الشيخ/ صالح بن علي الوادعي
مسجد أبي بكر الصديق - صنعاء
2/ 8/ 1433هـ - 22/ 6/ 2012م
الخطبة الأولى:
الحمد لله المبدئ المعيد، الفعال لما يريد، أحاط بكل شيء علماً، وهو على كل شيء شهيد، علا بذاته، وقهر بقدرته، وهو أقرب إلى عبده من حبل الوريد.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو الحميد المجيد، وأشهد أن نبينا عبده ورسوله؛ بشر وأنذر، وحذر من هول يوم الوعيد، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المزيد.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله.. {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة:281]، يومَ ينفخ في الصور، ويبعثر من في القبور، ويُحصَّل ما في الصدور.. يومٌ يظهر فيه المستور، وتبلى فيه السرائر، وتكشف فيه الضمائر، ويتميز فيه البر من الفاجر.
أما بعد:
يقول الله تبارك وتعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24].
كان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يعظ بهذا الكتاب، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} [يونس:57].. هذا القرآن الذي بهر المخلوقات، قوة جذبه عجيبة؛ تصدعت له الصخور الصماء، {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر:21].
أتى جبير بن مطعم المدينة قبل إسلامه في طلب أسرى بدر، فسمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلاة المغرب يقرأ من سورة الطور: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ} [الطور:35- 36]، قال: "فكاد قلبي أن يطير".
يتقحم نساء قريش وصبيانهم على أبي بكر وهو يقرأ القرآن، ويبكي فاستنصت الجن له، {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا} [الأحقاف:29]؛ أفلا يليق بنا ونحن أحباب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نستنصت لهذا الكتاب، وأن نتدبر في كلام ربنا تبارك وتعالى.
بين أيدينا سورة عظيمة ذات دلالات ومعانٍ جليلة تخاطب القلوب، وتأخذ بالألباب؛ إنها سورة ق؛ فما أجمل أن نعيش في ظلالها، ونتدبر آياتها، ونتأمل عظاتها، ونقف عند عجائبها، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفعل ذلك، كما جاء في صحيح مسلم عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان أنها قالت: "ما أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق:1]، إلا على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس".
سنلقي على هذه السورة العظيمة نظرات تصحبها عبرات، توقَظ بها القلوب، ويثار فيها الخوف من الله، فتستيقظ من الغفلة.
بسم الله الرحمن الرحيم: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ * قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ * بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} [ق:1-5].
ابتدأت السورة بحرف من الحروف المقطعة في كتاب الله، فيه إعلان للتحدي من الله سبحانه وتعالى، ثم إثبات عظمة هذا القرآن المجيد، ثم يبين الله تبارك وتعالى تعجب الكفار من المعاد بعد الهلاك؛ فأتى الرد المفحم، فالله الذي خلقهم وأماتهم، وعلم أجزاءهم وذراتهم، وكل ما تنقص الأرض منهم؛ فكل من كذب بهذا الحق فأمره مختلط، وحاله متخبط.. مزقتهم الحيرة فهم يتأرجحون ذات اليمين وذات الشمال.
يقول الله سبحانه وتعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} [ق:6-8].
أفتراك أيها العبد الضعيف أعظم خلقاً من السماء والأرض؟! {لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [غافر:57].
{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} [ق:9]، بعد أن كانت الأرض ميتة أنزلنا عليها الماء فأنبتت حبها، وهكذا الناس يخرجون من قبورهم، {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} [ق:10-11].
ثم يأتي السياق يعرض صفحة أخرى من تكذيب الأمم السابقة، ومصارع تلك الأمم الغابرة؛ ويبين الله تعالى فيه أحوال المكذبين السابقين الذين حق عليهم وعيد الله وعذابه ونكاله، {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ* وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} [ق:12-14].
ثم يذكر الله تعالى الإنسان بخلقه وعلمه به فيقول: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} [ق:15]، يبين الله تعالى أنه ليس بعيي تبارك وتعالى من هذا الخلق.. بل يعلم ما في النفوس وما تختلج به الصدور، {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَا نِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:16-18].
