تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 55

الموضوع: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    بارك الله فيكم

    قال الأزهري في تهذيبه: واتفق أهل العلم من اللغويين وغيرهم أن (الإيمان) معناه: التَّصديق
    وتبعه على حكاية الإجماع الزبيديُ في تاجه

    وهو الذي ذكره أهل اللغة كما في القواميس والمعاجم
    وهو موجود في كلام السلف كسعيد بن جبير

    أليس إجماع أهل الفن حجة لا تجوز مخالفته فكيف إذا شاركهم على هذا الإجماع غيرهم
    هل تعلمون من نقض هذا الإجماع ؟؟ بذكر خلافٍ عن أهل اللغة
    من ناقش أدلة شيخ الإسلام التي ذكرها في الإيمان الكبير؟؟

    السهيلي سابق لشيخ الإسلام في نفي الترادف بين الإيمان والتصديق من وجهين
    كما ذكره السبكي في الإبهاج وناقشه
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    ما اعلمه أن شيخ الاسلام ناقش الأمر في مجلد الايمان على جميع الاحتمالات سواء كان الايمان في اللغة قد نقل معناه في الشرع ام لا و لم يركز على انكار الاجماع فقط مع أنه ناقش أيضا احتمال أن يكون ناقل هذا الاجماع من أئمة اللغة ممن هم أعلى طبقة من الأزهري أو من طبقته كالخليل و الأصمعي ممن حصروا أوضاع اللغة و تراكيب اللسان العربي وذكر من خالف في ذلك اثناء كلامه و قارن بين نقل أهل اللغة ونقل أهل الشرع و أن الأخير قاض على الأول في مجاله و أن الأخذ باجماع الصدر الأول الذين أخذ عنهم كل شيء بأن الايمان قول و عمل أولى و أوثق من الأخذ بحكاية اجماع من أحد اللغويين فلو قدر التعارض بينهما لكان تقديم الأول أولى و هذا كله اورده على لسان اهل السنة و انتقادات شيخ الاسلام في فقه أصول اللغة معروفة بعمقها و يصعب الاستدراك عليه في الرد لأنه يناقش في طور نشأة هذه الصناعة و تأصيلها و حصر اصول تركيب لسان العرب و التفريع عليها و معرفة المهمل منها و المستعمل لا في طور التصنيف و البسط و الترجيح و يتسعمل في ذلك حقولا معرفية متعددة في آن فيكون الاستدراك عليه كما لو استدركت عليه مسألة فقهية ناقشها على مستوى الخلاف العالي بين كبار الأئمة كعمر بن عبد العزيز و ابن المبارك و اسحق في عصر وضع المذاهب على الأصول الكبار التي اعتبرها الشارع فتستدرك عليه بحكاية اجماع للقاضي عياض أولابن عبد البر .. فهو يغترف من البحر و أنت تغترف من السواقي و هذا يفسرالواقعة التي حدثث له مع امام العربية في عصره أبي حيان...وهذا بعض كلامه في رده على الامام الباقلاني:"قال القاضى أبو بكر فى التمهيد ( فان قالوا فخبرونا ما الايمان عندكم قيل الايمان هو التصديق بالله وهو العلم والصديق يوجد بالقلب فان قال فما الدليل على ما قلتم قيل اجماع أهل اللغة قاطبة على أن الايمان قبل نزول القرآن وبعثة النبى ( ( هو التصديق لا يعرفون فى اللغة ايمانا غير ذلك ويدل على ذلك قوله تعالى وما أنت بمؤمن لنا أى بمصدق لنا ومنه قولهم فلان يؤمن بالشفاعة وفلان لا يؤمن بعذاب القبر أى لا يصدق بذلك فوجب أن الايمان فى الشريعة هو الايمان المعروف فى اللغة لأن الله ما غير اللسان العربى ولا قلبه ولو فعل ذلك لتواترت الأخبار بفعله وتوفرت دواعى الأمة على نقله ولغلب اظهاره على كتمانه وفى علمنا بأنه لم يفعل ذلك بل اقرار أسماء الاشياء والتخاطب بأسره على ما كان دليل على أن الايمان فى الشريعة هو الايمان اللغوى ومما يبين ذلك قوله تعالى وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه وقوله انا جعلناه قرآنا عربيا فأخبر أنه أنزل القرآن بلغة العرب وسمى الأسماء بمسمياتهم ولا وجه للعدول بهذه الآيات عن ظواهرها بغير حجة لا سيما مع القول بالعموم وحصول التوقيف على أن القرآن نزل بلغتهم فدل على ما قلناه من أن الايمان ما وصفناه دون ما سواه من سائر الطاعات من النوافل والمفروضات هذا لفظه "
    وهذا عمدة من نصر قول الجهمية فى ( مسألة الايمان ( وللجمهور من أهل السنة وغيرهم عن هذا أجوبة
    ( أحدهما ( قول من ينازعه فى أن الايمان فى اللغة مرادف للتصديق ويقول هو بمعنى الاقرار وغيره
    و ( الثانى ( قول من يقول وان كان فى اللغة هو التصديق فالتصديق يكون بالقلب واللسان وسائر الجوارح كما قال النبى ( ( والفرج يصدق ذلك أو يكذبه (
    و ( الثالث ( أن يقال ليس هو مطلق التصديق بل هو تصديق خاص مقيد بقيود اتصل اللفظ بها وليس هذا نقلا للفظ ولا تغييرا له فان الله لم يأمرنا بايمان مطلق بل بايمان خاص وصفه وبينه
    و ( الرابع ( أن يقال وان كان هو التصديق فالتصديق التام القائم بالقلب مستلزم لما وجب من أعمال القلب والجوارح فان هذه لوازم الايمان التام وانتفاء اللازم دليل على انتفاء الملزوم ونقول ان هذه اللوازم تدخل فى مسمى اللفظ تارة وتخرج عنه أخرى
    ( الخامس ( قول من يقول أن اللفظ باق على معناه فى اللغة ولكن الشارع زاد فيه أحكاما (
    السادس ( قول من يقول ان الشارع استعمله فى معناه المجازى فهو حقيقة شرعية مجاز لغوى

