الخلاصة أن هذا الحديث اختلف فيه عن يزيد بن أبي زياد فرواه خالد بن عبد الله ومحمد بن فضيل وجرير بن عبد الحميد وشعبة بن الحجاج عن يزيد عن عيسى بن فائد عن رجل عن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم
ورواه سفيان بن عيينة وزائدة بن قدامة وعبد الله بن إدريس عن يزيد عن عيسى بن فائد عن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم
ورواه عبد العزيز بن مسلم وأبو عوانة وأبو بكر بن عياش وعبد الله عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورواه وكيع عن أصحابه عن يزيد عن عيسى بن فائد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
هذا الحديث ضعيف جدا بهذا الإسناد فيزيد بن أبي زياد ضعيف الحديث رديء الحفظ قال الحافظ والاضطراب فيه من يزيد فإن في حفظه مقالا
أقول : قد اضطرب يزيد في هذا الحديث اضطرابا كثيرا فأكثر أصحابه جعلوه من مسند سعد بن عبادة وبعضهم أدخل رجلا بين عيسى وسعد وهذا الوجه أصحها قال الحافظ والراجح قول من قال سعد بن عبادة ومن أثبت الواسطة وقال أيضا والراجح من هذا كله رواية جرير ومن تابعه والله أعلم.
أقول : أما ذكر عبادة بن الصامت وإسقاط الرجل أو إرسال الحديث فهي من أغلاط يزيد وأوهامه
وعيسى بن فائد قال علي بن المديني لم يرو عنه غيره يعني يزيد وذكر الحافظ عنه أنه قال عنه مجهول وقال ابن عبد البر هذا أحسن إسناد روي في هذا المعنى وعيسى بن فائد لم يسمع من سعد بن عبادة ولا أدركه ولا أحسبه حدث عنه غير يزيد بن أبي زياد
قال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (2/ 415) : ولم يعرض لعيسى بن فائد بأمرين
أحدهما أنه لم يعرف بحاله وهي مجهولة ولا يعرف روى عنه غير يزيد بن أبي زياد وقال البخاري هو أمير الرقة.
والثاني أنه لم يبين هل سمع من سعد بن عبادة أم لا ؟ وهو الذي قصدنا بذكره في هذا الباب فاعلم أن أبا محمد بن أبي حاتم لما ذكره قال روى عمن سمع سعد بن عبادة روى عنه يزيد بن أبي زياد فاعلم ذلك
قال ابن كثير في جامع المسانيد (4/ 572) : إسناده حسن ولم يخرجوه
أقول : لو حسن الحديث لكان له وجه فاما الإسناد فلا إخال مع تعدد علله وقد ذكر الحافظ ابن كثير طرفا مما جاء في نسيان القرآن وحكى الخلاف فيه ثم قال (1/ 72) : ففيه اختلاف لكن هذا في باب الترهيب مقبول والله أعلم لاسيما إذا كان له شاهد من وجه آخر
أقول : ذكر للحديث في نسيان القرآن شاهدا وهو الحديث الأول وقد تقدم أنه ضعيف جدا فمثله لا ينفع شاهدا وقوله " ولم يخرجوه " يقصد ما جاء في ذم النسيان وإلا فقد خرج أبو داود بعضه في السنن كما سلف والله أعلم
أقول : هذا ما يسر الله جمعه وتحريره فلله الحمد والمنة وأسأله المزيد
يتبع إن شاء الله تعالى بحديث ابن مسعود رضي الله عنه