بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
فائدة في بيان نظرة مختصرة في كتب الرجال؟.
هذه نظرة في كتب الرجال: اعلم–علمنا الله وإياك أم الفضل-أن الكتب المصنفة في أحوال الرجال من حيث الجرح والتعديل على أصناف:
أ-فمنها ما جمع أسماء رواة مصنف معين.
ب-أو: عدة مصنفات، واهتم بذكر أحوالهم، وكلام العلماء فيهم جرحاً وتعديلاً من ذلك:
1-كتاب (الكمال) في أسماء رواة الكتب الستة، للحافظ عبد الغني المقدسي وقد أثنى الحافظ عن هذا الكتاب فقال:
(من أجل المصنفات في معرفة حملة الآثار وضعاً، وأعظم المؤلفات في بصائر ذوي الألباب وقعاً)[1].
2-وكتاب (تهذيب الكمال) للحافظ المزي، وهو تهذيب للأول.
3-وكتاب (تهذيب التهذيب) للحافظ ابن حجر، وهو تهذيب لكتاب المزي،-رحمه الله-والمقصود بالتهذيب هنا: ليس مجرد الاختصار، وحذف الأسانيد الموجودة في الأصل، بل: والزيادة أيضاً في مواطن كثيرة، والتعقب على الأصل بعبارات محررة، وانتقادات جيدة.
فهو قد عالج بذلك التطويل الممل في مواطن التطويل بالاختصار، والاختصار المخل في مواطن الاختصار بزيادة البيان، والتحقيق الجيد فيما يلزمه التحقيق من الاقوال.
ج-ومنها: ما جمع أسماء الضعفاء والمجروحين:
1-ككتاب (الضعفاء) للإمام البخاري[2].
2-و(الكامل في ضعفاء الرجال) للحافظ أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني ذكر فيه كل من تكلم فيه ولو من رجال (الصحيحين)، وذكر في ترجمة كل واحد حديثاً، أو: أكثر من غرائبه ومناكيره.
3-و(الضعفاء الكبير) للعقيلي محمد بن عمرو الحافظ (323 هـ)
4-وكتاب أبي نعيم الجرجاني الاستراباذي عبد الملك بن محمد (323هـ) 5-وكتاب الفتح: الأزدي محمد بن حسين الموصلي، نزيل بغداد (374هــ) 6-ومؤلفه قوي النفس في الجرح كما ذكره الذهبي: في(الضعفاء).
7-وكتاب (الضعفاء والمتروكون) لابن الجوزي (597هـ). وذيل عليه الذهبي، واختصره وذكر ما فاته في (ميزان الاعتدال).
8-وكتاب (الضعفاء والمتروكون) للنسائي.
9-و(ميزان الاعتدال في نقد الرجال) للحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي أو: (ابن الذهبي)(748هـ) جمع فيه كتاب ابن الجوزي وما ذيل عليه، وسلك فيه مسلك (الكامل) لابن عدي بذكر كل من تكلم فيه ما عدا الأئمة.
10-ولابن كثير عليه كتاب (التكملة)، وهو نفيس.
11-وللعراقي ذيل عليه في مجلد.
12-وقد حرره وزاد عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه الجليل والعجيب: (لسان الميزان) بل: هو لسانه، وقلبه ولبه، ولم يذكر فيه من تقدم له ذكر في كتابه: (تهذيب التهذيب).
13-ثم اختصره في (تقويم الميزان وتحرير اللسان). وقال في (تهذيب التهذيب) (1/5 دار الكتب العلمية): (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أتقيد بالذهبي، ولجعلته كتاباً مبتكراً). ليته فعل، وعندي اليقين أنه لو فعل لاستفدنا من ابتكاره علماً كثيراً.
14-ولأبي زيد عبد الرحمن العراقي الفاسي (المتوفى234): (مختصر الميزان).