    ( السابع ( قول من يقول انه منقول

    فهذه سبعة أقوال الأول ( قول من ينازع فى أن معناه فى اللغة التصديق ويقول ليس هو التصديق بل بمعنى الاقرار وغيره ( قوله ( اجماع أهل اللغة قاطبة على أن الايمان قبل نزول القرآن هو التصديق فيقال له من نقل هذا الاجماع ومن أين يعلم هذا الاجماع وفى أى كتاب ذكر هذا الاجماع
    ( الثانى ( أن يقال أتعنى بأهل اللغة نقلتها كأبى عمرو والاصمعى والخليل ونحوهم أو المتكلمين بها فان عنيت الأول فهؤلاء لا ينقلون كل ما كان قبل الإسلام باسناد وانما ينقلون ما سمعوه من العرب فى زمانهم وما سمعوه فى دواوين الشعر وكلام العرب وغير ذلك بالاسناد ولا نعلم فيما نقلوه لفظ الايمان فضلا عن أن يكونوا أجمعوا عليه وان عنيت المتكلمين بهذا اللفظ قبل الإسلام فهؤلاء لم نشهدهم ولا نقل لنا أحد عنهم ذلك
    ( الثالث ( أنه لا يعرف عن هؤلاء جميعهم أنهم قالوا الايمان فى اللغة هو التصديق بل ولا عن بعضهم وان قدر أنه قاله واحد أو اثنان فليس هذا اجماعا
    ( الرابع ( أن يقال هؤلاء لا ينقلون عن العرب أنهم قالوا معنى هذا اللفظ كذا وكذا وانما ينقلون الكلام المسموع من العرب وأنه يفهم منه كذا وكذا وحينئذ فلو قدر أنهم نقلوا كلاما عن العرب يفهم منه أن الايمان هو التصديق لم يكن ذلك أبلغ من نقل المسلمين كافة للقرآن عن النبى ( ( واذا كان مع ذلك قد يظن بعضهم أنه أريد به معنى ولم يرده فظن هؤلاء ذلك فيما ينقلونه عن العرب أولى

