...وَمَضَيْتُ والأيَّـامُ تـأْكُـلُ مُهْجَتِيْ
دمعي يســـافرُ فـي دجــى أهـدابـي
ويـزورُ جفنـي بعـد طــولِ غيابـي
يهمـي على الـخديـن نـهراً دامـياً..
فيُحيـل وَجـناتـي كـمـــا العُــــنَّـاب
أَرِقٌ وآهـــــاتـي يَطولُ نشيـجُــهـا
سُهدي يُكفكفُ أدمُع الأعـصــــابِ
أشكـو تباريـحَ الغـرام لأضـلعــي
لكنْ.. تُـمـزِّق أضلُعـي أوصــابـي
ركـبٌ لأحـبابــي مضـى وكــأنـــه
قبل الرحيلِ إلى الأسى أوصى بي
سـاروا , وغابت في القفار جِمالُهُم
ورجـعتُ أحـمـلُ عبـرتي وعذابي
وأشاركُ القُمـريَّ نوحـا , والجوى
يـحدو بصـوتِ النَّـاي أو زِرْيــابِ
فجـراً أنـاجي طيفَهم , فإذا مضت
شـمسُ الغـروب بـدا كظلِّ سرابِ
وهـــــــلالُـه م لـيـلاً يُكحِّل ناظري
...ويـمـر بـرقاً أو وميضَ شهابِ
...وكـذا سنونُ العمرِ مرَت خُلسةً
...لـم أدرِ إلا والـمـشـيبُ بـبـابــي
ومضَيْتُ والأيـامُ تـأكـل مهجـــتي
ومَـطـيّتـي زمـنٌ يَـروم شَبــــابـي
حَـمّـلتُ بوحَ مشاعري لحـمائــمي
وشـكــــوتُ آلامـي لكـل صـِحابـي
ولَكَمْ رحمتُ القلبَ من طول البكا !
ولَكُـــــمْ بعــثـتُ مع النسيم كـتابي
وجلستُ أرنـــو للنـجوم ومـا أرى
ليَ فــي دجى الأسحار أيَّ جـوابِ
لمتى النَوى كالسيف يصْرِمُ وَصلنا
ويغور فـي كبدي كنصْل حِـرابِ ؟
أتظـلُّ مُـزْنُ الشوق تُـمطرني أسىً
لهفي ! ويَهـمـي بالـهـمومُ سـحــــابي
أتظـل ترمـينـي سـهــــامُ فـــراقكم ؟!
عجبي ! فتـتلني,وتــســ لُ : مـا بي ؟
أتُرى ـ أحبائي ـ سأدخــلُ روضكـــم
أم سوف أُمضي العمرَ في الأعتاب؟
عَبَقـــَتْ بــذكــــركمُ أزاهـرُ خاطري
واخضــــــــرَّ قلبـي بـعدَ طـولِ يَبابِ
غنّـت لطـيفــــكُــمُ عــنــــادلُ مقلتـي
فـمــتــى تـــراكم دونَ أيِّ حـجاب ؟
مـا آنَ أنْ أرِدَ الـوصــــــال بقربكم
بعـد التَّضـلُّع مـن حميـــم شرابِ ؟
لا تحسـبوا أنـي خَـــــفَـرت ذِمامكم
فأنا عـلى عـهـــــــدي بكم , أحبابي
الشاعر : مصطفى قاسم عباس
مجلة (الرافد) العدد الجديد : (179) يوليو 2012 م \شعبان 1433 هـ
رابط المجلة :
http://www.arrafid.ae/arrafid/sh1.html