النعامة والغزال ديير (قصة للأطفال)
أيمن الشافعي




أنا النعامة ذات العنق الطويل والأجنحة الكبيرة، وهبني الله أرجلًا طويلةً ... ومنذ خروجي من البيضة وأنا أسأل أُمِّي: نحن من الطيور ولنا جناحان، ويغطِّي أجسادَنا الريشُ، ولنا منقار، ولكن لماذا لا نطير؟!
فتجيبني أمي: نحن طيور ولكن لا نطير لضخامة أجسادنا وثِقَل أوزاننا.
النعامة: وهل يوجد طيور أخرى لا تستطيع الطيران؟
الأم: بالطبع فهناك البطريق، ولكن لا يطير لأسباب أخرى.

النعامة الصغيرة: طيور ولا نطير! لو أستطيع الطيران في السماء ولمس السحاب بمنقار، وأقف على أغصان الأشجار كالنسور، وأنظر إلى الأسفل وأشاهد الحيوانات على الأرض.

وكلما تقابل صديقها الغزال «ديير» تخبره عن رغبتها في الطيران، فيضحك قائلًا: «إنك ضخمة، ولا يستطيع الهواء حَمْلَك أيتها النعامة الطائرة".
فتحزن وتتعجب: لا أطير؟! ولكن الطائرة النفَّاثة تطير.

«ديير»: الطائرة بها محرِّك قوي وأنتِ أجنحتك لا تستطيع الطيران بك، لا عليك صديقتي النعامة، تعالَيْ نتسابق إلى تلك الشجرة البعيدة، فأنتِ سريعة جدًّا، ولكن لن تسبقيني.

تنسى النعامة فكرة الطيران مؤقتًا، وتركض سريعًا، وتتسابق مع الغزال «ديير»، وتقترب من سرعته، ولكن يفوز الغزال «ديير»، ويضحكان ويكملان اللعب.

ذات يوم لاحظت النعامة أمَّها تدفن رأسها في الرمل داخل حفرة كبيرة.
النعامة الصغيرة: لماذا تفعلين هكذا يا أمي؟
الأم: أنا أطمئن على إخوتك، فهُم ما زالوا في البيض داخل الحفرة، ولم يَحِن الوقت لخروجهم من البيض مثلك.
النعامة: حسنًا يا أمي، إخوتي ما زالوا داخل البيض.
تركت الأم النعامة الصغيرة وذهبت للبحث عن الطعام، وظلت النعامة الصغيرة تلعب وتبحث عن الحَبِّ لتأكلَه.
وظهر الضبع يَحفر بأصابعه ويبحث عن الطعام بين الرمال والصخور فهو جوعان، فاختبأت النعامةُ خلف شجرةٍ عندما رأتْه، وأخفضت رأسَها ورقَبتها؛ حتى لا يلاحظها.

النعامة - بصوت منخفض -: إنه ضَبُع مفترس يمكن أن يصل إلى البيض، كيف أحمي إخوتي منه؟! سأذهب إلى صديقي «ديير»، فيمكن أن يساعدني!

النعامة الصغيرة: صديقي «ديير» الضَّبُع قريب من هنا، ويبحث عن الطعام، ويمكن أن يصل إلى البيض الذي بداخله إخوتي.
الغزال «ديير»: الضبع المفترس قوي جدًّا، سيَلتهم البيض، ويمكن أن يَلتهمنا - أنا وأنتِ - وأين أُمُّك الآن؟

النعامة الصغيرة: نعم مفترس وقوي، ولكن لن أترك إخوتي.
الغزال «ديير»: بالطبع لن نتركهم، عندي فكرة: أتريدين تحقيق حُلمك بالطيران؟!

النعامة: هذا ليس وقت المِزاح.
الغزال «ديير»: انتظري سأشرح لك: ستقفين على تلك الصخرة العالية، وسأجعل الضبع يطاردني، وعندما يقترب من تلك الصخرة تَقفزين في الهواء وتفتحين جناحيك لأقصى درجة، فسيعتقد أن نَسرًا هبط عليه من السماء ليهاجمه، فيخاف ويَهرُب.

النعامة: فكرة جيدة، هيَّا أسرِع قبل أن يصل إلى البيض، فقام الغزال «ديير» بالاقتراب من الضبع، وبدأ الضبع يطارده حتى اقتربا من الصخرة، وحينها قفَزت النعامة في الهواء وفتحت أجنحتها بقوة، فظنَّ الضَّبُع أن نسرًا ينقضُّ عليه من السماء، فخاف وهرَب، وذهب الخطر بعيدًا عنهم وعن البيض.

وجاءت الأم فوجدت الغزال والنعامة فضحِكت، وقالت: ما زلتما تلعبان؟!
النعامة الصغيرة: نعم يا أمي كنا نلعب «النعامة الطائرة».
الأم: «النعامة الطائرة» ثانيةً! يا ليت الهواء يستطيع حمْلَنا يا بنتي.
النعامة الصغيرة: لقد حملني الهواء بالفعل يا أمي، ولكن قليلًا.