الشيخ/ أحمد بن حسن المعلم
27/ 6/ 143هـ 18/ 5/ 2012م
الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره دنيء الأخلاق وسفسافها، ويحث على القوة بأصنافها، ويحذر من إسقاط النفوس وإضعافها، والصلاة والسلام على أقوى الناس قلباً وروحاً، وأحرصهم على النفع محبة ونصوحاً، وعلى آله طاهري الأرواح والأنفاس، وصحابته أولي القوة والبأس، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله.

أيها الأخوة المؤمنون!
هناك حديث جامع رواه مسلم في صحيحه يضع لنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المعيار الذي تتفاوت به محبة الله للعبد؛ لأجل أن يختار العبد ما ينال به أعلى درجة من محبة الله تعالى، ثم يرشدنا إلى الوسيلة التي نحقق بها منافع دنيانا وآخرتنا، ثم ينبهنا على نبذ المنطق القاروني المتمثل في قوله: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص: 78].
ويرشد إلى الاستعانة بالله مع بذل كل وسيلة ممكنة لبلوغ الهدف، ويحذرنا من التقصير في بذل ما نقدر عليه من أسباب الوصول إلى الأهداف السامية، ويعمق فينا التوكل على الله، والرضا بقضائه وقدره، وتجنب ما يفتح علينا أبواب الشيطان.
الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلي اللَّهِ من الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ على ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ولا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كان كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وما شَاءَ فَعَلَ، فإن لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» [رواه مسلم].
ولنقف عند هذا الحديث في عدة وقفات:
فعند قوله صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلي اللَّهِ من الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ».
وفي هذه القطعة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم دليل على مذهب أهل السنة والجماعة في أن الأيمان يزيد وينقص، فالمؤمن القوي زاد إيمانه، والمؤمن الضعيف نقص إيمانه؛ مما يدل دلاله واضحة على أن الإيمان كما يقوله أهل السنة يزيده وينقص.
كذلك ما هو المقصود بالقوة؟!

«المؤمن القوي»: أيّ قوة يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لا شك أن سياق الحديث يدل دلالة قاطعة على أن أول ما يُقصد بالقوة هنا قوة الإيمان؛ لأنه ربط القوة بقوة المؤمن «المؤمن القوي» أي: القوي في إيمانه.
فكلما قوي إيمان الإنسان ثم إيمان المجتمع والدولة بلغت الأمة أمانيها وأحلامها، وحققت عزتها وسعادتها وتمكينها، و هابها أعدائها وحسب حسابها أندادها من الدول، وكلما تخلت عن ذلك ضعفت وهانت على الناس: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج:18].
وقوة الإنسان ليست وحدها كافية، بل أيضاً تشمل القوة التي يحبها الله من أنواع القوة المختلفة، فالقوة تشمل القوة في الأجساد والقوة في السياسة والقوة العسكرية وفي الاقتصاد وجميع جوانب ومناحي الحياة، كل ذلك مطلوب ويحبه الله عز وجل إذا كان مبنياً على الإيمان به وتوحيده وحسن العبودية له سبحان وتعالى.
وهذه القوة كما أنها هبة من الله يرزقها من يشاء من عباده، كما قال عن طالوت: {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} [البقرة:247].
فهي أيضاً من الأشياء المكتسبة التي تحصل وتبنى ويعمل الناس على وجودها؛ ولذلك أمرنا الله عز وجل بإيجادها قال سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال:60].
فنحن مأمورون جميعاً بإعداد القوة كلها.. القوة الإيمانية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والصناعية والتكنولوجية؛ بحيث تستغني الأمة عن غيرها ولا تحتاج في أي جانب من جوانب حياتها إلى غيرها، فهي عندما تستغني تستقل وتتخذ قراراتها بعيداً عن الارتهان والرضوخ والانكسار بين يدي الأقوياء.
فواجب علينا أن نعد جميعاً كلٌّ في موقعه الإعداد الشامل، تتبناه الدولة بدرجة أساسية فهو واجبها، ويتولى الدعوة إليه العلماء والمفكرون والإعلاميون والتجار والعسكريون وسائر شرائح المجتمع؛ لنصبح قوة يحسب حسابها، ولو كنا تلك القوة التي يريدها الله منا ويحبها لما أصبحنا بهذه المثابة من الارتهان لأعدائنا.
والذي يقرأ في المواقع ويسمع الإعلام ويتتبع الأخبار من أي مصدر كان، يظهر له ما يفطِّر الفؤاد ويدمي القلب من الضعف الذي وصلنا إليه، والارتهان الذي أصبحنا فيه، فسفراء أمريكا والاتحاد الأوربي وغيرهما هم الذين يخططون لنا، وهم الذي يقررون لنا ويوجهون قياداتنا السياسية والعسكرية وحتى الاقتصادية وفق ما يريدون هم، لا وفق ما تريده البلاد والعباد وما يريده الله رب العالمين سبحان وتعالى.
