السلام عليكم ورحمة الله..الحمد لله وحده:


ما وجدت شيئا أعسر من رياضة النفس،و القيام عليها حق القيام الذي يريده الله تعالى
الحمد لله الذي فتح باب التوبة ، فما ضاقت النفس إلا لخطب أحدثته ، فإما العناد وإما الجزع وإما طرق باب الكريم وحاشاه أن يرد من وقف ببابه سبحانه.
إن الحياة -كما أرى - جميلة حلوة ،صورة عظيمة الحجم ،كثيرة التفاصيل ، رائعة الجمال بيد أن فيها مواضع خلت من الجمال ولم تعدم الحكمة .
ففيها الغنى والتواضع ،وفيها الفقر والصبر ،و فيها القوة والعفو ، وفيها الحب والعفة ، فيها العلم والعمل ، لكنك قد تجد زاوية من زوايا الحياة ، تجدها مظلمة موحشة ، أو هي من قفار الزمان مجدبة قاحلة -أجارك الله أن تراها-، فتقف مشوها عجبا ! ألم أمر بروضة غناء أو بحيرة زرقاء وقبلهما بمسجد طهر وارتقاء؟! فتتساءل : أين تهت عن قافلة الحياة ؟ فتسمع هاتفا: أنت ما تهت وما ضعت بل أنت في البقعة القاتمة من لوحة الحياة ، لذا فإني أذكرك قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :" الصلاة (نور) ، والصبر (ضياء)" .
حتى إذا انقطع الصوت ثبت إلى رشدك ، وعلمت أن سنة الله في أرضه الاختلاف والتباين ، علمت كمال الله الواحد . أأخي انظر إلى نفسك ، أما تجد الاختلاف فيها ، أما تشعر بانفصام أحيانا فيها ، اعلم أن ذلك دليل على تفرد الله في ملكه ، أرجو أن تغفر لي أخيّ فقدمت بشيء وسقت في شيء ، ولكنها خطرات النفس وأحاول أن أصنع كفعل ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر لله دره فما أبلغه وما أحكمه فقد سبق علماؤنا متعلمة الغرب في التحليل النفسي ، ولكنا أضعها تراثا جما وزهدنا فيه ، فحالت حالنا ،أعادنا الله إلى عزنا و قوتنا.
أظن عزنا كان بتوحيد الله حقاً ومعرفته كما أراد ، فوهب لنا الدنيا ،راغمة أتتنا ، فلما ملنا عن ذلك ذللنا وسلبت منا الدنيا ، فحاولنا إرجاعها ولكنه كان طلاقا ؛العودة فيه تكون بما دخلنا به ،فما حصلنا ذلك الشرط بل صرنا نحاول بما فعل الغرب وصار المتمسك بذلك الشرط متطرفا وأخواتها ، ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد وإلى الله المشتكى .