الموضوع: من اعجاز كتابة الكلمة القرءانية- كتابة(ثلثة) بدون الف وسطى و (رابعهم ) بالالف الوسطى

من اعجاز كتابة الكلمة القرءانية

ثلثة رابعهم وخمسة سادسهم وسبعة ثامنهم

وردت كلمة ثلاثة بدون الف وسطية (ثلثة ) في سورة الكهف يشأن اصحاب الكهف في الاية (سيقولون ثلثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب )
لماذا جاءت كلمة ثلاثة بدون الف وسطية على شكل( ثلثة ) وجاءت كلمة رابعهم وسادسهم وثامنهم كلها بالف وسطية
الجواب هو روعة كتابة الكلمة القرءانية التي ترسم صورة للمعنى

لان التلاثة من اليشر فجاءت كلمة ثلاثة بدون الف وسطية لتبين وحدة العنصر اما رابعهم فكان من نوع ءاخر مختلف عنهم لذلك وردت الالف الوسطية في رابعهم زسادسهم وثامنهم لتعني ان هناك فصلا بين عنصرين مختلفين

الكلمة القرءانية بحروفها المختارة من لدن حكيم خبير ترسم لوحة وصورة رائعة للمعنى وهذا من اعجاز كتابة الكلمة القرءانية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنصحك يا أخي الفاضل بقراءة كتاب (المطالع النصرية للمطابع المصرية) لنصر الهوريني، فإنه سيبين لك علل الكتابة، وتدرك أنها ما كتبت هكذا إلا لمصلحة وهي أمن اللبس أو الخوف منه، أو خوف التصحيف.
واعلم يا أخي أن رسم المصحف ليس وحيا من الله ولا هو من سنة رسول الله، فلا إعجاز فيه.
وأنت بمواضيعك هذه تفتح باب شر، لأنك تذكر أمورا سهلة النقض، وأمثلة متفرقة من غير استقراء، فحسب زعمك بأن هذا من الإعجاز، فمن رد تأويلاتك طعن في إعجاز القرآن، فتنبه يا أخي الفاضل فهذه مسألة خطيرة، وعليك بتفاسير السلف تجد الإعجاز الحقيقي في معاني القرىن العظيم.

الاستاذ الفاضل ابو عبد المحسن
تقول حضرتك ان رسم القرءان ليس وحيا او سنة فما رايك في ان الله سبحانه وصف القرءان بانه كتاب وانه في كتاب مكنون وانه في لوح محفوظ وان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام (رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة فيها كتب قيمة ) وان الكافرين وصفوا القرءان والرسول (اساطير اكتتبها فهى تملى عليه بكرة واصيلا )
واسأل حضرتك .. لماذا جاءت كتابة القرءان مختلفة عن الرسم القياسي ولماذا جاءت بعض الكلمات برسم معين في اماكن ونفس الكلمة برسم ءاخر في اماكن اخرى ..ولماذا جاءت كلمتان متجاورتان احداهما بدون الف وسطى والاخرى بالف وسطى .. انظر ..(الخلق البارىء ) و (الظهر الباطن ) لا يمكن ان يكون هذا اجتهادا من الصحابة او خطأ منهم .. لماذا جاءت الحروف المقطعة في اوائل بعض السور تنطق منفصلة وتكتب متصلة ...هل هذا اجتهاد الصحابة؟ لماذا جاءت بعض الكلمات موصولة في اماكن ومفصولة في اماكن اخرى ؟ هل هذا اجتهاد الصحابة؟ ولماذا ... ولماذا ...
ان القرءان وكتابته منزل من عند الله لنتدبره ونسبر عجائبه التي لا تنقضي ان رسم كل كلمة قرءانية يرسم صورة صادقة للمعنى
ان سيدنا زيد بن ثابت لم يكتب القرءان وانما جمع ما كتب بين يدي رسول الله وشهد شاهدان على ذلك .. ان سيدنا زيد بن ثابت قال والله لو كلفوني نقل جبل لكان اهون على من جمع القرءان ... كيف يقول ذلك وهو من كتبة الوحى ويحفظ القرءان .. لقد كان عليه من السهل ان يكتب القرءان طبقا لما يحفظه ولكنه قال ذلك لانه كان لابد ان يكتب القرءان كما كتب بين يدي الرسول بكتابته الفريدة .. وارجو ان تتذكر حضرتك ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يامر بكتابة ما انزل عليه فور الانزال ولم يكن ينتظر مرور الوقت وهذا يدل على ان كتابة القرءان كتابة فريدة ولا مثيل لها
ان معظم العلماء يرون ان كتابة القرءان كتابة توقيفية وانه لا يجب ان يكتب القرءان بالرسم القياسي .. انظر قول الامام مالك والامام احمد بانه لاتغير كتابة القرءان
ان تدبري لاعجاز كتابة الكلمة القرءانية لا يعني انه نهاية لفهمها وانما هو بداية لتدبر العلماء في اعجاز جديد لسبر معاني الحروف الكتوبة لكلمات القرءان ولماذا جاءت على هذه الهيئة... ان فهمي فهم بشري يمكن لكم ان تضيفوا اليه حسب معارفكم وحسب معارف كل عصر .. ان فهمي ليس هو نهاية المطاف وانما هو بداية لتدبر للقرءان الذي لا تنقضي عجائبه .. ان تدبري ليس بشر لانه لا يناقض العقيدة وانما يفتح ابوابا جديدة للتدبر والفهم ..انظر كذلك الى كتاباتي عن اعجاز تلاوة القرءان باحكام التلاوة وكيف ان الاحكام تزيد من المعاني الرائعة للقرءان الكريم.
واحب ان اذكر ان كلا من الامام السيوطي اشار الى ذلك في كتابه الاتقان في علوم القرءان وكذلك الامام الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرءان
ارحو ان اكون قد وفقت في الرد على ملا حظاتكم والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

