الموضوع: من الأوهام في التحقيق

الغرض المقصود هو التنبيه لا التقليل من شأن الباحثين
لقد حظي شرح الرضي على الكافية في العقود الأربعة القريبة بأربع نشرات أو أكثر ، وقد قابلت في بعضها وهمًا بدأ في نشرة وانتقلت عدواه إلى اثنتين فيما علمت ، وقد جاء الوهم من فرط الثقة بالمعرفة ، ثم كان الاتباع ثقة بالأول .
في المرفق بيان لهذا الوهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد حظي هذا الموضوع بأن شاهده واطلع على محتواه نحو خمسين من الأعضاء الكرام . وإنه ليزداد حظوة بأن ينال إضافات من أهل المجلس الكرام .

تصحيحك سديد ورأيك رشيد يا شيخنا؛
ففي طبعة عالم الكتب بتحقيق الدكتور عبد العال سالم مكرم ( الطبعة الأولى )
ج 4 ص 234
" وعند الحساب "
وعلق المحقق أنها هكذا في المخطوطات
وردَّ على مَن حرَّفها إلى (ابن الخشاب ) قائلا :
( وفي رأيي أن الرضي دقيق ، فلو أراده لذكره بكُنيته وهو ابن الخشاب . هذا من ناحية
والأسلوب يقتضي أن يكون : وعند الحساب )

وفقك الله يا دكتور ونأمل في مزيد من تحقيقاتك الرائعة .

كان الشيخ يوسف حسن عمر أستاذ النحو والصرف في كلية اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة قار يونس - في ليبيا - وكان دائم النظر في شرح الرضي على كافية ابن الحاجب بطبيعة عمله في جامعة الأزهر من قبلُ ، وخلال زمن القراءة الذي دام سنين طويلة كان يسجل ملاحظاته على حواشي نسخته المطبوعة في دولة الخلافة العثمانية أوائل القرن الرابع عشر من الهجرة النبوية . فلما استقر في ليبيا استنصحوه في نشر كتاب فريد في بابه ليحمل اسم جامعة قار يونس فعرض عليهم نسخته من شرح الرضي فأقرُّوا نشرها مُحَلَّاة بعبارة ( تصحيح وتعليق يوسف حسن عمر ) وهذا من أمانة الرجل فهو لم يطلع على مخطوطات الشرح ولذلك عدَّ عملَهُ تصحيحا وتعليقا ، ونُشِر الكتاب في خمسة أجزاء الأخير منها فهارس متواضعة .
وعلم الله أنني مذ حصلت على هذه الطبعة سنة ( 1979 م ) اتخذتها أنيس القراءة ووجدت فيها فوائد جمَّة حتى صدور طبعة عالم الكتب بتحقيق الدكتور عبد العال سالم مُكْرَم ، فتحولت إليها لأن محققها اعتمد مخطوطاتٍ جيدة في عمله فتوسمتُ فيها خيرا ولزمت القراءة فيها والرجوع إليها .
ولم أحصل على طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود إلا منذ عامين يوم أهدانيها الأخ الصديق الدكتور عاطف المغاوري جزاه الله خيرا .
قلتُ :
وفي طبعة استانبول ج2 ص 145 جاءت العبارة صحيحة على الوجه المكتوب في نسخة مقابلة على نسخة المؤلف هكذا :
" ولا خلاف عند النحاة أن لفظ واحد واثنان من أسماء العدد وعند الحساب ليس الواحد من العدد لأن العدد عندهم هو الزائد على الواحد "
ويلاحظ القارئ أن الضمير في ( عندهم ) يرجع إلى الحُسَّاب : أقرب مذكور ، ولكن إرادة الله قضت بالفهم الذي فهمه الشيخ يوسف حسن عمر فكتب ما كتب متوهما - غفر الله له وأثابه عن حسن نيته خيرا ، وإن كان حيًّا الآن فالدعاء إلى الله أن يمتعه بالصحة والعافية - .

الأخ الكريم الأستاذ منصور ، أكرر شكري لكل ما تُقدِّم من معلومات نافعة .
لقد حصلتُ على نسختين من الطبعة التي أصدرتها جامعة قار يونس من شرح الرضي أهداهما إليَّ صديق عزيز فأهديتُ إحداهما لصديق عزيز متخصص في الدراسات اللغوية ، واخترتُ باب العدد لأدرِّسه لطلاب الفرقة النهائية بقسم اللغة العربية بآداب الإسكندرية عام 1980 وحينها اكتشفتُ هذا التحريف فعدَّلتُه في النسخ المصوَّرة بأيدي الطلبة .
واطَّلعتُ على طبعة إميل بديع يعقوب بطريق المصادفة لدى صديق في القاهرة ، أما طبعة مكرم فقد علمتُ بها ولم أطَّلع عليها ، وهأنتذا تفيدني بما فيها من صواب القراءة .

كل الشكر والتقدير لأستاذنا الدكتور محمد، والشكر موصول للأستاذ الفاضل منصور، على ما قدما في هذا الموضوع ، مما يحتاج إلى تأمل ودقة في النقل ، واستلهام المعنى عند التحقيق لاستقامة النص.
أتحفنا بجديدكم ،، نفع الله بكم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشكر الوافر للأخ الكريم الأستاذ الحمراني لاهتمامه بالاطلاع والتعليق .
لقد عرضتُ هذه اللمحة هنا قبل أن أعرضها في موقع آخر ، حتى إذا تجاوزت المشاهدات خمسا وأربعين ولم يُبْدِ الإخوة الكرام اهتماما عرضتُها وستًّا غيرها في ملتقى أهل اللغة ، وأبدى الأستاذ منصور وإخوة له كرام اهتماما ملحوظا وتوالت التعليقات وفيها تسديد لما ارتأيتُه وتوجيه ، وصواب العلم والرأي إنما يكون بمثل ذاك .

جزاكم الله خيرا