تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ

  1. #1

    افتراضي رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ

    قالت أم العلاء هنيئاً لك يا أبا السائب ..... فقال صلى الله عليه وسلم وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَهُ ؟

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
    وبعد فهذا حديث في صحيح البخاري له أثرٌ كبيرٌ على قلبي وعظة عظيمة فأحببت أن أذكر به نفسي أولاً وأخواني ثانياً عسى الله أن ينفعنا به .

    قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ : أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ أُمَّ العَلاَءِ، امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ : " أَنَّهُ اقْتُسِمَ المُهَاجِرُونَ قُرْعَةً فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَأَنْزَلْنَاهُ فِي أَبْيَاتِنَا، فَوَجِعَ وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ وَغُسِّلَ وَكُفِّنَ فِي أَثْوَابِهِ، دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
    فَقُلْتُ :
    رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ : لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَهُ ؟ » .
    فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ ؟ فَقَالَ : « أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ اليَقِينُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الخَيْرَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي، وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ، مَا يُفْعَلُ بِي» قَالَتْ : فَوَاللَّهِ لاَ أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا " .

    وقال في موضع آخر : حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ العَلاَءِ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ، بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ : " طَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى، حِينَ اقْتَرَعَتْ الأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى المُهَاجِرِينَ، فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى تُوُفِّيَ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ :
    رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، قَالَ : « وَمَا يُدْرِيكِ ؟ » قُلْتُ : لاَ أَدْرِي وَاللَّهِ قَالَ : « أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ اليَقِينُ، إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الخَيْرَ مِنَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي - وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ - مَا يُفْعَلُ بِي[1]وَلاَ بِكُمْ » .

    قَالَتْ أُمُّ العَلاَءِ : فَوَاللَّهِ لاَ أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ .
    قَالَتْ :
    وَرَأَيْتُ لِعُثْمَانَ فِي النَّوْمِ عَيْنًا تَجْرِي، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ : « ذَاكِ عَمَلُهُ يَجْرِي لَهُ »[2] .

    و قال الدولابي : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ قَالَ:، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: " لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ قَالَتِ امْرَأَتُهُ :
    هَنِيئًا لَكَ يَا أَبَا السَّائِبِ الْجَنَّةُ "[3] .
    وقال أبو نعيم الاصبهاني : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، ثَنَا هَارُونُ الْفَرْوِيُّ، ثَنَا أَبُو عَلْقَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : هَلَكَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ،
    فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَهَازِهِ، فَلَمَّا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ قَالَتِ امْرَأَتُهُ : هَنِيئًا لَكَ يَا أَبَا السَّائِبِ الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « وَمَا عِلْمُكِ بِذَلِكَ؟» .
    قَالَتْ :
    كَانَ يَا رَسُولَ اللهِ يَصُومُ النَّهَارَ وَيُصَلِّي اللَّيْلَ، قَالَ : « بِحَسْبِكِ لَوْ قُلْتِ كَانَ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ» [4] .

    قال ابن بطال : "
    وقد روى عبد الرزاق عن الثورى، عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم ابن محمد، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : دخل على عثمان بن مظعون فأكب عليه فقبله، ثم بكى، حتى رأيت الدموع تسيل على وجنتيه " .

    قلت : فماذا نقول نحنُ ؟! وهذا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهد معه وكان صواماً قواماً بكاه النبي صلى الله عليه وسلم وقبله وسالت دموعه عليه .
    اللهم رحماك بنا إذا انقطع عنا العمل وصرنا تحت التراب .



    [1] قال الحافظ في الفتح : (ج3_ ص149) " وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ مُوَافَقَةً لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْأَحْقَافِ ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يفعل بِي وَلَا بكم) . وَكَانَ ذَلِكَ قَبْلَ نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخّر) . لِأَنَّ الْأَحْقَافَ مَكِّيَّةٌ وَسُورَةُ الْفَتْحِ مَدَنِيَّةٌ بِلَا خِلَافٍ فِيهِمَا وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ " وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَخْبَارِ الصَّرِيحَةِ فِي مَعْنَاهُ .
    فَيَحْتَمِلُ أَنْ يُحْمَلَ الْإِثْبَاتُ فِي ذَلِكَ عَلَى الْعِلْمِ الْمُجْمَلِ وَالنَّفْيُ عَلَى الْإِحَاطَةِ مِنْ حَيْثُ التَّفْصِيلِ " .