اخوكم محمد شملول

أخي الفاضل، هذه فقرة من كتاب المطالع النصرية أنقلها لك على عجل لعلها تثير همتك لقراءة الكتاب.
قال في الفصل الثالث: حذف الألفات الحشوية والطرفية والمتوسطة عارضا ص 229
وتحذف من الثلاثاء اسم اليوم
ومثله ثلاث إذا لم يلتبس بالثلث أحد الكسور، وذلك بوجود أحد أربعة أشياء:
بأن يركب مع مائة فيقال: ثلثمائة...
أو يذكر المعدود كأن يقال: ثلث نسوة...
أو يؤنث بالهاء بأن يقال: ثلثة.
أو يعطف عليه ثلاثون...
فتحذف الألف منهما لانعدام اللبس بأسماء الكسور. اهـ
فقس يا أخي الكريم على ذلك موضوعك، وذلك في قوله تعالى: ثلثة رابعهم كلبهم، فستجد أنه علم محض وقواعد، وليس إعجاز كما ادعيت.

اخي الكريم
القرءان الكريم في اغلبه حذف حرف الالف وليس لقواعد مثل ماذكرت ولكن لرسم الصورة الصادقة لمعنى الكلمة القرءانية .. علما بان القواعد التي ذكرتها للاتمشى كليا مع كتابة القرءان الكريم الفريدة ...
قال تعالى (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلث وربع ) جاءت (ثلاث ورباع بدون الف وسطى) ليس لها علاقة بالكسور
لقد جاءت بدون الف لتبين صورة صادقة للمعنى اي انه يمكن للرجل ان يجمع ثلاث نساء في وقت واحد او اربعة نساء في وقت واحد لان الالف عادة تدل على الفصل فاذا حذفت الالف الوسطى دل ذلك على اجتماع الثلاثة نساء او الاربعة في وقت واحد مع الزوج .. ويؤيد ذلك ان معظم الجموع في القرءان وردت بحذف الالف الوسطى لتبين ان هذه الجموع كالمفرد وحدة واحدة
ارجو مراجعة مقالاتي وعدم الحكم بمقال او اثنين انما يجب تدبر الكتابة الفريدة للقرءان ككل
محمد شملول

أخي الكريم حياك الله
العلم والحق من سماتهما أن عليهما نورا، والقواعد التي يضعها الأئمة في كل فن بناء على علم سابق واستقراء واجتهاد، وانا أرى أن انتصارك لرأيك قد أعمى بصرك عن قراءة الرد بتمعن فأنت قلت:

علما بان القواعد التي ذكرتها للاتمشى كليا مع كتابة القرءان الكريم الفريدة ...
قال تعالى (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلث وربع ) جاءت (ثلاث ورباع بدون الف وسطى) ليس لها علاقة بالكسور

وأنا ذكرت سابقا:

ومثله ثلاث إذا لم يلتبس بالثلث أحد الكسور، وذلك بوجود أحد أربعة أشياء:
بأن يركب مع مائة فيقال: ثلثمائة...
أو يذكر المعدود كأن يقال: ثلث نسوة...

فردك يا أخي الكريم لا معنى له، لأن في قوله تعالى (ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث وربع) ذُكر المعدود وهو (النساء) فأمن اللبس من الاشتباه بالكسر.
نريد علما ثابتا راسخا، ولا تتسرع يا أخي، وعليك بالتعلم والمطالعة قبل التأليف والمجادلة.
وقد عانينا الويلات من أدعياء الإعجاز، فالكفار يختلقون أشياء يزعمون أنها اكتشافات، فيأتي هؤلاء فيقولون قد قالها القرآن قبل أربع عشرة قرنا، ويأتون بآيات وأحاديث يتأولونها ويضعونها في غير موضعها، ثم سرعان ما ينقض الكفار هذا الاكتشاف، فيظن ضعاف الإيمان أن القرآن قد طعن فيه، وإنما السبب أدعياء الإعجاز، هداهم الله.

