بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثارت قراءتي لموضوع الأخ الفاضل الذي كتب حول التطاول على الأمويين وفضائح المنتسبين للسنة ، فضولي ورغبتي الجامحة في أن نربط الواقع المرير الذي نعيشه ، بالماضي التليد الذي نتمنى رجوعه .
وكلما غاص الإنسان أكثر في النصوص الشرعية من قرآن وسنة نبوية ، ونظر نظر المتفحص المتمعن الدارس لسير الصحابة الأخيار ، والتابعين والعلماء الربانيين ، إلا ويجد ما يذهب بعضا من غيظ النفوس ، ويطفئ ما يعلق بها من أسى ومرارة وحزن وغضب يتطاير شرارة ، كلما رأى أهل السنة في موقف ضعف وذلة وهوان ، يهددون كما في لبنان والبحرين ، ويقتلون ويصلبون كما في سوريا وإيران ، ويتغلغل فيهم داء الرفض في المغرب ومصر والسعودية والبقية تأتي .
وما مرد كل ما ذكرنا إلا حصادا لسنوات من العمل الرافضي الخبيث ، وحصيلة عمل إعلامي أظهرت الروافض في موقف المدافع عن القضايا الإسلامية ، والمهتم بأحزان وشجون المسلمين وأحوالهم ، والذي يصور أهل السنة أنهم عملاء للأمريكان وأصدقاء إسرائيل وخدم الأوروبيون .
ولع أبرز مثال يمكن تقديمه هو مثال حزب اللات والعزى اللبناني بزعامة حسن نصر اللات ، من خلال قناة الظلام المسماة زورا وبهتانا بالمنار ، والخرجات الإعلامية له على قنوات الجزيرة وغيرها .
ويا سبحان الله ، كلما استرجعت تلك البطولات الوهمية والعنترية الجوفاء من المدعو حسن نصر اللات ، وخرجاته الإعلامية قبل ظهور حتى بوادر الثورات العربية ، والهالة التي حاول أن يضعها على شخصيته التي توصف في وسائل الإعلام بالسيد حسن .... ، ومراوغاته المتكررة في الإجابة على بعض التساؤلات حول الولاء الحقيقي له ، والغموض الذي كان يحيط به ، جهوده التي كان يرغب أن تثمر له تلك الصورة التي تظهره بأنه حامي المستعفين وناصر المسلمين خصوصا بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في السنوان الأخيرة ، حيث ظهر بأنه ند لليهود ، لا ترعبه قوة إسرائيل النووية ولا عدتها الحربية ، وأصبح جراء ذلك أحد أكبر الشخصيات في العالم الإسلامية تأثيرا وأكثرها قبولا ومحبة .
وحتى هذه اللحظة ربما ظن كثيرون أنه يصدق عليه الحديث النبوي كما في صحيح البخاري وغيره ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ له القبول في الأرض.
كيف لا وهو الوحيد الذي صارع اليهود كل الملايين تهتف باسمه وتدعو معه ، لكن الأعمال كما في عقيدة أهل السنة والجماعة بالخواتيم . فها نحن نرى تلك المواقف المخزية له بعد الهجمة الشرسة على أهل السنة في سوريا ، وكيف أنه يناصر نظام الطاغية الذي يقتل شعبه ، ونسائله : هل هؤلاء مسلمون ؟ هل هم من أهل القبلة الواجب على كل مسلم الدفاع عنهم ولو بالدعاء ؟ أم أن القناع سقط وكشف المستور وتحقق فيه حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري في باب التواضع :
عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ :كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ وَكَانَتْ لَا تُسْبَقُ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ فَسَبَقَهَا فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَقَالُوا سُبِقَتْ الْعَضْبَاءُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ .
هكذا حال الدنيا فليكن عملك لله حتى يجعله دائما ، أما من كانت غايته أهداف خفية أو خلفيات إيديولوجية ، أو مصالح دنيوية ، فهذا مصيره . فمن بعد الآن يثق في حسن وأمثاله من عملاء إيران ، ممن يريدون نشر الفكر الرافضي والصفوي الفارسي في بلاد الإسلام .
وهنا لا يفوتنا أن نسترشد بكلام الإمام مالك في الحديث السابق كما في موطئه : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ قَالَ لِجِبْرِيلَ قَدْ أَحْبَبْتُ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ وَإِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ الْعَبْدَ قَالَ مَالِك لَا أَحْسِبُهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي الْبُغْضِ مِثْلَ ذَلِكَ. فالله المستعان في رد ظلم الظالمين . والله أعلم .