الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد..
بين الحين والحين يشعر المرء بالغربة وبشدتها، وينظر المرء إلى إخوانه ممن بسط الله عليهم الرزق فيجدهم قد فتنوا بالمال فتنة عظيمة، فيستشعر المرء الفضل والنعمة التي أنعم الله عليه بها وهي تقدير الرزق، فكم يظن المرء أنه ينصلح حاله بالمال ولا يدري ما قد يحدث له إن أعطيه..
وكلما نظرت إلى ما نحن فيه - ولله الحمد والمنة - من صحة وعافية وراحة بال - ما شاء الله لا قوة إلا بالله - علمت أننا على خير كثير، وأن الله قد أراد بنا خيرا، فلا يزال بيننا وبين من نعلم ود غير مشوب بحب الدنيا ولا الحث عليها ولا التكالب على زينتها الفانية ولا الترصد للانتفاع من وراء بعضنا البعض من نفع..
والناظر إلى الناس يجد عجبا في قضايا الرزق هذه فدائما لا يضحك ملء فيه إلا من لم تهمه الدنيا هما أكبر، ولا يشعر براحة في باله إلا من أبعد التظاهر والتعالي والتفاخر عن قلبه وعن أخلاقه.
وصحيح أنه قد يوجد خلاف هذا لكن بقدر ضئيل جدا لا يقارن بما سواه.
ولا تملوا من حديثي وخواطري فدائما ما سأدخل هذه الصفحة إن شاء الله لأسجلها عسى أن تكون عونا لأخي الزاهد الذي لا يبالي بدنياه ويوفر مبالاته لآخرته ففيها ما يكفي لينشغل المرء به.
وصلى الله على محمد وآله وسلم.