كثيرٌ من الناس الذين يتكلمون على الإعجاز بالقرآن يأتون بالعجاب ، وإن تعجب فعجب قولهم في آية البقرة ( إن الله لا يستحيي أن يضرب ...) . يقولون أن هناك مخلوق صغير فوق البعوضة !!

الاستاذ الفاضل ابو عبد المحسن
مازلت مقتنعا بان الكتابة الفريدة للقرءان الكريم هى من عجائب القرءان الكريم التى وصف الرسول صلى الله عليه وسلم القرءان بانه لا تنقضي عجائبه وكذلك القراءات المخصوصة للقرءان الكريم لانها كلها ءايات كما وصفها الله سبحانه في قوله ..
قال تعالى (تلك ءايات الكتاب وقرءان مبين )
قال تعالى ( تلك ءايات القرءان وكتاب مبين )*
اي ان القرءان وهو كتاب وقرءان .. ءايات من عند الله
حضرتك وجدت مبررات لكتابة كلمة ( ثلاثة ) بدون الف صريحة في الوسط وهى مبررات شكلية وضعها بعض العلماء لتفسير حذف حرف الالف .. غير انني ابحث عن المعنى وراء اختلاف رسم معظم الكلمات القرءانية عن نطقها فهناك كلمات بها حروف تنطق ولا تكتب وهناك كلمات بها حروف تكتب ولا تنطق وهناك كلمات بها حروف تكتب وينطق غيرها مثل (الصلوة ) وهناك كلمات يتم وصلها في اماكن و فصلها في اماكن اخرى وهمزات تكتب بصورة (و ) وقد تكلم علماء كثيرون في هذه الاختلافات مثل الزركشى والسيوطي وغيرهم وحاول بعض العلماء الاجتهاد في تفسير ذلك لكن كانت محاولات بسيطة ومنهم ابو العباس المراكشي المشهور بابن البناء
كما ذكرت لحضرتك ان اجتهادي البشري القاصر هو ان حروف الكلمة القرءانية المكتوبة ترسم صورة رائعة للمعنى وقد دللت على ذلك ببعض الامثلة واذا حاولتم تدبر هذه الكتابة الفريدة ستجدون كل كلمة من كلمات القرءان ترسم صورة للمعنى سواء صورة ملتصقة وصورة سريعة وصورة قليلة وصورة حاسمة وذلك اذا حذفت بعض الحروف وهذه الصور الرائعة تختلف حسب السياق .. اما اذا زادت بعض الحروف في الكلمة القرءانية فذلك يوحي بزيادة المعنى تبعا لزيادة المبنى وكذلك يمكن ان توحي بالتمهل وعدم التسرع نتيجة زيادة طول الكلمة واسترخائها وتوحي ايضا بالتدبر والتفقه وذلك كله حسب السياق .. اما اذا استبدلت بعض الحروف فذلك يوحي بالمعنى المراد طبقا لرسم هذه الحروف ...اما اذا تم وصل بعض الكلمات فان هذا يوحي بالسرعة مثلها مثل الحذف .. اما اذا تم فصلها فهذا يوحي بالتمهل والتدبر مثلها مثل زيادة الحروف ( فما ل هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ) حيث تم فصل حرف ( ل ) عن هؤلاء ليوحى ذلك بضرورة التفقه والتمهل قبل الحكم
كذلك هناك كلمات كثيرة تاتي في مكان كاملة وفي مكان ءاخر مختلفة الرسم سواء بالحذف او زيادة بعض الحروف
كل ما ذكرته يثبت ان كتابة القرءان الكريم كتابة فريدة وراءها معان رائعة .. انظر ( بسم الله ) و (ياسم ربك ) انظر ( شاهد بالالف الوسطى ) و (شهد بدون الف وسطى وهى الني وصف بها الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات في القرءان ولم تأت الا للرسو فقط ) انظر (ايتاء الزكوة ) و (ايتاىء ذي القربى بزيادة ى ) انظر (صاحبه بالف وسطى ) و (صحبه بدون الف وسطى ) انظر (سموت ) بدون الفات 189 مرة في القرءان كله و (سموات بالف في سورة فصلت فقط ) انظر ( ولله الاسما ء الحسنى فاجعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمئه (هنا بدون الف وسطى ) انظر كلمة ساحر مرات بالالف الوسطى ومرات بدونها على شكل (سحر )--- انظر الحروف المقطعة في اوائل بعض السور تكتب متصلة وتنطق منفصلة --- انظر معظم الجموع في القرءان الكريم تكتب بدون الف وسطى وبعض الجموع تكتب يالالف الوسطى --- انظر (اعداء تكتب بالالف الوسطى واخوانا تكتب بدون الف وسطى على هيئة (اخونا ) ززان
ظر .. انظر وحاول حضرتك ان تتدبر في اعجاز الكلمة القرءانية وكتابتها المخصوصة بدلا من الاهتمام بتبرير الشكل فالقرءان يهتم بالمعنى ورسمه في كتابة رائعة وصادقة ومن اصدق من الله حديثا .. ومن اصدق من الله قيلا
تحياتي وتقديري

محمد شملول