    ( الخامس ( أنه لو قدر أنهم قالوا هذا فهم آحاد لا يثبت بنقلهم التواتر و ( التواتر ( من شرطه استواء الطرفين والواسطة وأين التواتر الموجود عن العرب قاطبة قبل نزول القرآن أنهم كانوا لا يعرفون للايمان معنى غير التصديق
    فان قيل هذا يقدح فى العلم باللغة قبل نزول القرآن قيل فليكن ونحن لا حاجة بنا مع بيان الرسول لما بعثه الله به من القرآن أن نعرف اللغة قبل نزول القرآن والقرآن نزل بلغة قريش والذين خوطبوا به كانوا عربا وقد فهموا ما أريد به وهم الصحابة ثم الصحابة بلغوا لفظ القرآن ومعناه الى التابعين حتى انتهى الينا فلم يبق بنا حاجة الى أن تتواتر عندنا تلك اللغة من غير طريق تواتر القرآن لكن لما تواتر القرآن لفظا ومعنى وعرفنا أنه نزل بلغتهم عرفنا أنه كان فى لغتهم لفظ السماء والأرض والليل والنهار والشمس والقمر ونحو ذلك على ما هو معناها فى القرآن والا فلو كلفنا نقلا متواترا لآحاد هذه الألفاظ من غير القرآن لتعذر علينا ذلك فى جميع الألفاظ لا سيما اذا كان المطلوب أن جميع العرب كانت تريد باللفظ هذا المعنى فان هذا يتعذر العلم به والعلم بمعانى القرآن ليس موقوفا على شىء من ذلك بل الصحابة بلغوا معانى القرآن كما بلغوا لفظه ولو قدرنا أن قوما سمعوا كلاما أعجميا وترجموه لنا بلغتهم لم نحتج الى معرفة اللغة التى خوطبوا بها أولا
    ( السادس ( أنه لم يذكر شاهدا من كلام العرب على ما ادعاه عليهم وانما استدل من غير القرآن بقول الناس فلان يؤمن بالشفاعة وفلان يؤمن بالجنة والنار وفلان يؤمن بعذاب القبر وفلان لا يؤمن بذلك ومعلوم أن هذا ليس من ألفاظ العرب قبل نزول القرآن بل هو مما تكلم الناس به بعد عصر الصحابة لما صار من الناس أهل البدع يكذبون بالشفاعة وعذاب القبر ومرادهم بذلك هو مرادهم بقوله فلان يؤمن بالجنة والنار وفلان لا يؤمن بذلك والقائل لذلك وان كان تصديق القلب داخلا فى مراده فليس مراده ذلك وحده بل مراده التصديق بالقلب واللسان فان مجرد تصديق القلب بدون اللسان لا يعلم حتى يخبر به عنه (...)
    ( الوجه الثامن ( قوله لا يعرفون فى اللغة ايمانا غير ذلك من أين له هذا النفى الذى لا تمكن الاحاطة به بل هو قول بلا علم (
    التاسع ( قول من يقول أصل الايمان مأخوذ من الأمن كما ستأتى أقوالهم ان شاء الله وقد نقلوا فى اللغة الايمان بغير هذا المعنى كما قاله الشيخ أبو البيان فى قول "

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    جزاك الله خيرا
    أولا: ينبغي حصر الكلام في الحقيقة اللغوية وطرق إثباتها ومناقشة الإجماع المحكي أما الكلام عن الحقيقة الشرعية فلا خلاف فيه لأنه حتى وإن ثبت الإجماع فإنه منقول إلى تصديق خاص وهو التصديق الشرعي كما هو مقرر بالأدلة في كتب الاعتقاد
    فلا حجة للجهمية ومن تبعهم في نقل هذا الإجماع لأنه تقرر في الأصول أن الحقيقة الشرعية مقدمة على اللغوية