ويتصاعد الأمر حينما يصل الأمر إلى التفريط في السيادة الوطنية؛ فتأتي الطائرات لتضرب، وقد وصل آخرها إلى شبام داخل حضرموت، الطائرات الأمريكية وغير الأمريكية أيضاً، وأدهى من ذلك وأنكى أن يأتي الجندي النجس الذي ما دخل بلاداً إلا أذلّ أهلها: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} [النمل:34].
هذه العراق وتلك أفغانستان وباكستان وكل الدول التي سمحت أن ينزل أرضها خنازير أمريكا وأوربا ويفسدوها، تلك هي صورتهم وموقعهم وموقفهم، وهناك أسباب كثيرة أوصلت الناس إلى ما وصلوا إليه، ولكن رغم كل هذه الأسباب يجب أن لا نسمح لأنفسنا ولا نسمح لقادتنا أن يوصلونا إلى هذه الهوة السحيقة من الذل والهوان والارتهان لأعدائنا.
ويجب على قادة الفكر من علماء وسياسيين ومفكرين وغيرهم أن يتدارسوا أمرهم وأن يتداركوا ما يمكن تداركه، وأن يوقفوا هذا الهبوط والنزول والانكسار والذل الذي أصبحنا فيه، وأيضاً عليهم أن يتدارسوا الأسباب التي أوجبت ذلك، ويعملوا على إزالتها، فكل ذلك مرتبط بعضه ببعض.. ولا بد له من حل شامل يشترك في حله جميع أهل الحل والعقد وجميع من يهتم بهذه البلاد وأهلها.
ثم بعد ذلك يبين الرسول صلى الله عليه وسلم لنا أن الكل فيه خير: «وفي كُلٍّ خَيْرٌ» حتى في المؤمن الضعيف، ولا شك أن المؤمن لا يرضى لنفسه أن يكون ضعيفاً، ولكن حتى لو قدر عليه وما استطاع أن يرتفع عن درجة الضعف التي هو فيها فإن في كلٍ خير، هكذا يقرره النبي صلى الله عليه وسلم، ويقرره رب العالمين في القرآن، قال الله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [فاطر:32-33].
فجعلهم ثلاث طبقات: ظالم لنفسه، ومقتصد، وسابق بالخيرات.. وكلهم في الأخير موعودون بجنات عدن يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير، وهذا من أعظم البشارات لنا معشر الضعاف في إيماننا، ولكنه لا يجعلنا نركن ونرضى بأن نكون من الضعفاء في الإيمان ولا في غير الإيمان، بل يحثنا على أن نسابق ونسارع ونبني أنفسنا ونربيها، ولا نرضى لأنفسنا بالدون، بل نسعى لنكون في أعلى المراتب إن شاء الله تعالى.
ثم الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا بأن نحرصَ على ما ينفعنا، أي: نبذل الأسباب التي بها نحصل على منافع ديننا ودنيانا أي أسباب كانت، إذا لم تكن محرمة، الأسباب المشروعة المادية والمعنوية على حد سواء، لكن يأتي بجانب بذل الأسباب أن لا يحجبنا عن أمر مهم آخر وهو أن هذه الأسباب لا يمكن أن تعمل وتوصل إلى شيء إذا لم يرد الله لنا ذلك..
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى *** فأول ما يجني عليه اجتهاده
فلنسعَ ولنبذل الأسباب غير متكلين عليها، ونتبرأ من الحول والقوة إلا بالله، ونسأله أن لا يكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أعمالنا ووسائلنا، وإنما يكون العون لنا ونحن نبذل ما يقدرنا عليه من أسباب؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ». في كل أمورك وإن شعرت أنك مالكٌ وممسكٌ بأسباب النجاح فلا تركن إليها ولكن استعن بالله أن تبلغ هذه الأسباب مداها.
«ولا تَعْجَزْ» يحذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن لا نعجز حينما تتعسر علينا الأمور، أو تشتد علينا الخطوب أو تنزل بنا المصائب أو تحل بنا الفتن والكوارث، في كل هذه الأمور لا نرضخ ولا نعجز ولا نلقي بأيدينا إلى التهلكة، ولا ندع ما نستطيعه من أسباب، فالعجز عجزان: "عجز لا يستطيع الإنسان دفعه، كون الإنسان ضعيف فقير مريض فهذا يسعى لإزالته ولكنه غير ملوم عليه، لكن حينما يكون الإنسان مقصر مفرط كسلان مهمل غير متحمل لمسئوليته فإنه ملوم على ذلك، وهذا الذي ينهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، فبعد هذا كله بعد أن نبذل الأسباب ونستعين بالله ولا نعجز في تحصيل ما ينفعنا في أمر ديننا ودنيانا، إذا أصابنا شي إذا تعثرت حياتنا وأصبنا ببلية فلا نذهب ونفتح الأبواب للشيطان، لو أننا فعلنا لكان كذا، ولو أننا فعلنا كذا لكان كذا، ونبدأ نفتح هذه الأبواب ثم بعد ذلك ننسى القضاء والقدر، وننسى أن نستسلم لأمر الله، وأن نرضى بقسمة الله، فلا نفتح أبواب الشيطان على أنفسنا، فإن لو كما يقرر النبي صلى الله عليه وسلم تفتح أبواب الشيطان".
نسأل الله أن يرزقنا القوة في إيماننا وفي ديننا ودنيانا وسائر أمورنا، وأن لا يجعلنا ضعفاء أذلاء مرتهنين وتابعين ومستعمرين من قبل أعدائنا.
نسأله أن يوفقنا للأسباب التي تزيل عنا ذلك، وللإعداد للقوة التي نصبح أمة ترهبها الأمم، وتتحاشاها القوى، وتصبح مرهوبة الجانب، كما كان أسلافنا.
نسأل الله أن يحقق ذلك، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد والثناء والوصية بتقوى الله:
أما بعد:
أيها الأخوة المؤمنون!
موضوع الكهرباء الذي تحدثنا عنه في الأسبوع الماضي، وتحدث فيه أيضاً غيرنا سواء على مستوى المساجد والمنابر وخطب الجمعة، أو على مستوى القوى والفعاليات والإعلام وغيرها من كل محب لهذه البلاد وحريص غيور عليها؛ ذلك كله قد أثمر ثمرة وإن لم تكن هي المطلوبة.
نعم هذه الحركة أثمرت إلى إدخال عشرة إلى خمسة عشر ميقاوات إلى شبكة الكهرباء، ولا شك أنكم قد شعرتم أن مدة إطفاء الكهرباء قد تقلصت، والوضع قد تحسن بعض الشيء، ولم نبلغ بعد إلى ما نريد لكن نحمد الله ونشكره أن وفق وتحقق بعض الشيء، وأزال اليأس والقنوط من نفوس كثير من الناس الذين كانوا قد يأسوا من إصلاح الأوضاع.
لكن يجب علينا أن نفهم شيئاً!
وهو أن هذا الذي حصل إنما هو أمر داخلي بين إخوانكم من الشخصيات الاجتماعية وبعض القوى والسلطة، أيضاً بعض الرجالات في السلطة المحلية، بهذه الجهود جميعاً والتواصل مع صاحب الشركة أسرة آل باجرش استجابوا وأعطوا هذا التيار وهذه الكمية من الطاقة، فجزاهم الله خيراً وجزى كل من سعى إلى خير، لكن على المستوى الأعلى المستوى المركزي في صنعاء لم يحصل شيء، نعم الرئيس وجه بسرعة صرف مستحقات ومتخلفات الحقوق التي لأصحاب إنتاج الطاقة في حضرموت، لكن هذا الأمر رد من قبل وزير المالية ولم يتجاوب معه ولم يصرف ما أمر الرئيس بصرفه، بل حول الأمر على شركة الكهرباء، مع أن شركة الكهرباء هي مرتبطة به ومبالغها عنده، فهناك شيء لا يزال يدور ويحتاج أن لا نفتر، وهذا هو شرط باجرش على أهل هذه البلاد أهل حضرموت، بالذات الساحل الذين يتعامل معهم يقول: أنا سأعطيكم، لكن لا تأتي الكهرباء ثم تنامون وتفترون ولا يفكر أحد كيف تأتي الحقوق.
فالواجب أن تبقى المطالبات والفعاليات التي يقترحها أهل الحل والعقد وبالطرق الشرعية والسلمية التي تليق بأخلاقنا وبأعرافنا، تستمر هذه الأمور إلى أن تصل الحقوق إلى أصحابها ولا نتوانى في ذلك ولا نتخلف عنه، وفي نفس الوقت لا يصدر منا أمور غير شرعية أو أمور غير منضبطة: فوضى، تكسير وتخريب، قطع طرقات، هذه أمور لا ترضي الله ولا تحقق هدف ولا تسمن ولا تغني من جوع، وإنما تظهرنا بمظهر الفوضوي، إذا كانت بعض المحافظات يحصل فيها مثل هذه الأشياء فما تحقق أبداً لهم ما يريدون، تحقق على مستوى أفراد الشخص الواحد أو القبيلة الواحدة، تعمل شيء فتعطى ما تُسكَّت به، لكن تبقى المحافظة كاملاً في أقل مستوى من الخدمات.
نحن لا نريد أن نعمل ونقلد بعض الناس في أمور ليست من أخلاقنا ولا من أعرافنا، وليست أيضاً ذات جدوى، فلنكن سائرين مستمرين متكاتفين موحِّدين لجهودنا؛ حتى نبلغ مطالبنا، ومطالبنا كثيرة ليست محصورة في الكهرباء، لكن أقول هذا هو الآن الذي يهم الناس بشكل آني وعاجل فلنتعاون ولنتفق ولنتحد ولا نتفرق حتى لا تذهب ريحنا: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال:46].
وفي المقابل يقول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس:81]، {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة:205].. فالشيء الذي لا يرضي الله لا يجوز أن نتذرع به للوصول إلى حقوقنا.

نسأل الله عز وجل أن يوفقنا ويأخذ بأيدينا ويصلح أحوالنا ويجمع كلمتنا على الحق.
منبر علماء اليمن:
http://olamaa-yemen.net/main/article...ticle_no=14120