أبو الوليد الباجي هو القاضي أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي، الأندلسي، القرطبي، الباجي، الذهبي، المالكي إمام، أشعرى، وفقيه مالكي وصاحب التصانيف.
أصله ومولده
ولد أبو الوليد في سنة 403 هـ. أصله من مدينة بطليوس فتحول جده إلى باجة -بليدة بقرب إشبيلية- فنسب إليها، وما هو من باجة المدينة التي بإفريقية تونس التي ينسب إليها الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي، وابنه الحافظ الأوحد أبو عمر أحمد بن عبد الله بن الباجي، وهما من علماء الأندلس أيضا.
طلبه للعلم
أخذ عن: يونس بن مغيث ومكي بن أبي طالب ومحمد بن إسماعيل وأبي بكر محمد بن الحسن بن عبد الوارث.
ارتحل سنة 426 هـ، فحج وجاور ثلاثة أعوام، ملازما للحافظ أبي ذر، فكان يسافر معه إلى السراة، ويخدمه، فأكثر عنه وأخذ علم الحديث والفقه وعلم الكلام، ثم ارتحل إلى دمشق، فسمع من: أبي القاسم عبد الرحمن بن الطبيز والحسن بن السمسار والحسن بن محمد بن جميع ومحمد بن عوف المزني.
ارتحل إلى بغداد، فسمع عمر بن إبراهيم الزهري وأبا طالب محمد بن محمد بن غيلان وأبا القاسم الأزهري وعبد العزيز بن علي الأزجي ومحمد بن علي الصوري الحافظ، وصحبه مدة، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة والحسن بن محمد الخلال وخلقاً سواهم.
تفقه بالقاضي أبي الطيب الطبري والقاضي أبي عبد الله الصيمري وأبي الفضل بن عمروس المالكي. ذهب إلى الموصل فأقام بها سنة على القاضي أبي جعفر السمناني المتكلم صاحب ابن الباقلاني، فبرز في الحديث والفقه والكلام والأصول والأدب. فرجع إلى الأندلس بعد ثلاث عشرة سنة بعلم غزير، حصله مع الفقر والتقنع باليسير.
تلاميذه
من تلاميذه : ابن عبد البر وابن حزم وأبو بكر الخطيب وعلي بن عبد الله الصقلي وأبو عبد الله الحميدي وأحمد بن علي بن غزلون وأبو علي بن سكرة الصدفي وأبو بكر الطرطوشي وابنه الزاهد أبو القاسم بن سليمان وأبو علي بن سهل السبتي وأبو بحر سفيان بن العاص ومحمد بن أبي الخير القاضي وخلق سواهم. تفقه به أئمة، واشتهر اسمه، وصنف التصانيف النفيسة.
قال القاضي عياض آجر أبو الوليد نفسه ببغداد لحراسة درب، وكان لما رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذهب للغزل، ويعقد الوثائق قال لي أصحابه: كان يخرج إلينا للإقراء وفي يده أثر المطرقة، إلى أن فشا علمه، وهيتت الدنيا به، وعظم جاهه، وأجزلت صلاته، حتى توفي عن مال وافر، وكان يستعمله الأعيان في ترسلهم، ويقبل جوائزهم، ولي القضاء بمواضع من الأندلس،
تصانيفه
"المنتقى في الفقه"
كتاب "المعاني في شرح الموطأ"، فجاء في عشرين مجلدا، عديم النظير.
"الاستيفاء": كتابا كبيرا جامعا، بلغ فيه الغاية،
"الإيماء في الفقه" خمس مجلدات، * "السراج في الخلاف" لم يتم
"مختصر المختصر في مسائل المدونة"
"التسديد إلى معرفة التوحيد"
"الإشارة في أصول الفقه"
"إحكام الفصول في أحكام الأصول"
"الحدود"
" شرح المنهاج"
"سنن الصالحين وسنن العابدين"
"سبل المهتدين"
"فرق الفقهاء"
كتاب في اختلاف الموطآت
كتاب في الجرح والتعديل،
كتاب "التفسير" لم يتمه،
"سنن المنهاج وترتيب الحجاج ".
قالوا عنه
قال الأمير أبو نصر: أما الباجي ذو الوزارتين ففقيه متكلم، أديب شاعر، سمع بالعراق، ودرس الكلام، وصنف إلى أن قال: وكان جليلا رفيع القدر والخطر، قبره بالمرية.
وأما الحافظ ابن عساكر، فذكر أن أبا الوليد قال: كان أبي من باجة القيروان، تاجرا يختلف إلى الأندلس.
وفاته
مات أبو الوليد بالمرية في التاسع عشر من رجب سنة 474 هـ.