كتاب " موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من
الأشاعرة "
......
سبب اختياري للكتاب
" الخلط الكبير لكثير من الناس في مجمل الاعتقاد في تحديد مذهب السلف أهل السنة والجماعة الذي يميزهم عن غيرهم من أهل البدع والأهواء فلعل هذه الدراسات استوقفتني على مجمل هذا وأتت على ما اردت توضيحه ولم شتاته وبالرغم من أن مذهب الاشاعرة قد اشتهر بين كثير من الناس على انه مذهب أهل السنة والجماعة وان اعتقادهم يمثل اعتقاد السلف وهذا المفهوم للأسف سائد الى الآن في كثير من البلاد الإسلامية ومن ابرز العلماء الذين عملوا بشكل قوي ودافعوا ونافحوا على بيان الحق وتمييز مذهب السلف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى والرد عليهم في أكثر من كتاب وأكثر من موطن في رد ضلالاتهم والأمر الثاني إني قد تتبعت موقف شيخ الإسلام من الاشاعرة ي أكثر من موطن ورأيت فيه أسباب رده عليهم وأمورا أحببت نقلها للجميع لتعم الفائدة "
.....
موضوع الكتاب
قال المؤلف في مقدمة كتابه
( ج1/ ص 9-11 )
" أن مذهب الأشاعرة قد انتشر في العالم الإسلامي، قبل ابن تيمية ) ، وقد حدثت له عدة تطورات قربته كثيرا من المعتزلة والفلاسفة والمتصوفة، ولم يأت عهد ابن تيمية إلا وقد بلغ أوجه في التطور والانتشار بعد الجهود الكبيرة التي قام بها علماء كبار من هذا المذهب كالغزالي والرازي وغيرهما، فلما جاء شيخ الإسلام ابن تيمية بعد ذلك ممثلا لمذهب السلف ومدافعا عنه ورادا على هؤلاء، تميز عهده بأمرين:-
أحدهما: بروزه على أنه أول من تصدى بقوة للمذهب الأشعري- خاصة بعد تطوره الأخير- ولذلك يقول المقريزي- بعد عرضه لنشأة المذهب الأشعري وانتشاره على يد بعض العلماء والسلاطين: " فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعري وانتشاره في أمصار الاسلام، بحيث نسي غيره من المذاهب وجهل، حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه إلا أن يكون مذهب الحنابلة- أتباع الامام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل- رضي الله
.......
( ص 10 )
يقول عبد الحليم محمود- وهو صوفي-:ولايزال هذا الجدل حول تحديد مذهب السلف مستمرا إلى الآن بين مدرسة الأشعري ومدرسة ابن تيمية، كل منهما يزعم انتسابه للسلف ومتابعته لمالك وأحمد بن حنبل رضي الله عنهما!، التفكير الفلسفي في الإسلام (ص: ١٣٥)
.....
( ص 12 )
ما كان شيخ الإسلام ليشغل نفسه بالرد على الفلاسفة مثلا لولا أن كثيرا من أصولهم صارت جزءا من كتب أهل الكلام، يعتمدون عليها، ويشرحونها في كتببهم، ويبنون عليها كثيرا من أدلتهم، حتى أصبحت هذه الأصول هي الأصل، وما جاء به الكتاب والسنة وأقوال السلف فرعأ لا حجة فيه ولاقيمة له إلا في حدود ضيقة.
فهذه الأمور وغيرها تبين أهمية بحث موقف! ابن تيمية من الأشاعرة، ولا شك أن البحوث حول كل من ابن تيمية وجهوده العلمية المختلفة ، وحول الأشاعرة وأعلامهم وعقائدهم كثيرة جدا، كما أن لعلمائنا الأفاضل
ردود متنوعة على الأشاعرة وبيان ما خالفوا فيه مذهب السلف (.
وهذا البحث الذي أقدمه اليوم- على ضعف مني وقلة حصيلة وقصر باع إنما هو محاولة لبيان الحق في هذه المسألة العظيمة من خلال ما كتبه شيخ الاسلام ابن تيمية-رحمه الله- تعالى
....