ثم تأتي المشاهد المرعبة التي تهتز لها القلوب: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق:19]. هذه هي السكرات التي تمر على كل إنسان. يأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في السكرات ماء فيضعه على رأسه ويقول: «إن للموت سكرات»، هذه السكرات التي لن يفلت منها بر ولا فاجر؛ ذلك الموقف المهول الذي يحاول بنو آدم أن يروغوا عنه: {ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق:19]، تحاول أن تغض الطرف عنه، لكن هذا الهروب لن ينفعك؛ فإنه لا مناص ولا مهرب، فالموت طالب مدرك، لا يبطئ ولا يخطئ، ولا يتخلف له موعد، {إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [يونس:49].
ثم بعد هذا الهول من السكرات يأتي هول المحشر، والوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [ق:20-21]، يقول عليه الصلاة والسلام: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، وحنا جبهته، وانتظر أن يؤذن له»، كيف أنعم وصاحب القرن قد أخذ قرنه ينتظر الأمر من الله سبحانه وتعالى في أن ينفخ في الصور فيخرج من في القبور.
جاء الشهداء، ونشرت السجلات، وفصل بين الفريقين، وتبين أصحاب الجنة وأصحاب السعير؛ فرجع الخاسرون على أنفسهم يتلاومون، {وَقَالَ قَرِينُهُ}، أي: من الجن - على قول، وبعض أهل التفسير قالوا إنه الملك- {وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ * قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [ق:23-29].
«إنما هي أعمالكم أحصيها لكم؛ فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه».
ثم يكشف عن جانب أشد وأعظم: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق:30]، نسأل الله أن يقينا عذابه! أما تصور أحدنا أن يكون من هؤلاء الذين تقول النار فيهم: {هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}.
اللهم ربنا اغفر لنا ذنوبنا.. اللهم ربنا اغفر لنا ذنوبنا.. اللهم ربنا اغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار؛ برحمتك يا أرحم الراحمين.
وفي مشهد ما أروعه وما أجمله -أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من أهله- عندما تقرب الجنة وتزلف للمتقين، هذه صفاتهم أيها الإخوة في الله.. هذه صفاتهم يا من يحب النجاة.. يا من يحب أن تقرب له الجنة وتزلف، يا من يحب أن يسمع: {سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ} [يس:58].
{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق:31-35].
أسأل الله تبارك وتعالى بمنه وكرمه أن يجعلني وإياكم من أهل الجنة، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله خلق فسوى، أعاد وأبدى، أحمده سبحانه قادر على أن يحيي الموتى، حق عذابه على من كفر وطغى، ووعد المزيد لمن شكر واتقى؛ {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ونبيه، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، صلى الله عليه وسلم وبارك وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
تأتي خاتمة السورة لتوجز ما سبق من طرق إثبات البعث، ومراحل الخلق، ومصائر الخلائق، ومصارع الغابرين، وأهوال المحشورين.. في كل ذلك ذكرى وتذكرة، واعتبار وتبصرة؛ فمن لا يتذكر بوقائع الدهر، ولا يستدل من الشاهد على الغائب، ولا يستبصر بأحوال الأمم؛ فلا حياة له، ولا ذكرى في قلبه!
قال بعض السلف: "تفقد قلبك في ثلاثة مواضع: عند ذكر الله، وعند سماع القرآن، وفي الخلوات؛ فإن لم يكن لك قلب في هذه الثلاثة المواضع فادع الله أن يهبك قلباً فإنه لا قلب لك" {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37].
{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ} [ق:36]، هل من مهرب؟ هل من مناص؟ هل من مفر؟! {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37].
يعيد الله سبحانه وتعالى بيان عظمته وعظمة خلقه ليهز القلوب، {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق:38]، ما أدركه تعب ولا نصب جلَّ وتعالى عن ذلك، وبعداً لليهود الذين وصفوه بذلك! تبارك وتعالى ربنا!
{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ * وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ * إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ * يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ * نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق:39-45].
الدعاء....
منبر علماء اليمن: