إن الناظر بعين التعليل والسببية للاحتفالات التي تقام بين ظهراني فئآم من المسلمين ، إحياء لذكرى بعض الأحداث التي حدثت للنبي صلى الله عليه وسلم ، كيوم المولد وليلة الإسراء وغيرهما ، ليجد أن سبب ذلك أحد أمور خمسة :
أولها / الجهل بشأن السنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وعدم العلم بما كان عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
ثانيها / ما يغلب على بعض الناس من الميول إلى حب اللهو والترنم والأغاني وحب الدان ، وغيره مما هو معروف حكمه الشرعي ، فكان لا بد من إصباغ ذلك بالإسلام حتى لا يستهجن فاعله أو آتيه ولا ينكر عليه بحسب زعمه .
ثالثها / فتور الهمم في الإتباع ، واستبدال التعبير عن حبه صلى الله عليه وسلم ، بإتباعه في الأفعال والأقوال والأعمال ، بالتعبير بالتمايل والألحان ، وهذا لعمر الحق من تلبيس الشيطان .
رابعها / التقول والافتراء على السنة ، إما بوضع نصوص ما أنزل الله بها من سلطان أو تأويل بعض ما ورد في السنة كي يتوافق مع أهوائهم كعلة صيام عاشوراء .
خامسها / التقليد أو القياس ، التقليد لفعل أمم وحضارات مع زعمائها وعظمائها ، والقياس عليها .
وبالجملة فإن كان الاحتفال أو إحياء ذكرى مثل هذه الأحداث مما يتقرب به إلى الله أو فيه خير للأمة لدلنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأرشدنا للاحتفال له والاحتفاء به والإحياء لتاريخه وذكراه . وفق الله الجميع للبر والتقوى .