    [2] رواه البخاري : (1243 ) باب _ الدخول على الميت بعد الموت إذا أُدرج في أكفانه _كتاب الجنائز و(2687) باب _ القرعة في المشكلات _ و (3929 ) باب_ مقدم النبي صلى الله عليه وسلم _ و ( 7003) باب _ رؤيا النساء _ و (7018) باب _ العين الجارية في المنام _ كتاب التعبير .
    [3] الكنى والأسماء رقم : (394) .
    [4] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  2. #2

    افتراضي رد: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ


    قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى : حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ:
    تُوُفِّيَ صَبِيٌّ، فَقُلْتُ: طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ لَا تَدْرِينَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ النَّارَ، فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلًا وَلِهَذِهِ أَهْلًا» ([1]) .
    قال القسطلاني فالجواب عنه من وجهين :
    أحدهما : أنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع على ذلك، كما أنكر على سعد بن أبي وقاص في قوله: إني لأراه مؤمنا. فقال: أو مسلمًا ... الحديث.
    الثاني : أنه، عليه الصلاة والسلام، لعله لم يكن حينئذٍ اطلع على أنهم في الجنة، ثم أعلم بعد ذلك . ومحل الخلاف في غير أولاد الأنبياء، أما أولاد الأنبياء، فقال المازري: الإجماع متحقق على أنهم في الجنة ([2]).
    قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي : " وإن كان لا شك أن أطفال المسلمين في الجنة تبعاً لآبائهم، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على عائشة شهادتها للمعين، أي : لهذا الشخص بعينه، فالمؤمنون كلهم في الجنة يشهد لهم على العموم، لكن لا يشهد لواحد بالجنة إلا لمن شهدت لهم النصوص، كالعشرة المبشرين بالجنة، وعكاشة بن محصن، فلما شهدت عائشة لهذا الصبي بعينه أنكر عليها النبي صلى الله عليه وسلم .
    ويحتمل أنه أنكر عليها قبل أن يخبره الله بأن أطفال المسلمين في الجنة، ثم بعد ذلك بين الله للنبي عليه الصلاة والسلام أن أطفال المسلمين في الجنة " (
    [3]).



    ([1]) رواه مسلم : (2662) وغيره .

    ([2]) شرح صحيح البخاري .

    ([3]) شرح سنن ابن ماجة .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  3. #3

    افتراضي رد: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ


    قال الإمام مسلم : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ :
    دُعِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَنَازَةِ صَبِيٍّ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ طُوبَى لِهَذَا عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِالْجَ نَّةِ لَمْ يَعْمَلِ السُّوءَ وَلَمْ يُدْرِكْهُ قَالَ : " أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ، يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللهَ خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلًا خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلًا، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ " .
    قال النووي رحمه الله تعالى : " أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من اهل الجنة لأنه ليس مكلفا .
    وتوقف فيه بعض من لا يعتد به لحديث عائشة هذا وأجاب : العلماء
    بأنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع كما أنكر على سعد بن أبي وقاص في قوله أعطه إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما الحديث....
    ويحتمل انه صلى الله عليه وسلم قال : هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة ....
    [1]




    [1] انظر المنهاج شرح صحيح مسلم ابن الحجاج : ( ج 8 _ ص255) .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  4. #4

    افتراضي رد: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ

    روى أبو داود بسنده : " لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ أُخْرِجَ بِجَنَازَتِهِ فَدُفِنَ أَمَرَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً أَنْ يَأْتِيَهُ بِحَجَرٍ فَلَمْ يَسْتَطِعْ حَمْلَهُ فَقَامَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ - قَالَ كَثِيرٌ قَالَ الْمُطَّلِبُ قَالَ الَّذِى يُخْبِرُنِى ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ - كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ ذِرَاعَىْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ حَسَرَ عَنْهُمَا ثُمَّ حَمَلَهَا فَوَضَعَهَا عِنْدَ رَأْسِهِ وَقَالَ : " أَتَعَلَّمُ بِهَا قَبْرَ أَخِي وَأَدْفِنُ إِلَيْهِ مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِى " [1] .



    [1] برقم (3208) وحسنه الألباني .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    38

    افتراضي رد: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العبدين البصري مشاهدة المشاركة

    قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى : حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ:
    تُوُفِّيَ صَبِيٌّ، فَقُلْتُ: طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ لَا تَدْرِينَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ النَّارَ، فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلًا وَلِهَذِهِ أَهْلًا» ([1]) .
    قال القسطلاني فالجواب عنه من وجهين :
    أحدهما : أنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع على ذلك، كما أنكر على سعد بن أبي وقاص في قوله: إني لأراه مؤمنا. فقال: أو مسلمًا ... الحديث.
    الثاني : أنه، عليه الصلاة والسلام، لعله لم يكن حينئذٍ اطلع على أنهم في الجنة، ثم أعلم بعد ذلك . ومحل الخلاف في غير أولاد الأنبياء، أما أولاد الأنبياء، فقال المازري: الإجماع متحقق على أنهم في الجنة ([2]).
    قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي : " وإن كان لا شك أن أطفال المسلمين في الجنة تبعاً لآبائهم، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على عائشة شهادتها للمعين، أي : لهذا الشخص بعينه، فالمؤمنون كلهم في الجنة يشهد لهم على العموم، لكن لا يشهد لواحد بالجنة إلا لمن شهدت لهم النصوص، كالعشرة المبشرين بالجنة، وعكاشة بن محصن، فلما شهدت عائشة لهذا الصبي بعينه أنكر عليها النبي صلى الله عليه وسلم .
    ويحتمل أنه أنكر عليها قبل أن يخبره الله بأن أطفال المسلمين في الجنة، ثم بعد ذلك بين الله للنبي عليه الصلاة والسلام أن أطفال المسلمين في الجنة " (
    [3]).



    ([1]) رواه مسلم : (2662) وغيره .

    ([2]) شرح صحيح البخاري .

    ([3]) شرح سنن ابن ماجة .
    جُزيتَ خيراً ، وبارك الله فيك ..
    الله المستعان وعليه التكلان من الغفلاة التي اغمرتنا
    والله يا اخي اعجبني الشيخ عبد الكريم الخضير وهو يقول
    ياتي احد الناس او طالب علم فيقرأ ساعة فيظن انه بقرائته بهذه الساعة نفع الامة
    واتى بما لم ياتي به السلف !
    الشاهد هو الغرور والاماني ونسيان المنون كلها مصائب وحسن الظن بالنفس والامن من مكر الله !

    * ~ * ~ * ~ *

    استاذي النجيب ..
    بالنسبة للجمع اعلاه الا يشابه ( من باب القياس ) حديثي النبي صلى الله عليه وسلم ..
    انا سيد ولد آدم ، و ، لا تسيدوني قولوا عبد الله ورسوله
    فالقول بحسب الحال او بحسب المتلقي وافتتانه والله اعلم ..
    هو للاستفهام وبالله التوفيق ..

    لا اله الا الله
    محمد رسول الله



  6. #6

    افتراضي رد: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشر الحافي مشاهدة المشاركة
    جُزيتَ خيراً ، وبارك الله فيك ..
    الله المستعان وعليه التكلان من الغفلاة التي اغمرتنا
    والله يا اخي اعجبني الشيخ عبد الكريم الخضير وهو يقول
    ياتي احد الناس او طالب علم فيقرأ ساعة فيظن انه بقرائته بهذه الساعة نفع الامة
    واتى بما لم ياتي به السلف !
    الشاهد هو الغرور والاماني ونسيان المنون كلها مصائب وحسن الظن بالنفس والامن من مكر الله !

    * ~ * ~ * ~ *

    استاذي النجيب ..
    بالنسبة للجمع اعلاه الا يشابه ( من باب القياس ) حديثي النبي صلى الله عليه وسلم ..
    انا سيد ولد آدم ، و ، لا تسيدوني قولوا عبد الله ورسوله
    فالقول بحسب الحال او بحسب المتلقي وافتتانه والله اعلم ..
    هو للاستفهام وبالله التوفيق ..
    جزاك الله خيرا على مرورك وتعليقك الجميل .
    وبالنسبة لما تفضلتم به نعم يشبهه .
    بارك الله فيك وحشرنا وإياك مع الأحبه محمدٌ وصحبه .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  7. #7

    افتراضي رد: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ

    لكن الحديث لا يصح ، أعني حديث ( لا تسيدونى )
    رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ

  8. #8

    افتراضي رد: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الإمام الأثري مشاهدة المشاركة
    لكن الحديث لا يصح ، أعني حديث ( لا تسيدونى )
    جزاك الله خيراً على التنبيه .
    نعم لكن ورد في معناه أحاديث صحيحة فجمع العلماء بينها وبين أنا سيد ولد آدم .

    ومن باب الفائدة :

    السؤال
    كيف نجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تسيدوني)، وبين: (أنا سيد الناس ولا فخر


    الجواب
    هذا من باب قوله: (قولوا بقولكم أو ببعض قولكم)، فهذا من باب حماية جناب التوحيد، فلما قالوا له: سيدنا وابن سيدنا، قال: (قولوا بقولكم أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان).
    وهو مثل قوله: (لا تسيدوني).
    فالمراد به حماية جناب التوحيد، وإلا فهو سيد الخلق، وسيد الناس عليه الصلاة والسلام .


    " شرح الاقتصاد في الاعتقاد " عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •