الإسلام إنما جاء من أجل تحرير الإنسان تحريرا حقيقيا من كل أشكال العبودية لغير الله تعالى بل هذا التحرير هو غاية التوحيد وأصل الدين كما في قوله ( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) وهذه الربوبية فسرها القرآن بالطاعة والخضوع لغير الله كما في قوله ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) و من المعلوم أنهم لم يسجدوا أو يركعوا أو يدعوهم أو غيره و إنما أشركوا بهم في إفراد الله وحده بالطاعة والخضوع !
فالإسلام إذن جاء لتحرير الإنسان من العبودية للإنسان وذلك بإخلاص التوحيد لله وحده !!
بل يتسع مفهوم التوحيد الذي جاء به القرآن ليشمل تحرير الإنسان حتى من الخوف من غير الله كما قال تعالى: (ولا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين) فشرط لتحقيق الإيمان عدم الخوف من البشر ومن كل ما سوى الله !!
و بايع صلى الله عليه وسلم الأنصار في العقبة قبل الهجرة على الحريه ( أن نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم) !!!
نعم لقد بالغ النبي صلى الله عليه وسلم في ترسيخ مفهوم تحرير الإنسان من كل أشكال العبودية لغير الله حتى نهى أصحابه عن القيام له إذا دخل عليهم كما يفعل العبيد مع أسيادهم ونهاهم عن الوقوف على رأسه وهو جالس ونهاهم عن الانحناء له بل نهاهم أن يقول أحدهم لرقيقه ومملوكه (عبدي وأمتي) بل يقول (فتاي وفتاتي ) !!!
فالإسلام جعل هذه الحرية من أصول الدين وقطعياته فلا عبودية إلا لله ولا سيادة إلا لله ولا طاعة إلا لله ولا خضوع ولا تذلل إلا له وحده !!