحفظـه = والله خير الحافظين على المـلا |
ليـرد كيـد العابثيـن فكلـمـا = ظنوا الصبـاح رأوه ليـلًا أليـلا |
والموكب الماضي إلـى عليائـه = سيظل أسمى العالميـن وأفضـلا
شعر/ حسن عبد الفتاح خلف الحضري |
|