بسم الله الرحمن الرحيم
عندما قرأت قصة ابن أبي لهب و الأسد في كتاب ( حياة الحيوان ) للدميري ، تتبعت مصادرها فوجدتها في كتاب ( دلائل النبوة ) لأبي نعيم الأصفهاني ، وأعلام النبلاء للذهبي ، و الإصابة ؛ وقال ابن حجر في الإصابة : ذكرها ابن منده ، وابن قانع ، و لقد أوحت لي هذه الحادثة أن أكتب مقالا فيه عظة وعبرة مستفادة من هذه الواقعة .
ولما شرعت بالكتابة وجدت الخواطر تترى ، والأفكار تتدفق ، وأحسست بالرغبة والميل إلى الاسترسال معها ، وكلما هممت بإنهاء الموضوع طرأ من الخواطر ما يحفزني على المضي حتى قارب ما كتبت المائة صفحة و يزيد .
قرأتها عدة مرات ، واسترحت لأسلوبها الأدبي ، و تسلسل أفكارها ، وتعبيرها عن لواعج كانت ولا زالت تجيش بالصدر .
لقد خشيت أن يكون حكمي عليها من باب إعجاب المرء بما ينجزه إذا قلّما يتهم الإنسان نفسه بعدم الإتقان !
وكان من أثر هذه الخشية أن حبستها في درج من أدراج مكتبي مدة طويلة تربو على خمس سنوات ، لم أنسها طوال هذه المدة ، ولم يغب عن ذهني أنني سررت بكتابتها ، وارتحت لأسلوبها ومحتواها ، وكنت أقرأها بين الحين والآخر ، ثم أعيدها رهينة محبسها .
وأخيرا وجدت إلحاحا داخلياً أن أعرضها على بعض أهل الاختصاص ، فكان أول من وقع عليه الاختيار :
الأخ الحبيب الأديب الأستاذ ( عبد الله الطنطاوي ) فهو ابن بجدتها و فارس حلبتها ، زرته في بيته ـ في عَمَّان ـ فكان على عادته هاشّا باشاً مضيافا ، أخبرته برغبتي فرحب واستلم النص ، واستمهلني بعض الوقت .
وقد قام مشكورا بقراءة النص قراءة دقيقة فاحصة ، و قد لمست ذلك من خلال تصويباته اللغوية والطباعية والفنية ، وأبدى سروره وفرحته بما قرأ ، وأثنى على العمل ، و لم يمنعه ذلك من إبداء ملاحظات نقدية يجدها القاريء في المقدمة التي أكرمني بكتابتها ، فله دعائي و شكري .
و الشكر موصولا للأخ : ( عبد الرحمن عبد الحميد شادي ) سكرتير مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية
ـ بجامعة الكويت على تفضله بطباعتها على جهاز الحاسوب ، و سعة صدره لتكرار طلب التصويبات .
أسأل الله تعالى القبول و الرضوان ، وأن ينفعنا وينفع بنا .
دار اقرأ للنشر و التوزيع
الكويت / حولي ـ شارع المثنى ـ ص.ب 1937 ـ الرمز البريدي 32020
هاتف : 2655340 ـ 2655350 ـ فاكس / 2655350 ـ نقال / 7579271
dariqraa@hotmail.com
dariqraa@yahoo.com