يا عبد الله أراك تدندن وتدور حول قصة حاطب رضي الله عنه وتحشرها هنا لتبين في ظنك خطأ تقرير الإمام المجدد رحمه الله لما قرره ؟!
فأفصح بارك الله فيك عما تكنه حتى يكون النقاش مفيدا وصريحا في آن واحد .
كان يمكنك الاستغناء بتصريحي الشخصي عن التلويح بـ "الدندنة" و "الحشر" ، عندما قلت - وفيه اتهمتُ فهمي بنفسي - (( فكنت أقول : الخلل إما في كلام المجدد أو
في فهمي لحال حاطب)). فلا حاجة لتفسير النوايا.
وسأضرب لك أمثلة لبيان الخلط التي وقعت فيه:
هل تعتقد أن الموحد الذي يعيش بين موحدين ثم يقع في مكفر لسبب من الأسباب حكمه كحكم الرجل الذي يفهم التوحيد ويعرف مقتضاه وهو يعيش في بيئة يفشو فيها الشرك الأكبر من ذبح ونذر ودعاء غير الله ولا يعمل بمقتضى التوحيد الذي يعرفه ويصرح بأنه الحق ؟؟
فالأول يمنع من تكفيره إما الخطأ أو الجهل أو الإكراه أو التأويل .
والثاني لا يُعذر بحال فهو غير مخطئ ولا جاهل ولا متأول ولا مكره .
حتى "الموحد الذي يعيش بين موحدين " يمكن أن يقع في مكفر بلا خطأ و لا جهل ولا إكراه ولا تأويل ، فلا يُعذر عندئذٍ بحال ، فمجرد وجوده بين الموحدين لا يستلزم أن يكون وقع في الكفر بسبب الخطأ أو الجهل أو الإكراه أو التأويل.
واكرر الصورة الأولى ليست من جنس فعل حاطب رضي الله عنه إلا في ظن من غلا وكفر بمطلق الموالاة فلتتنبه لهذا وفقك الله.
مرة أخرى كان يمكنك الاستغناء عن التكرار بما ذكرته سابقاً :
((وإن كنت
أميل في الوقت الراهن إلى ما حرره حول حديث حاطب ((وفي هذا الحديث الدلالة على أصلين، هما قوام الاستدلال على أن موالاة الكفار لمجرد غرض دنيوي ليست كفرًا. فأما الأصل الأول فما دل عليه الحديث من أن ما فعله حاطب –رضي الله عنه- من مكاتبة قريش وإفشاء سر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- داخل في عموم موالاة الكفار ومظاهرتهم على المسلمين، وأما الأصل الثاني فما دل عليه الحديث من أن حاطبًا –رضي الله عنه-
لم يكفر بتلك الموالاة ؛ لأنها لم تكن موالاة للمشركين على دينهم، وإنما كانت لمجرد غرض دنيوي وهو حماية أهله وماله بمكة)).
على كل حال - لا أريـد أن تفوتني فرصة شكرك على تفاعلك مع الموضوع و حرصك الصادق إن شاء الله على الإيضاح.