تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: موافقة السُّنَّة أفضل من كَثْرة العَمل

  1. #1

    افتراضي موافقة السُّنَّة أفضل من كَثْرة العَمل

    موافقة السُّنَّة أفضل من كَثْرة العَمل

    لما رواه أبو داود في قصَّة الرَّجُلين اللذين تَيمَّمَا ثم صَلَّيَا، ثم وَجَدَا الماءَ في الوقت، فأمَّا أحدُهما فلم يُعِدِ الصَّلاة، وأمَّا الآخر فتوضَّأ وأعاد، فَقَدِما على النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبراه الخبرَ؛ فقال للذي لم يُعِدْ : «أَصَبْتَ السُّنَّةَ»، وقال للذي أعاد : «لك الأجْرُ مَرَّتين»( 1) .

    فإِن قال قائل: أُعيد لأنالَ الأَجْرَ مرَّتين.

    قلنا: إِذا علمت بالسُّنَّة، فليس لك الأَجْرُ مرَّتين، بل تكون مبتدعاً، والذي أعاد وقال له النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «
    لك الأَجْرُ مرَّتين» لم يعْلَم بالسُّنَّة، فهو مجتهد فصار له أجر العملين: الأول، والثاني.

    ومن هذا الحديث يتبيَّن لنا فائدة مهمّة جدًّا وهي أن موافقة السُّنَّة أفضل من كَثْرة العَمل .

    مثلاً تكثير النَّوافل من الصَّلاة بعد أذان الفجر، وقبل الإِقامة غير مشروع؛ لأنه صلّى الله عليه وسلّم لم يكن يفعل ذلك.

    وكذلك لو أراد أحد أن يُطيل رَكعتي سُنَّة الفجر بالقراءة والرُّكوع والسُّجود، لكونه وقتاً فاضلاً ـ بين الأذان والإِقامة ـ لا يُرَدُّ الدُّعاء فيه، قلنا: خالفتَ الصَّواب؛ لأن النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم كان يُخفِّف هاتين الرَّكعتين( 2) .

    وكذا لو أراد أحد أن يتطوَّع بأربع رَكَعَات خلْفَ المقام بعد الطَّواف، أو أراد أن يُطيل الرَّكعتين خلْفَ المقام بعد الطَّواف. قلنا: هذا خطأ؛ لأنه صلّى الله عليه وسلّم كان يخفِّفهُما، ولا يزيد على الرَّكعتين(3 ).

    انظر الشرح الممتع للعلامة العثيمين رحمه الله تعالى : (ج1_ص406) ط دار ابن الجوزي.
    ______________________
    ( 1) رواه أبو داود، كتاب الطهارة: باب المتيمم يجد الماء بعد ما يصلي في الوقت، رقم (338)، والنسائي، كتاب الغسل: باب التيمم لمن يجد الماء بعد الصلاة، (1/212)، رقم (431)، والدارمي رقم (744)، والحاكم (1/9، 178) من طريق عبد الله بن نافع، عن الليث، عن بكر بن سوادة، عن عطاء، عن أبي سعيد الخدري به مرفوعاً.
    وأُعل: بأن عبد الله بن نافع قد تفرَّد بوصله، وخالفه عبدالله بن المبارك ويحيى بن بكير فروياه عن الليث، عن عَميرة بن أبي ناجية، عن بكر بن سوادة، عن عطاء بن يسار عن النبي صلّى الله عليه وسلّم مرسلاً.
    قال أبو داود: «وذِكْرُ أبي سعيد في هذا الحديث وَهْمٌ وليس بمحفوظ، وهو مرسل» وروي موصولاً من طريق الليث، وابن لهيعة، وفي كل ذلك نظر من حيث صلاحيته للمتابعة.
    انظر: «فتح الباري» لابن رجب (2/37)، «بيان الوهم والإِيهام» رقم (440)، «نصب الراية» (1/160)، «التلخيص الحبير» رقم (213). والحديث صصحه العلامة الألباني في سنن أبي داود والنسائي.

    (2 ) رواه البخاري، أبواب التهجد: باب ما يقرأ في ركعتي الفجر، رقم (1171)، ومسلم، كتاب الصلاة: باب استحباب ركعتي سُنَّة الفجر، رقم (724) من حديث عائشة رضي الله عنها.

    ( 3) رواه مسلم، كتاب الحج: باب حجة النبي صلّى الله عليه وسلّم رقم (1218) من حديث جابر في وصفه لحجة النبي صلّى الله عليه وسلّم وفيه أنه قرأ فيهما سورتي الإخلاص، والكافرون.

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  2. #2

    افتراضي رد: موافقة السُّنَّة أفضل من كَثْرة العَمل

    بورك في النقل وفي الناقل فعلاً لفتة في غاية الأهمية.
    شكراً لكم.
    إني اصاحب حلمي وهو بي كرم
    ولا اصاحب حلمي وهو بي جبن


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    555

    افتراضي رد: موافقة السُّنَّة أفضل من كَثْرة العَمل

    ولذلك كانت العبرة بالإتقان في العمل لا كثرته..وكذلك جودة التأليف والإخلاص فيه بدل كثر المؤلفات التي لا فائدة منها...فقد يضيع الإنسان عمره ينافح عن قضية ما ويخلص فيها لله فيكون حينها أفضل عند الله من رجل ألف وكتب موسوعات لكنه ما أراد فيها إلا الثناء من الناس وليس الفضل من الله..

  4. #4

    افتراضي رد: موافقة السُّنَّة أفضل من كَثْرة العَمل

    وهذا يوافق ما أصله الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حيث قال:" اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة" .

    وصدق ابن مسعودٍ رضي الله عنه إذ قال: "اقتصادٌ في سنةٍ، خيرٌ من عمل كثيرٍ في بدعةٍ" أو كما قال .

    وما أحسن ما رواه البيهقيُّ في "سننه" (466/2) من طريق أبي زرعة الرازي، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا سفيان، عن أبي رباحٍ، عن سعيد بن المسيب :
    أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين، يكثر فيها الركوع والسجود، فنهاهُ .

    فقال : يا أبا محمد! يعذبُني اللهُ على الصلاة؟! قال :
    لا، ولكن يعذِّبُك على خلاف السنة .

    قال الحويني : وصحَّح إسناده شيخُنا أبو عبد الرحمن الألباني رحمه الله في "إرواء الغليل" (236/2) .

    (انظر الفتاوى الحديثية للحويني حفظه الله )

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  5. #5

    افتراضي رد: موافقة السُّنَّة أفضل من كَثْرة العَمل

    قال الفقهاء من اتبع بدعة حرمه الله من اتباع سنة.
    إني اصاحب حلمي وهو بي كرم
    ولا اصاحب حلمي وهو بي جبن


  6. #6

    افتراضي رد: موافقة السُّنَّة أفضل من كَثْرة العَمل

    قال تعالى : { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [:الملك:2].
    قال الفضيل بن عياض : هو أخلصه وأصوبه قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه فقال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا : لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص : أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة ثم قرأ قوله تعالى: {
    فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} [ الكهف:110 ] (1).
    ____________
    (1) " انظر مدارج السالكين " (ج2_ص310_ ) ط دار طيبة .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: موافقة السُّنَّة أفضل من كَثْرة العَمل

    بارك الله فيكم
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  8. #8

    افتراضي رد: موافقة السُّنَّة أفضل من كَثْرة العَمل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم
    وفيكم بارك الرحمن.

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •