بعد اطلاعي على كتاب مناهج المحدثين الي أملاه الدكتور سعد الحميد حفظه الله تبين لي الآتي :أما الأسانيد فقد قلتُ / أن مسلم رحمه الله تعالى يخرجُ الصحيح ، ثم يخرجُ الشاهد قريباً بالإسنادِ من الأول ( الصحيح ) فيكونُ الشاهدُ أقل قوةً من الأول ، ثم أخي الكريم إن قولكم بأن مسلم رحمه الله تعالى قد يخرجُ الحديث من رواية الضعيف لعلو الإسناد ( فيه نظر ) فإن الإمام مسلم كان يهتمُ بالأسانيد الصحيحة أكثر من إهتمامهِ بالأسانيد العالية .
فلا بد أن يؤخذ بعين الإعتبار أخي الفاضل أن الإمام مسلم رحمه الله تعالى لم يُعنَ بالإسنادِ العلي في الصحيح .
وهذا عينُ ما ذهبَ إليه شيخنا الدكتور (سعد الحميد) في كتابهِ الجليل مناهج المحدثين ، وهو كتابٌ متاعٌ أحسن الله تعالى إليكم ، حتى إن مسلم لم يخرج من الأحاديث الثلاثية والتي أخرجَ منها تلميذهُ الإمام أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى في سننهِ وهو حديثُ ( القابضِ على الجمر ) في سنن الترمذي رحمه الله تعالى .
وبالإستقراء تعلمُ ان مسلم رحمهُ الله تعالى في صحيحهِ أعلى ما رويّ لديهِ بالإسناد ( الرباعي ) لا ( الثلاثي ) والذي قد علا بهِ تلميذهُ الترمذي رحمه الله تعالى في السنن ، فلماذا لم يعنَ الإمام مسلم بالإسنادِ الثلاثي ، ولم يخرجهُ في الصحيح ، قال الدكتور سعد الحميد : [ السبب إنتقاؤهُ للأحاديث الصحيحة ، وإنتقاؤهُ للطرق الصحيحة ، لأن مسلم لو أراد أن يخرجَ الإسناد الثلاثي كان عندهُ ضعيفاً ، ولهذا قال بعضهمُ أن الأسانيد الثلاثية عند ابن ماجة ضعيفة وأظنها قد وردت عند المزي رحمه الله تعالى فمسلم قد تجنبَ الأحاديث العالية بسبب إنتقائه للاحاديث الصحيحة ] فيكونُ الحاصلُ من كلام الشيخ أن مسلم تجنبَ الأحاديث العالية بسبب إنتقاء الاحاديث الصحيحة ، فكيفَ ذهبتَ إلي إعتمادِ مسلم وفقك الله للخير على الأسانيد العالية في الصحيح وهذا مما لم يثبت عندي والدكتور سعد الحميد حفظه تعالى شيخنا ذهبَ إلي عدمِ طلبِ مسلم للإسنادِ العالي بقدر طلبهِ للإسنادِ الصحيح وإنتقاء الاحاديث الصحيحة لصحيحهِ الجامع . والله أعلم .
الأول : حديث : " القابض على الجمر " عند الترمذي ، اسناده منكر لأن فيه عمر بن شاكر وهو ضعيف يروي عن أنس المناكير .
ثانيا : أن الامام مسلم يخرج الأسانيد العالية والتي فيها ضعف ، اذا كانت لها أصل معروف من رواية الثقات ...
في فتح المغيث للسخاوي (2/30) :وكذا (احتج مسلم بمن قد ضعفا) من غيره (نحو سويد) هو ابن سعيد، وجماعة غيره (إذ بجرح) مطلق (ما اكتفى) كل من البخاري ومسلم لتحقيقهما نفيه، بل أكثر من فسر الجرح في سويد ذكر أنه لما عمي ربما تلقن الشيء، وهذا وإن كان قادحا فإنما يقدح فيما حدث به بعد العمى، لا فيما قبله. والظاهر أن مسلما عرف أن ما خرجه عنه من صحيح حديثه، أو مما لم ينفرد به طلبا للعلو.قال إبراهيم بن أبي طالب: قلت لمسلم: كيف استجزت الرواية عن سويد في الصحيح؟ فقال: ومن أين كنت آتي بنسخة حفص بن ميسرة،
وذلك أن مسلما لم يرو في صحيحه عن أحد ممن سمع حفصا سواه، وروى فيه عن واحد عن ابن وهب عن حفص ) انتهى .
أما حديث : " القابض على الجمر" فلس له أصل صحيح ...
ثالثا : أن الأسانيد الثلاثية في طبقة الامام أحمد والبخاري رحمهما الله يمكن أن تجد منها الصحيح والحسن ، أما الأسانيد الثلاثية في الطبقة التي تليها (طبقة مسلم والترمذي) فغالبها منكر ضعيف .
لذا لم يخرج الامام مسلم لأي اسناد ثلاثي في صحيحه ....
وجزاكم الله خيرا ..........