الحــــــــــــ ــمدلله وبعــــــــــــ ـــــــــــــــ د:
بحكم ان احداً لم يجيب على السؤال المطروح ئلي هو
هل طبع الانسان تغلب تطبعه؟!
وقد قلنا اهمية طبع الانسان في الدعوة مابين الشدة واللين, وهذا امتداداً من الاقتباس أدناه:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المَاسَّةُ قُرطبة
قول ابن القيم – رحمه الله – :
جعل سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق ؛ فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه يُدعى بطريق الحكمة ، والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر يُدعى بالموعظة الحسنة ، وهي الأمر والنهي المقرون بالرغبة والرهبة ، والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي أحسن . هذا هو الصحيح في معنى هذه الآية .
وقال أيضا : وأما المعارضون المَدْعُوّون للحق فنوعان :
نوع يُدعون بالمجادلة بالتي هي أحسن ، فإن استجابوا ، وإلا فالمجالدة ، فهؤلاء لا بُـدّ لهم من جدال أو جلاد . انتهى .
والاجابة على هذا السؤال يأتي من الكلام الرائع من صيد الخاطر للامام ابن الجوزي فقد قال:
جواذب الطبع إلى الدنيا كثيرة،
ثم هي من داخل،
و ذكر الآخرة
أمر خارج عن الطبع من خارج,
و ربما ظنّ من لا علم له
أنّ جواذب الآخرة أقوى،
لما يسمع من الوعيد في القرآن،
و ليس كذلك !!
لأنّ مثل الطبع في ميله إلى الدنيا،
كالماء الجاري فإنه يطلب الهبوط،
و إنّما رفعه إلى فوق يحتاج إلى التكلّف !!
و لهذا أجاب معاون الشرع :
{ بالترغيب و الترهيب يقوي جند العقل },
فأمّا الطبع فجواذبه كثيرة،
و ليس العجب أنْ يَغلب,
إنّما العجب أنْ يُغلب !!
إذن الاجابة هي ان الطبع هو ئلي يغلب التطبع فبالتي قد قال الشافعي شعراً رائعاً في هذا الخصوص حين قال:
لم يبق في الناس إلا المكر والملق :: شوك إذا لمسوا، زهر إذا رمقوا
فإن دعتكم ضرورات لعشرتهم :: فكن جحيماً لعل الشوك يحترق
وهذا ايضاً مثال اخر في التعامل مع الحقود حين قال الشافعي ايضاً:
كل العداوات قد تُرجى ازالتها الا عداوات من عاداك من حسدِ
وقد قيلت ايضاً في لفظ:
كل العداوت قد ترجى إماتتها إلا عداوة من عاداك من حسدِ
وفي الاخير يا سادة يا كرام ويا سيداتي الكريمات ان من يبرع في وصف النقيضان واعطاء حقهما هو اعظم المطلوب ومنتى المقصد واروع ما قيل في هذا الباب هو قول المتنبي الشاعر الهمام الفصيح الأريب حين قال:
قسا فالأسد تفزع من قواه
ورق فنحن نفزع أن يذوبا
أشد من الرياح الهوج بطشا
وأسرع في الندى منها هبوبا
فهذه هي المــــــــــــ ــــــــرونة ليس فيها محبة بدون هيبة ولا هيبة بدون محبة
واعلن انتهاء النقاش بأن الشخصية المتكاملة هي التي تجمع بين جناحين الشدة واللين ولن يطير الطير الا بجناحين وبتالي لن ينجح الانسان الا بشدة ملازمة باللين ولين ملازمة الشدة.
وهذا والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد الخاتم الأمين.