الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .... وبعد :- إن جيل اليوم يحمل قيماً وأفكاراً زرعتها وسائل الإعلام ذات الأثر البليغ والفعال ، والتي يجب التعامل معها بحذر شديد ! ؛ لما فيها من مزجٍ مركبٍ بين الصَوت والصورة ، مما جعلها مصدر المعلوماتِ الأول لدى النشيء الجديد . إن من نعم الله على الخلق أن سخر لهم كل ما يكون لهم عوناً على هذه الحياة ، ومن هذه النعم العظيمة : ( نعمة الجوال ) ، الذي اختصر لنا كلّ بعيد ، وسهل أموراً لم تكن في الخيال منذ زمن ليس ببعيد ، وتنوعت التقنيات في هذا الجهاز ، ولا يزال العالَم يجدد ويخترع ، ولكن لا نريد من أمتنا أن تألف الإستخدام السلبي لهذه التقنيات الحديثة ، ومنها ما يسمى بـ ( كاميرا الجوال ) !! .أيها الأخ المبارك ـ أيتها الأخت المباركة .. حديثي الآن .... ليس الإستفسار عن أسباب إنتشاره بالسهولة في مجتمعنا ، وليس حديثي عن قصص أورثها جوال الكاميرا حينما كان سبب في تشتت الأسر ، وإنتشار الطلاق ، ونشر الفاحشة والرذيلة ، حديثي هو حديث خاص ، معطرٌ بخمسِ رسائلٍ ، أرسلها من هذه الورقة عبر ذبذبة ملؤها الحب والمودة والإخاء .
ـ الرسالة الأولى : أرسلها لتلك النفس التي أحبت الفاحشة ، واستأنست بكل صورة وأغنية ومقاطع مرئية فأقول لها
أين الله ؟! .... أين الخوف من الله ؟! .... أين رقابة الله ؟! ....
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ) ... إسمعي يانفــــس ( إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَــــــانُوا ) !! ، ثم مـــاذا ؟؟؟ ... (ثُمَّ يُنَبِّئُهُــــ ــــمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) )( سورة المجادلة / 7 ) .
يا نَفسُ كُفِّي مِنَ الحَرَامِ ..... يا نَفسُ كُفِّي مِنَ الحَرَامِ ..... يا نَفسُ كُفِّي مِنَ الحَرَامِ ..... كُفِّي من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، كُفِّي من التخبط بين رسائل تحمل في طياتها ما يفسد الدنيا والدين !! . يا نفـــس تذكري قــــول الله ـ تعــــالى ـ : ( وَأَمَّا مَـــــــنْ خَـــــافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْــــسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) )( سورة النازعات / 40 ، 41 ) . ـ الرسالة الثانية : إلى تلك النفس الضعيفه التي لا تستطيع أن تتحمل ذنوبها يوم العرض بين يديه ، ومع ذلك فإنها تعبيءُ صفحاتها بذنوب المئات من البشر ! ، بل بالآلاف !! ، بل بالملايين !!! ..... وقد يقول قائل : ( كيف يكون ذلك ) ؟!! . والجواب : أن بعض المستخدمين لهذا الجهاز يُرسلون عبر خدمة ( البلوتوث ) ما يهتّك الأستار ! ، ويثير الفتن !! ، ويُشيع الفاحشة !!! ؛ فيرسل صاحب الجوال إلى أحد أصحابه ، وصاحبه يرسلها إلى فئات ، والفئات يرسلونها إلى مئات ، والمئات يرسلونها إلى الملايين !!!!! ، وكل أوزار هؤلاء تعود على كل من أرسل رسالته إلى يوم القيامة !! ، وإليكم هذا الدليل : قال الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ (( وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ ؛ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا )) . ( رواه مسلم ) . ثم تأمل معي في هذه الآية ـ بل تفكر فيها ـ بل أَشعِر نفسك بأنك أنت المخاطب بها ، قال الله ـ تعالى ـ : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ( 19 ) )( سورة النور / 19 ) . ـ الرسالة الثالثة : إلى كل من تتبع عورات المسلمين ـ رجالاً كانوا أو نساءً ـ ، سواء كانت من طريق التشفي ! ، أو من طريق هتك الأستار !! ، أو من أجل الفضيحة !!! ... أقول لك : ( إتَّقِ الله .. إتَّقِ الله .. إتَّقِ الله .. وتذكر حديث الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه ؛ لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم ؛ تتبع الله عـورته ، ومن تتبع الله عورته ؛ يفضحه ولو في جوف بيته ) !! ، و قال الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ( ومن كشف عورة أخيه المسلم ؛ كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته ) !! . ـ الرسالة الرابعة : إلى فرسان هذا الزمان ، وإلى عشاق الجنان ، وإلى كل من ملك قلباً بُني فيه الإيمان ، وإلى كل من أحرق مواضع الشهوات في قلبه بالخوف من الرحمن : اللهَ .. اللهَ في الثبات على هذا الدين ، لا نريد أن تتخطفنا كلاليب فتن هذا الزمان ، نريد أن نُسَخِّرَ كل جديد وكل تقنية حديثة فيما ينفعنا في الدنيــــا والآخـــرة ، حتى نكـــــون من عباده الشــــاكرين لأنْعُمِهِ ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَـــــــادِي َ الشَّكُورُ (13) )( سورة سبأ /13 ) . ـ الرسالة الخامسة : إلى أساتذتي المربين ، وإلى الدعاة الأفاضل ، وإلى كل محبٍ للخير ، نحن نريد أن نخفف من مصائب هذا الجهاز ، ونسعى في توعية الناس بأن يركزون في تربيتهم لأنفسهم ومن حولهم بالتربية الإيمانية التي هي الحصن الحصين ضد كل ( شُبْهَةٍ ) و ( شَهْوَةٍ ) ، نحن نريد أن نحمي الأعراض ونحمي القلوب من حصاد الإستخدام السلبي لهذا الجهاز ... وأخيرا نقول ـ جميعا ـ لمن لا يريد إلا الفساد والإفساد :( حسبنا الله ونعم الوكيل) .. ( حسبنا الله ونعم الوكيل) .. ( حسبنا الله ونعم الوكيل) .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم . الكاتب / عبد الله القحطاني
( بتصرف يسير )
وجزى الله ( خيراً ) من نشرها ، أو أعان على نشرها ..