الموضوع: فائدة لأول مرة قد تسمع بها عن صحيح البخاري

قلتُ : مع العلم بأنّ حديث (( شريك )) في التفرد ضعيف جداً لسوء حفظه لذلك ضّعف هذا الحديث الشيخ الألباني

، ابن ماجة (882) // ضعيف سنن ابن ماجة (185) ، ضعيف أبي داود

الحديث حسنه الترمذي مع غرابة سنده ,
وشريك ليس بمستضعف الى هذا الحد , فقد وثقه ابن معين , هو أعلم بحديث الكوفيين من الثورى قاله ابن المبارك
وهذا الحديث رواه عن عاصم وهو من الكوفيين
وانما تكلموا فيه لأجل اختلاطه بعد أن ولي القضاء , ورواية القدماء عنه سليمة

قال ابن حبان في الثقات
(كان في آخر عمره يخطىء فيما يروي تغير عليه حفظه فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا بواسط ليس فيه تخليط مثل يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق وسماع المتأخرين عنه بالكوفة فيه أوهام )) انتهى
وهذا الحديث رواه عنه يزيد بن هارون

أما بخصوص ترتيب امام الحديث لصحيحه واختياره , ففيه من بدائع الفوائد ما لا ينحصر بوصف
فاضافة الى ما سبق , فان الامام اختار أن ينهي كتابه العظيم هذا بهذا الحديث الكبير , وتأمل ترجمته لتعرف سر وضعه في نهاية الكتاب
قال (بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ} ، وَأَنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ وَقَوْلَهُمْ يُوزَنُ))
فيوم القيامة هو اليوم الآخر فناسب أن يكون هذا الحديث هو آخر حديث في الكتاب
وهو يوم الحساب والعقاب , يوم تعرض فيه الأعمال
وقد افتتح كتابه بحديث الأعمال , وأنها مبنية على النيات
فابتدأ بالحديث عن الأعمال واختتم بحديث عن الأعمال , والتي من ضمنها الأقوال
وابتدأ بحديث عمر لأن النية محلها القلب , والقصد يسبق كل عمل , والقلب هو أشرف ما في الجسد فصلاح البدن وفساده مبني عليه راجع اليه
واختتم بهذا الحديث بالذات لأن فيه أحب الكلام الى الله تعالى وأثقله في الميزان
فأحب هذا الامام رضي الله عنه أن يكون اخر كلام يكتبه هو هذا الكلام المحبوب الى الله تعالى وليثقل به ميزانه يوم يلقى ربه عزوجل
(سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده)
وهما حبيبتان الى الله تعالى لأن فيهما تسبيحه وتنزيهه عن كل صفات النقص
وتمجيده ومدحه بكل صفات الكمال ونعوت الجلال
وهو آخر دعاء أهل الجنة في منازلهم (دعواهم فيها سبحانك اللهم
وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين )
سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده)
لكن امام الحديث , اختار في هذا الموضع أن يعكس الترتيب بين الكلمتين , فقد رواه من قبل في الموضع الأول عن زهير بن حرب بذلك الترتيب
لكن في هذا الموضع الأخير أراد أن يكون الترتيب هكذا
(سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم))
فتفنن في الاسناد ورواه عن شيخه الذي لم يرو عنه أحد غيره
فاختار أن يكون اسم الجلالة هو آخر كلمة يكتبها ومعها هذا الوصف العظيم
فهي آخر كلمة في كتابه رفع درجته في عليين
هذا بعض اسراره فيما يتعلق بالمتن
أما السند فذاك ضرب آخر له موضع آخر

وبذلك استوى على عرش الحديث
وليس في مقدور أحد ادراكه ولو سعى السعي الحثيث

بارك الله فيكم،، نرجو فتح موضوع: الاستنباطات الفقهية والنكت الحكمية في صحيح البخاري في مجلس الحديث، لمعرفة مكانة الإمام البخاري ولتعريف المشاهدين عبر الشبكة به من خلال مجلس الألوكة، وخاصة بعد انتشار الطعن في صحيحه رحمه الله تعالى، ولما في هذا من الفائدة وتنشيط لأعضاء المجلس من المشتغلين بعلم الحديث...

وفيكم بارك الله تعالى
صدقت فقد تكلم الرويبضة في هذا العصر في المسائل الكبار , وصاروا يخضون في التصحيح والتضعيف الذي أحجم عنه قديما الاعلام الكبار
وقد كتبت فيما مضى موضوعا فيه شيئ من فوائد وفرائد أمير المؤمنين وامام الدنيا في الحديث وفقهه
ولا زال الموضوع مفتوحا الى أبعد الحدود
(http://majles.alukah.net/t154994-2/)
وكذا هذا الرابط فيه بعض الرد على من تكلم في بعض أحاديث البخاري
والموضوعان لا يزالان متواصلين
http://majles.alukah.net/t155267/?highlight=

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا