ألهمك الله يا أخي ذكره وأوزعك شكره ورضاك بقدره ولا أخلاك من توفيقه ومعرفته.ولا وكلك إلى نفسك ولا إلى أحد من خلقه وكتبك عنده ممن أراد الله عز وجل تقريبه وجد في الطلب بالصدق والأدب، وأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمتابعة والتصديق.وأراد الدار الآخرة بالأعمال الصالحة واحتمال الأذى وترك الأذى، وجعلك من المكثرين لذكر الله وحمده وشكره الوجلين من خشيته تعالى.المخلصين لله عز وجل الموحدين لله عز وجل المصدقين لله تعالى المؤثرين على أنفسهم المقدمين حقه على حقوقهم.الذين خلت بواطنهم من الحقد والحسد والعجب والكبر وسوء الظن.الذين لا يستأثرون ولا يزاحمون وعلى غير طاعة ربهم لا يحزنون.الذين هم على جميع أمة محمد يشفقون وبهم يرفقون الذين ينصحون المسلمين ولا يفترون، ويعرفون بالله وشرعه ولا يعنفون ولا يسخرون بالناس ولا يستهزئون.وعن عيب من فيه العيب يغمضون ويسترون ولعورات المؤمنين لا يتتبعون، الذين هم لله في جميع حركاتهم وسكناتهم مراقبون.الذين يكون غضبهم لله لا لأنفسهم ولا يتمنون السوء ولا يعتدون ويكون رضاهم لله، الذين لا يأمرون إلا بما تأمر به الشريعة المطهرة ولا ينكرون إلا ما أنكرته الشريعة على حسب طاقتهم.الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم ويبغضون الظلم من الظالم ويمقتون الظالم ولا يعظمونه، ويسألون الله تعالى أن يمنع الظلمة من الظلم حتى لا يظلموا ويتوب الله عليهم حتى يتوبوا.الذين بما أنزل لله تعالى على رسوله يحكمون الزاهدين في الدنيا المقبلين بكليتهم على الله عز وجل.وجعلك الله يا أخي من الموحدين المخلصين الذين لا شرك عندهم المنزهين الذين لا تهمة عندهم المصدقين الذين لا شك عندهم.الطالبين الذين لا فتور عندهم في الأعمال الصالحات المتبعين الذين لا ابتداع عندهم القانعين الذين لا طمع عندهم ولا ميل إلى السوء عندهم للمسلمين.الذين لا منازعة عندهم الراضين الذين لا سخط عندهم المحافظين على طاعة الله الذين لا يرضيهم إلا مولاهم ولا يرتضون نفوسهم إلا إذا استقامت على ما يحبه الله ويرضاه.الذين يقتفون أثر الشارع وبه يقتدون وعلى جميع الصحابة يترحمون ولقرابة نبيهم يوادون وبفضل السلف يعترفون.الذين لا تعجبهم زينة الدنيا الذين يحثون عباد الله على طاعته ويحببون الله عز وجل إلى خلقه ويذكرونهم نعمه.الذين أيديهم مقبوضة عن أموال الناس وجوارحهم مكفوفة عن أذاهم وعن أعراضهم، الناس منهم في راحة وهم من شرور أنفسهم في تعب ونصب ورياضة.الذين لا يقابلون عمل السوء إلا عفوا وصفحا ولا قول السوء إلا اعرضا عملا بقول الله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن} ، وقوله: {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} وقوله: {وإذا مروا باللغو مروا كراما} ، وقوله: {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه} .والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.