قال ابن كثير في " البداية والنهاية " (2/117 ، 118) : " يَذْكُرُ تَعَالَى مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ فِرْعَوْنَ وَجُنُودِهِ ، فِي غَرَقِهِمْ ، وَكَيْفَ سَلَبَهُمْ عِزَّهُمْ ، وَمَالَهُمْ ، وَأَنْفُسَهُمْ ، وَأَوْرَثَ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ أَمْوَالِهِمْ وَأَمْلَاكِهِمْ ، كَمَا قَالَ : (كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَ ا بَنِي إِسْرَائِيلَ) [الشعراء59] . وَقَالَ : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) [القصص 5] .
وَقَالَ هَاهُنَا : ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) [الأعراف 137] أَيْ : أَهْلَكَ ذَلِكَ جَمِيعَهُ ، وَسَلَبَهُمْ عِزَّهُمُ الْعَزِيزَ الْعَرِيضَ فِي الدُّنْيَا ، وَهَلَكَ الْمَلِكُ وَحَاشِيَتُهُ ، وَأُمَرَاؤُهُ ، وَجُنُودُهُ ، وَلَمْ يَبْقَ بِبَلَدِ مِصْرَ سِوَى الْعَامَّةِ وَالرَّعَايَا .
فَذَكَرَ ابنُ عَبْدِ الْحَكَمِ فِي " تَارِيخِ مِصْرَ " : أَنَّهُ مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ تَسَلَّطَ نِسَاءُ مِصْرَ عَلَى رِجَالِهَا ; بِسَبَبِ أَنَّ نِسَاءَ الْأُمَرَاءِ وَالْكُبَرَاءِ تَزَوَّجْنَ بِمَنْ دُونَهُنَّ مِنَ الْعَامَّةِ فَكَانَتْ لَهُنَّ السَّطْوَةُ عَلَيْهِمْ وَاسْتَمَرَّتْ هَذِهِ سُنَّةَ نِسَاءِ مِصْرَ إِلَى يَوْمِكَ هَذَا " .
خاص بإخواننا وأهلنا وأحبائنا في مصر ..