ابن الحاجب الشيخ الإمام العلامة المقرئ الأصولي الفقيه النحوي جمال الأئمة والملة والدين أبو عمرو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس الكردي الدويني الأصل الإسنائي المولد المالكي ، صاحب التصانيف .
ولد سنة سبعين وخمس مائة أو سنة إحدى - هو يشك - بإسنا من بلاد الصعيد ، وكان أبوه حاجبا للأمير عز الدين موسك الصلاحي .
اشتغل أبو عمرو بالقاهرة ، وحفظ القرآن ، وأخذ بعض القراءات عن الشاطبي ، وسمع منه " التيسير " ، وقرأ بطرق " المبهج "على الشهاب العزنوي ، وتلا بالسبع على أبي الجود ، وسمع من أبي القاسم البوصيري ، وإسماعيل بن ياسين ، وبهاء الدين القاسم ابن عساكر ، وفاطمة بنت سعد الخير ، وطائفة ، وتفقه على أبي المنصور الأبياري وغيره .
وكان من أذكياء العالم ، رأسا في العربية وعلم النظر ، درس بجامع دمشق ، وبالنورية المالكية ، وتخرج به الأصحاب ، وسارت بمصنفاته الركبان ، وخالف النحاة في مسائل دقيقه ، وأورد عليهم إشكالات مفحمة .
قال أبو الفتح ابن الحاجب في ترجمة أبي عمرو بن الحاجب : هو فقيه ، مفت ، مناظر ، مبرز في عدة علوم ، متبحر ، مع دين وورع وتواضع واحتمال واطراح للتكلف .
قلت : ثم نزح عن دمشق هو والشيخ عز الدين ابن عبد السلام عندما أعطى صاحبها بلد الشقيف للفرنج ، فدخل مصر وتصدر بالفاضلية .
قال ابن خلكان كان من أحسن خلق الله ذهنا ، جاءني مرارا لأداء شهادات ، وسألته عن مواضع من العربية ، فأجاب أبلغ إجابة بسكون كثير وتثبت تام ، ثم انتقل إلى الإسكندرية ، فلم تطل مدته هناك ، وبها توفي في السادس والعشرين من شوال سنة ست وأربعين وست مائة.
قلت : تلا عليه بالسبع شيخنا الموفق ابن أبي العلاء . وحدث عنه المنذري ، والدمياطي ، وأبو محمد الجزائري ، وأبو إسحاق الفاضلي ، وأبو علي ابن الخلال ، وأبو الحسن ابن البقال ، وجماعة . وأخذ عنه العربية جماعة ، منهم شيخنا رضي الدين القسرطيني ، وقد رزقت كتبه القبول التام لجزالتها وحسنها . وممن روى عنه ياقوت الحموي فقال :حدثني عثمان بن عمر النحوي المالكي ، حدثنا علي بن المفضل ، حدثنا السلفي ، أن النسبة إلى دوين ذبيلي .