هل ترك الكبائر شرط في مغفرة الصغائر؟
وما تفصيل أهل العلم في ذلك؟
هل ترك الكبائر شرط في مغفرة الصغائر؟
وما تفصيل أهل العلم في ذلك؟
بالتأكيد لا...فالصغائر تختلف عن الكبائر ولكلا منهما شأن خاص...فلو شرب الخمر رجلا وقال لإخ له بعد ذلك كلمه بذيئه لكنه بعد ذلك إستغفر الله من هذة الكلمة حينها يغفر الله له هذة الكلمة بلا خلاف ودليل ذلك قوله تعالى..:وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)...النساء..فالل ه تعالى أطلق القول بإنه لو إستغفر الله رجلا بعد إثم فإن الله يغفر له ذلك....
راجع رسالة ابن تيمية رحمه الله مكفرات الذنوب وبالنسبة لسؤالكم فمما لا شك فيه أن من ترك الكبائر فإن الله عز وجل يغفر له الصغائر جزماً فضلاً منه ورحمة قال تعالى (ان تجتنبوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ) ولكن الخلاف هو هل الصغائر لا يُمكن تكفيرها إلا بالتوبة أو ترك الكبائر أي بمعنى من فعل الحسنات الماحية وعنده بعض الكبائر هل تكفر عنه الصغائر ؟ هنا الخلاف والراجح أن الحسنات الماحية قد تكون سبب لمغفرة الذنوب من العبد صغيرها وكبيرها بدليل الحديث الذي رواه الترمذي وصححه الألباني أنه صلى الله عليه وسلم قال :من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف .
ومن المعلوم بأن الفرار من الزحف كبيرة .
والدليل الثاني قصة حاطب رضي الله عنه حينما أخبر بسر الرسول لأهل مكة فقال رسول الله إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملواما شئتم فقد غفرت لكم
جزاكم الله خيرا ولكن
أخي عبد العزيز يرحمك الله
من قال "سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر"
ورمضان إلى رمضان والصلاة إلى الصلاة وهكذا
هل هذه العبادات لا تكفر الذنوب إلا إذا اجتنبت الكبائر؟
المراد بها الصغائر على رأي بعض أهل العلم ولكن قد تقول مادمت تركت الكبائر أو تبت توبة نصوحة فستكفر لي الصغائر وبالتالي مالفائدة من قوله "غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر" أم هي تحصيل حاصل ؟
الجواب قد تكون زيادة لك في الدرجات إذا كنت ممن تاب أو ترك الكبائر أو تكون من باب الوعد الغير لازم .
أما قولكم ورمضان إلى رمضان والصلاة إلى الصلاة وهكذا فهذه مجرد تركها يُعد كبيرة وبالتالي إذا حافظت عليها كافأك الله بفضله بتكفير الصغائر ولذا قال السعدي رحمه الله (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ) أي : يفعلون ما أمرهم الله به من الواجبات التي يكون تركها من كبائر الذنوب ، ويتركون المحرمات الكبار من الزنا وشرب الخمر وأكل الربا والقتل ونحو ذلك من الذنوب العظيمة .
وبالنسبة لسؤالكم هل هذه العبادات لا تكفر الذنوب إلا إذا اجتنبت الكبائر؟ تكفير الصغائر بهذه الأحاديث الواردة كفضل صيام عاشوراء ويوم عرفة فهذه مشروطة بترك الكبائر وهذا من باب الوعد اللازم ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن أبداً بل إذا تقرر بالأدلة السابقة أن الاستغفار وبعض الأعمال الصالحة والحسنات الماحية قد تكفر الكبائر فتكفيرها للصغائر من باب أولى .
قال ابن القيم رحمه الله :
" يَقُول بَعْضُهُمْ : يَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ الْعَامِ كُلَّهَا ، وَيَبْقَى صَوْمُ عَرَفَةَ زِيَادَةً فِي الْأَجْرِ ، وَلَمْ يَدْرِ هَذَا الْمُغْتَرُّ ، أَنَّ صَوْمَ رَمَضَانَ وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ أَعْظَمُ وَأَجَلُّ مِنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ ، وَهِيَ إِنَّمَا تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ .
فَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ ، لَا يَقْوَيَان عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ ، إِلَّا مَعَ انْضِمَامِ تَرْكِ الْكَبَائِرِ إِلَيْهَا ، فَيَقْوَى مَجْمُوعُ الْأَمْرَيْنِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ .
فَكَيْفَ يُكَفِّرُ صَوْمُ يَوْمِ تَطَوُّعٍ كُلَّ كَبِيرَةٍ عَمِلَهَا الْعَبْدُ وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَيْهَا ، غَيْرُ تَائِبٍ مِنْهَا ؟ هَذَا مُحَالٌ .
عَلَى أَنَّهُ لَا يَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ مُكَفِّرًا لِجَمِيعِ ذُنُوبِ الْعَامِ عَلَى عُمُومِهِ ، وَيَكُونُ مِنْ نُصُوصِ الْوَعْدِ الَّتِي لَهَا شُرُوطٌ وَمَوَانِعُ ، وَيَكُونُ إِصْرَارُهُ عَلَى الْكَبَائِرِ مَانِعًا مِنَ التَّكْفِيرِ ، فَإِذَا لَمْ يُصِرَّ عَلَى الْكَبَائِرِ تَسَاعد الصَّوْم وَعَدَم الْإِصْرَارِ ، وَتَعَاونَا عَلَى عُمُومِ التَّكْفِيرِ ، كَمَا كَانَ رَمَضَانُ وَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ مَعَ اجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ مُتَسَاعِدَيْنِ مُتَعَاوِنَيْنِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ ، مَعَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَدْ قَالَ : ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ) سُورَةُ النِّسَاءِ/ 31 ؛ فَعُلِمَ أَنَّ جَعْلَ الشَّيْءِ سَبَبًا لِلتَّكْفِيرِ لَا يَمْنَعُ أَنْ يَتَسَاعَدَ هُوَ وَسَبَبٌ آخَرُ عَلَى التَّكْفِيرِ ، وَيَكُونُ التَّكْفِيرُ مَعَ اجْتِمَاعِ السَّبَبَيْنِ أَقْوَى وَأَتَمَّ مِنْهُ مَعَ انْفِرَادِ أَحَدِهِمَا ، وَكُلَّمَا قَوِيَتْ أَسْبَابُ التَّكْفِيرِ كَانَ أَقْوَى وَأَتَمَّ وَأَشْمَلَ " انتهى من "الجواب الكافي" (ص13) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : صيام يوم عرفة يكفر سنتين ، وصيام يوم عاشوراء يكفر سنة . لكن إطلاق القول بأنه يكفِّر ، لا يوجب أن يكفر الكبائر بلا توبة ؛ فإنه صلى الله عليه وسلم قال في الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان : ( كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) ؛ ومعلوم أن الصلاة هي أفضل من الصيام ، وصيام رمضان أعظم من صيام يوم عرفة ، ولا يكفر السيئات إلا باجتناب الكبائر كما قيده النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف يظن أن صوم يوم أو يومين تطوعا يكفر الزنا والسرقة وشرب الخمر والميسر والسحر ونحوه ؟
فهذا لا يكون " انتهى من "مختصر الفتاوي المصرية" (1 /254) .
بل تكفر السيئات من دون إجتناب الكبائر..لكن إن تاب منها...
إذا إن لم أجتنب الكبائر
لا يكفر صيام رمضان صغائر ذنوبي وهكذا الصلاة وعاشوراء إلخ
هل من فوائد في الأمر