لطيفة :
إن عبداً أحبه الله لن تمسه النار....!!!قال تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (المائدة 18 ) .
قال العلماء : فيها دليل على أن أحباءَه جل وعلا لا يعذبهم في النار .
وجاء في الأثر "إن الله لا يلقي حبيبه في النار" وهذا إن كان لا يقع من آحاد الناس أن يلقي من يحبه في النار فكيف بالعزيز الجبار؟!
قال ابن كثير:"وقد قال بعض شيوخ الصوفية لبعض الفقهاء: أين تجد في القرآن أن الحبيب لا يعذب حبيبه؟
فلم يرد عليه فتلا عليه الصوفي هذه الآية ( قل فلم يعذبكم بذنوبكم) .
وهذا الذي قاله: حسن وله شاهد في المسند للإمام أحمد حيث قال: حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن أنس قال : " مر النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه وصبي في الطريق فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ فأقبلت تسعى وتقول ابني ابني وسعت فأخذته فقال القوم: يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ولدها في النار قال فَخفَّضَهُم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لا والله ما يلقي حبيبه في النار" ( تفرد به أحمد ).
قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى وقوله :" وأحباؤه "، وهو جمع حبيب .
يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم :"قل" لهؤلاء الكذبة المفترين على ربهم (فلم يعذبكم) ربكم، يقول : فلأي شيء يعذبكم ربكم بذنوبكم، إن كان الأمر كما زعمتم أنكم أبناؤه وأحبّاؤه ؟!
فإن الحبيب لا يعذِّب حبيبه، وأنتم مقرُّون أنه معذبكم؟
وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قَالَ : قدِم على رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - بسَبْيٍ فَإِذَا امْرَأةٌ مِنَ السَّبْيِ تَسْعَى ، إِذْ وَجَدَتْ صَبياً في السَّبْيِ أخَذَتْهُ فَألْزَقَتهُ بِبَطْنِهَا فَأَرضَعَتْهُ ، فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم " أتَرَوْنَ هذِهِ المَرْأةَ طَارِحَةً وَلَدَها في النَّارِ ؟ قُلْنَا : لا وَاللهِ .
فَقَالَ: للهُ أرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هذِهِ بِوَلَدِهَا". مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
اللهم لطفك بنا وحنانك يا لطيف اللهم أجعلنا ممن أحببتهم يالله يا كريم.