    قوله رحمه الله:
    فان قيل هذا يقدح فى العلم باللغة قبل نزول القرآن قيل فليكن...
    كون فهم الصحابة لكلام الشارع هو المتعين اتباعه وتقديمه على المعنى اللغوي إذا عارضه لا نزاع فيه لكن:
    هل علم اللغة موضوع لفهم كلام الشارع فقط يعني هل فائدته مقصورة على تفسير كلام الشارع؟!
    سلمنا أنه مقصور على ذلك لكن أليس من طرق الترجيح بين فهوم الصحابة إذا اختلفوا ردُهُ إلى الوحيين فإن تعذر رُدّ إلى اللغة فأيّ الفهمين كان أقرب للمعنى اللغوي قدم على الآخر

    قد يكون علم اللغة ليس ذا أهمية في تفسير النصوص ابتداءً لكن عند الترجيح والاختلاف لا يستغنى عنه

    طبعا ولا شك أن شيخ الإسلام لا يزهد في علم اللغة ولا يذهب إلى الاستغناء عنه بغيره وكلامه في الاقتضاء وغيره في أهمية اللغة وتعلمها معروف مشهور وتطبيقاته العملية عند الترجيح في المسائل معلوم مشهور عنه
    فماذا يريد شيخ الإسلام بهذا الكلام هنا ، ما توجيهه ؟

    من أين له هذا النفى الذى لا تمكن الاحاطة به بل هو قول بلا علم
    قد يقال هذا ممكن في حق القاضي لكن في حق أهل الاختصاص بعيد ولو سلكنا هذه الطريقة في رد الإجماع لرددنا إجماعات كثيرة
    فيقال للإمام أحمد عندما حكى الإجماع ونفى الخلاف في تفسير آية القراءة في الصلاة (وإذا قريء القرآن...): من أين له هذا النفي...إلخ
    فإن قيل هو في حق أحمد ممكن لأنه من أهل الاختصاص في معرفة الخلاف الفقهي وخلاف المفسيرين
    قيل هو كذلك في حق الأزهري ومن تبعه

    الرابع: أن يقال هؤلاء لا ينقلون عن العرب أنهم قالوا معنى هذا اللفظ كذا وكذا وانما ينقلون الكلام المسموع من العرب وأنه يفهم منه كذا وكذا وحينئذ فلو قدر أنهم نقلوا كلاما عن العرب يفهم منه أن الايمان هو التصديق لم يكن ذلك أبلغ من نقل المسلمين كافة للقرآن عن النبى ( ( واذا كان مع ذلك قد يظن بعضهم أنه أريد به معنى ولم يرده فظن هؤلاء ذلك فيما ينقلونه عن العرب أولى
    قد يقال هذا ليس مطلقا فأحيانا ينقلون لفظ الأعراب لا معناه فيقولون قال أعرابي كذا قال الشاعر الفلاني كذا
    قد يقال أيضا فمن أولى بفهم كلام العرب أليس هم أهل العربية والمتخصصين بها من جالس العرب وسمع منها بغير واسطة وشهد قرائن الحال
    فهؤلاء أولى بفهم كلامهم ممن لم يجالسهم ولم يشهد قرائن الحال أو كان من غير أهل الاختصاص
    ثم هو يجعلنا نعيد النظر في نقل هؤلاء العلماء للغة العرب وهذا صعب ومتعذر فبعد فساد الألسنة أصبح الناس عالة على نقل هؤلاء العلماء
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    قد يعكس عليه الدليل فيقال:
    إذا كان معنى الإيمان هو الإقرار أو مرادفا له فمن نقل هذا عن العرب وهل نقل عن لفظهم أم عن فهمٍ لألفاظهم
    وهل نقل بإسناد أم لا ولو نقل فهل هو صحيح أم لا ولو صح فهل نقل آحادا أم تواترا ؟؟