15-وللحافظ برهان الدين الحلبي كتاب سماه: (نقل الهميان في معيار الميزان). قال ابن حجر: (لم يمعن النظر فيه).
16-وللمناوي كتاب انتقاه من (اللسان) بين فيه الموضوع والمنكر والمتروك ورتبه على حروف المعجم.
17-وكتاب (المغني) للذهبي، وهو مختصر يذكر فيه لكل واحد ما صح فيه بكلمة واحدة[3].
18-وكتاب (الضعفاء والمنسوبون إلى البدعة من المحدثين). لأبي يحيى الساجي الفقيه البصري.
وللتوسع في هذا الموضوع ينظر في (مقدمة الكامل)(1/3) أو: (1/ط) ومقدمة (تنزيه الشريعة) (ي)...
د-ومنها: ما جمع أسماء الثقات، ككتاب:
1-(الثقات) لابن حبان.
2-و(معرفة الثقات) للعجلي.
3-و(تاريخ أسماء الثقات) لابن شاهين، وغيرها...
هـ-ومنها: ما جمع أسماء الرواة وما ورد فيهم من جرح أو: تعديل، ولم يتقيد بكتاب، وإنما سردهم على حروف المعجم ككتاب:
1-(الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم
و-ومنها: ما جمع أسماء الرواة، وتواريخ مواليدهم ووفياتهم، وبعض ما ورد فيهم من جرح أو: تعديل، والرواة عنهم، وأسماء مشايخهم، وبعض رواياتهم، وعللها.
1-كـ(التاريخ الكبير) للبخاري.
ز-ومنها: ماجمع أسماء الحفاظ ككتاب:
1- (تذكرة الحفاظ) للذهبي، وغيرها كثير.
إذا علمنا هذا العرض السريع فما علينا الآن إلا أن نذكر لكِ-أم الفضل ولغيركِ--نبذة مختصرة عن أهم هذه المصنفات في هذا الفن، وخطط مؤلفيها، وبعض التنبيهات عليها. إتماماً للفائدة، واستكمالاً للكلام على أشهر كتب الرجال والتراجم، وتسهيلاً وتقريباً للطالب والباحث كيفية استخدامها وتدريباً لـه على ممارسة هذا العلم الشريف بأيسر الطرق، وعوناً له على تكوين الملكة الحديثية إن شاء الله تعالى.
[1]-انظري: (تهذيب التهذيب) (1/7-دار الكتب العلمية)، وانظري ما قال الحافظ عن تهذيب المزي في (تهذيبه) (1/7).المصدر : كتاب قناص الشوارد الغالية وإبرازالفوائد و الفرائد الحديثية
[2]-للبخاري (الضعفاء الكبير) و(الضعفاء الصغير) وهناك مصنفات أُلّفت في الضعفاء والمجروحين لم نذكرها هنا اختصاراً. فمن ذلك: (الضعفاء والمتروكون) لعلاء الدين علي ابن عثمان المارديني و(الضعفاء) للحافظ البرقي أبي عبد الله محمد بن عبد الله المصري (249هـ) و(الضعفاء) لأبي حاتم بن حبان البستي (254هـ) وهو كتاب كبير، وللدارقطني حواش عليه جيدة. ومهمة ولا عجب فالدارقطني ابن هذه الصنعة وإمام هذا الفن بلا منازع -رحمه الله-وله القدح المعلى في هذا الميدان. هذا وقد ذكرت هذه المصنفات حسب ما تيسر لي تقديماً وتأخيراً من الناحية التاريخية لأسباب كثيرة: أهمها أنني مسجون-بعيداً-عن مكتبتي
[3]-قال الشيخ الألباني في كتابه (النصيحة...) (ص:205) و(المغني في الضعفاء) للذهبي: (يلخص فيه-عادة-ما ذكره في "الميزان"). وقال في (الإرواء) (8/298): (الأصل فيه أن كل من يوردُه ضعيف إلا ما نص على توثيقه).