الحمدالذى أضحك وأبكى وامات وأحى وهو فى السموات العلى على العرش استوى
وأصلى واسلم على خير الورى وصاحب العلى وحامل لواء الهدى
وبعد......
طول الأمل كلمه منبوذة عند الناس يخاف منها أصحاب التقوى والورع
وأوردوا فى هذا أحاديث كثيرة منها :
عن ابن عمر قال : أخذ رسول الله بمنكبي فقال : كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر
سبيل » وكان ابن عمر يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك
لموتك .(1)
عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله « ما طلعت شمس قط إلا بجنتيها ملكان يناديان
يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين : يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر
وألهى ولا أبت شمس قط إلا بعث بجنبتها ملكان ينادينان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين » اللهم
أعط منفقًا خلفًا وأعط ممسكًا تلفًا .(2)
عن محمد بن عمرو بن علقمة الليثي عن أبيه عن جده علقمة عن بلال بن الحارث المزني قال :
قال رسول الله : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان ﻷ ما يظن أنها تبلغ ما بلغت يكتب الله
جل وعلا له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أتبلغ ما
بلغت يكتب الله بها عليه سخطه إلى يوم القيامة .
فكان علقمة يقول : كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث .(3)
قال الطيبي : فإن قلت ما معنى قوله « يكتب الله له بها رضوانه » وما فائدة التوقيت إلى يوم يلقاه ؟
قلت ـ الطيبي ـ معنى كتبه رضوان الله توفيقه لما يرضى الله تعالى من الطاعات والمسارعات إلى
الخيرات ليعيش في الدنيا حميدًا ، وفي الرزخ يصان من عذاب القبر ، ويفسخ له قبره ، ويقال له ثم
كتومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه ، ويحشر يوم القيامة سعيدًا ويظله الله تعالى في
ظله ، ثم يلقى بعد ذلك من الكرامة ، والنعيم المقيم ثم يفوز بلقاء الله ما كل ذلك دونه وفي عكسه
قوله « يكتب الله عليه بها سخطه ونظيره قوله تعالى لإبليس ﴿وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين ﴾
[ص : 78] .
« فيكتب الله عليه بها سخطه » أي غضبه .
قال الإمام سفيان بن عيينة « هي الكلمة عند السلطان فالأولى ليرده بها عن ظلم والثانية :
ليجره بها إلى ظلم ، وقال ابن عبد النبي : لا أعلم خلافًا في تفسيرها .
قال أبو عمرو : وللمزيد راجع التفاسير في قوله « مثل كلمة طيبة ...... » ، « مثل كلمة
خبيثة .......... » .
عن عبد الله بن مسعود عن النبي أنه خط خطًا مربعًا ، وخطًا وسط الخط المربع وخطوطًا
إلى جانب الخط الذي وسط الخط المربع ، وخطًا خارجًا من الخط المربع ، فقال : أتدرون ما هذا ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال : هذا الإنسان الخط الأوسط ، وهذه الخطوط إلى جنبه الأعراض تنهشه من كل مكان فإن أخطأه
هذا أصابه هذا ، والخط المربع الأجل المحيط ، والخط الخارج الأمل .
قال سفيان : الزهد في الدنيا قصر الأمل ، ليس بأكل الغليط ، ولا يلبس العباء .(4)
وغير ما ذكرت كثير لا يعد ولا يحصى
ولكن ,,,,,,,,
هل الأمل وطوله مذموم على الدوام !!
يجيب ابن الجوزى رحمه الله بكلمات تكتب بمداد الذهب فقال رحمة الله عليه :
وقال ابن الجوزي : الأمل مذموم للناس إلا للعلماء ، فلولا أملهم لما صنفوا ولا ألقوا .
وقال غيره : الأمل مطبوع في جميع بني آدم .
وفي الأمل سر لطيف لأنه لولا الأمل ما تهني أحد بعيش ولا طاب نفسه أن يشرع في عمل من
أعمال الدنيا ، وإنما المذموم منه الإسترسال فيه وعدم الإستعداد لأمر الآخرة ، فمن سلم من ذلك
لم يكلف بإزالته .
وأشياء أخر تجدها فى كتابى "بذل الجهد فى جمع ما صح من كتب الزهد"
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ
(1)حديث صحيح : أخرجه البخاري (6416) والترمذي (2333) وابن أبي عاصم في الزهد وأخرجه هناد (500) في الزهد بزيادات ولكن الإسناد ضعيف
(2)حديث حسن : أخرجه أحمد (5/197) وفي الزهد (102) والطيالسي (979) والحاكم (2/444) وله شاهد عن أبي هريرة عند البخاري ومسلم .
(3)حديث صحيح : أخرجه أحمد (3/469) وفي الزهد (81) واللفظ له والترمذي (2326) وابن ماجه (3969) وأصله عند البخاري ومسلم عن أبي هرسيرة كما تقدم .
قال الترمذي : حسن صحيح .
(4)الخبر أخرجه ابن الأعرابي في الزهد (8) ، وأبو نعيم (6/386) .