    في الحقيقة: من قعد أصلا وجب عليه طرده فإذا قلنا يرجع في كل فن إلى أهله
    وجب علينا إرجاع هذه المسألة إلى أهلها فرعا وأصلا
    أما فرعا فينظر كلام أهل العربية في معنى الإيمان
    وأما أصلا فينظر إلى منهج أهل العربية في اعتماد تفسير الألفاظ والمواد ما هو منهجهم في ذلك؟
    وما منهجهم في التعامل مع ما ينقله الأصمعي والخليل ونحوهم عن العرب ؟
    وما منهجهم في نقض الإجماع اللغوي؟
    وما هو منهجهم في إثبات كلام العرب هل يكتفى بالآحاد أم لا هل ينظر في صحة الإسناد أم لا ؟
    وتقدم الكلام على طرف من هذا على هذا الرابط:
    أحكام العربية يقضى فيها على وفق ما ورد عن أهلها
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1136
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    في الحقيقة: المسألة تحتاج إلى بحث كبير من أهل العربية
    وإنما نذكر هنا إشكالات واعتراضات لإثراء الموضوع وفتح الأبواب للبحث والإفادة لا لتقرير وتقعيد وتأصيل وترجيح
    فهذا مسلك أهل الاختصاص فليس لأمثالنا فيه ناقة ولا بعير بل ولا قطمير
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    ما قلتموه في مشاركتكم الأخيرة كانت ستكون حجتي لأضع ما لدي على شكل استفسارات فسبقتني بها
    فكما ذكرتم فقه اللغة علم منيع و مسائله كثيرة المضائق ضيقة المسالك و أتذكر ان كثيرا من اساتذتنا في اللغة كانوا يستوون معنا حين يصل بهم المطاف الى الكلام في هذا العلم و هو اشبه بعلم العلل في الحديث أو علم المقاصد في أصول الفقه لا يستطيعه الا المتبحر في اللغة و كما في العلمين المذكورين فبمعرفة هذا العلم يمكن التمييز بين بين طور و منهج المتقدمين فيه و المتأخرين و من قراءاتي المتواضعة لكتب شيخ الاسلام أجد دائما مناقشاته اللغوية ما تكون في الطور الأول أي طور التأسيس و التقعيد و حصر موضوعات اللغة و تتبع تراكيبها فهو يسلك فيه نهج الاجتهاد أفلا يكون من التعسف مناقشة ما يقول بالزامه أحكاما هي تلزم المقلد في هذا العلم لا المجتهد فيه؟؟؟فقولنا ان أحدا من ائمة اللغة المتقدمين قد حكى الاجماع قد يلزم مقلدا مثلي لم يقوم بعد لسانه بله أن يتبحر في علوم اللغة كما لو ألزمتني بحكاية القاضي عياض الاجماع على تفضيل موضع قبر النبي صلى الله عليه و سلم على ما سواه من المواضع الا ان مجتهدا عالما بمراتب الاجماع و مراتب حجيته كشيخ الاسلام لم يقبل منه مجرد الحكاية بل نقد حكاية الاجماع هناك كما انتقدها هنا و هنامحل الاستفسار التالي : اليس لانتقاده هذا وجه قوي ان تأملناه؟اذ كيف يجمع كل اهل اللسان على معنى و لا ينقل شاهد واحد على ذلك من كلام العرب كما يطالب به شيخ الاسلام وكما نقل الكثير منها في لفظ الصلاة و الزكاة ؟كما لم ينقل اي قول لصحابي أو تابعي يؤيد اجماع القاضي عياض سواء بدلالة الظاهر أو التضمن؟*بل جميع ظواهر الكتاب و السنة على خلاف هذا الاجماع و معه كل أقوال الصحابة و التابعين بلا خلاف و هم بلا شك على علم كبير بالعربية و ما تنحوه العرب في كلامها و لم ينقل عنهم ما يدل على أنه نقل معناه في الشرع كما نقل في الزكاة مثلا عن قتادة و غيره ...نعم قد نقل عن ابن عباس و غيره من السلف أن الايمان هو التصديق الا ان من جمع كافة عباراتهم تبين له أنهم لم يحصروا التصديق في التصديق القلبي كما تدعيه الجهمية لغة تماما كما ذكر شيخ الاسلام بل كان يعني عندهم التصديق بالفعل و بأعمال القلوب و لعل هذا يكون مقصود من حكى الاجماع من المتقدمين و هذا يقودنا لاستفسار آخر ...