مثال على المنخرطين في الماسونية طبعا من أدعياء العلم فقط:
جمال الدين محمَّد بن صفدر بن عليِّ بن محمَّد الحسينيُّ الشيعيُّ الأفغانيُّ، كان واسع الاطِّلاع في العلوم العقلية والنقلية، له رحلاتٌ طويلةٌ، نُصِّب عضوًا في مجلس المعارف، نفته الحكومة المصرية، ورُمي بالانحراف في الدين وتسخيره لخدمة أعداء الإسلام ومؤاخذاتٍ أخرى، حيث كان رئيسًا لمحفل «كوكب الشرق» الماسوني، وفي باريس أنشأ مع رفيقه محمَّد عبده المصري مجلَّة «العروة الوثقى»: اتَّسمت مقالاتها بتقريب الإسلام إلى الحضارة الغربية والتفكير الغربي الحديث ولم تعمِّر طويلًا، من آثاره «تاريخ الأفغان
انضم جمال الدين الافغاني بالماسونية العالمية ، و المحفل الماسوني البريطاني.
وفي كلمة ألقاها في المحفل البريطاني يقول فيها: « دعوني أكون عاملاً ماسونياً نزيهاً متجنباً للرذائل، إذا لم يكن حرصاً على شرف شخصي؛ فتخوفاً من أن تعاب الماسونية بي ، فيتخذني الأغيار سهماً للطعن بها وهي براء منه ، وما ذنب الماسونية إلا أنها قبلتني بين أفرادها دون اختيار صحيح ، وأبقت عليّ من غير تبصُّر).
إلّا أنه استقال من المحفل الاسكتلندي البريطاني ـ كخطوة سياسية ـ،
ـ و التحق بمحفل "كوكب الشرق" التابع لفرنسا، و هو أول محفل إشتغل باللغة العربية، وكان لايؤمه إلا المصريون فحسب أو من هم في حكمهم، وقد ترأسه جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وبعض الشوام.
- ثم انتقل بعد ذلك إلى باريس ووجه الافغاني خطابا الى المحفل الماسوني الفرنسي، يطلب فيه الانضمام إليهم ؛ قال فيه:
“ يقول مدرس العلوم الفلسفية بمصر - جمال الدين الكابلي الذي مضى من عمره سبعة وثلاثون سنة - :بأني أرجو من إخوان الصفا وأستدعي من خلّان الوفا - أعني: أرباب المقدس الماسوني؛ الذي هو عن الخلل والزلل مصون - أن يمنوا علي ويتفضلوا إلي بقبولي في ذلك المجمع المطهر, وبإدخالي في سلك المنخرطين في ذلك المنتدى المفتخر، ولكم الفضل ”
ـ وبعد ثلاث سنوات أصبح من أهم رجال المحفل الماسوني، بل تم اختياره رئيساً له.
و سواءٌ ترأس الافغاني المحفل الاسكتلندي البريطاني أو المحفل الفرنسي، فكلا المحفلين كانا يخدمان المخطط الانجليزي الفرنسي لتسليم مصر الى بريطانيا مقابل اعطاء المغرب لفرنسا.
ـ و استقال الافغاني من المحفل وأنشأ محفلا آخر تابعا للشرق الفرنسي الذي سرعان مابلغ أعضاؤه أكثر من 300 عضواً من نخبة المفكرين والناهضين المصريين، ولما كان هذا المحفل مطلق الحرية، فقد دعاه محفل "كوكب الشرق".
ب ـ الافغاني والجمعيات السرية: وكذلك أنشأ الافغاني الجمعيات السرية، ومن هذه الجمعيات السرية:
أَ ـ الحزب الوطني الحر، والذي لم يمضِ على تأسيسه عام واحد حتى:
ـ أصبح أعضاؤه 20180 عضواً؟
ـ و أصبح له رصيد ضخم من المصارف؟
بَ - جمعية مصر الفتاة وأنشأ جمعية "مصر الفتاة"، وكان معظم أعضائها من شبان اليهود.
- و قد تبع تلاميذ الشيخ جمال الدين الافغاني شيخهم في الانضمام إلى الماسونية و الجمعيات السرية، و منهم كثير من الأدباء و المفكرين، و الزعماء السياسيين، ومن أهمهم:
- * تلميذه محمد عبده، و الذي ورث الماسونية الفكرية المتلبسة بلباس الدين.
سار (محمد عبده) بذلك على خطى شيخه الأفغاني.
- و اتخذ الافغاني الأعوان والمساعدين من اليهود والنصارى المتهوّدين، فقد جعل من معاونيه (يعقوب صروف) النصراني المتهود صاحب الأموال، و يعقوب صنوع أبو نظارة اليهودي، والذي رثاه الافغاني في ”العروة الوثقى”، وسليم عنجوري النصراني المتهود الذي تسلم صحيفة ”مرآة الشرق”.
عند ذلك أنشأ الافغاني الكثير من الأدوات الماسونية كالأحزاب السياسية و الحركات الوطنية المشبوهة، و المجلات و الجرائد
وما أنشأه غير الماسون تم فيما بعد الاستيلاء عليه ماسونيا من قبل جمال الدين الافغاني وتلامذته.
في هذه الأثناء زاد خطر الأفغاني لكونه كان على قائمة الهرم الماسوني، والذي ترتبط به كثير من الحركات "الوطنية"، فأسس الصحف المختلفة و شارك في الكتابة فيها، كما بدأ في بث اطروحات سياسية كالحياة النيابية، و البرلمان، والمشاركة الشعبية، و المجالس الوطنية
ثم بدأت خطورة جمال الدين تكبر شيئاً فشيئاً، و في سنة 1878 كانت له الكلمة الفصل في الحياة السياسية عبر أدواته الاعلامية و السياسية من خلال تلاميذه الماسون الذين تسنموا المناصب العليا في الدولة.