هل مقولة " إرجاع المسألة إلى أهلها فرعا وأصلا"هي على اطلاقها؟ألا تتجه هذه المقولة فقط ان لم يكن المتلقي1- قادرا على تبينها و فهم دقائقها حتى تكون واضحة عنده من جهة-2- أو ان عارضت المسألة مسألة أوضح واقوى عنده وان لم تتضح عنده هذه المسألة بعينها كما نرد نحن حكاية كثير من أئمة الطبيعيات الاجماع على نظرية النشوء و الارتقاء و ان لم نكن قادرين على تبينها مثل اهلها لمعارضتها لما هو اوضح و أقوى دليلا عندنا ...و في مسألتنا هذه نجد أن شيخ الاسلام يضرب بسهم وافر في علوم اللغة وان لم نعر بالا لشهادات من عاصره فالمباحث اللغوية التي تطرق لها في كتبه قاضية بذلك ففيها من العمق ما لا يخفى..و من جهة اخرى نجد أن الصحابة ايضا و التابعين بشهادة الجميع كانوا متمكنين من العربية سليقة و طبعا وعلماؤهم من اعلم الناس بمذاهب العرب في كلامها و مع ذلك اتفقوا على على خلاف هذا الاجماع بمعناه الجهمي مع توارد ظواهر الكتاب و السنة على خلافه و هما قمة ما يطمح للاستشهاد به أي لغوي فكم تقرأ في خلافات البصريين و الكوفيين و اختلاف شرائطهم في النقل و احتجاج بعضهم على بعض بالقرائن فترى ان وجد أحدهم كلاما لأعرابي أو لشاعر خال من شبهة اللحن أو من عادة استعمال المهجور و الغريب من الألفاظ و البعد عن المولدين و المحدثين تكاد تحس بالفرحة تتطاير من حروف الكتاب مع ما ينتظره من غريمه المنافس من الطعن و التشكيك فكيف ان وجد آية أو حديثا تؤيد مذهبه و عليه تواردت اقوال كافة اهل الحاضرة من الصحابة و التابعين؟فلعل هذا هو ما قصده شيخ الاسلام بقوله "فان قيل هذا يقدح فى العلم باللغة قبل نزول القرآن قيل فليكن..." ان نقل أوضاع اللغة قد يقبل ما دام لم يعارض النقل الأوثق لألفاظ و معاني الوحيين- كما يعلم من تقسيم اللغويين لأنواع النقل في اللغة -و الا كان دالا على علة قادحة في هذا النقل و خاصة على قول من يقول من اللغويين -كابن فارس - أن لغة العرب توقيف و ان شتاتها جمع للنبي صلى الله عليه و سلم و هذا و ان طعن فيه من جهة الاصطلاحات الحادثة كما يقول ابن جني لكن الطعن لا يستقيم في أصل المواضعات كماذكر هو نفسه و هو من كبار المعتزلة...و في رد شيخ الاسلام على الامام فخر الدين الرازي في دعواه افادة السمعيات للظن فقط شيء كثير من البحث في أصول نقل اللغة يوافق فيها الرازي و يخالفه و كلام الامام الرازي معتمد عند كثير من متأخري اللغويين و الأصوليين في كلامهم عن طرق تبوث اللغة لا يكادون يتعقبونه بشيء..و كما قلتم فالموضوع كبير وليست هذه الا استفسارات و اشكالات لاستثارة القرائح فلعل عالما به يمر و يفيدنا
    __________________
    *ولعل هذا هو وجه مطالبة شيخ الاسلام الباقلاني بدليل على ما نفاه من أنهم لم يكونوا يعرفون معنى في اللغة للايمان الا معنى التصديق القلبي وان حكاية الاجماع هنا قول بلا علم لأنه لم يذكر مستنده فيه فهو يطالبه بشاهد و لو كان واحدا كما نطالب القاضي عياض بقول واحد من الصحابة او التابعين أو أئمة الفقهاء يقول بما ادعى الاجماع عليه و لهذا لا يمكن مقارنته بحكاية أحمد للاجماع في تفسير الآية لأنه قد نقل من كان يقول به من الصحابة و التابعين قبل حكاية الامام أحمد للاجماع و من خالف انما خالف في صورة لا تشملها حكاية الامام احمد له و لهذا حكى قريبا منه على الأصح من كان قبله كالزهري و أقره من جاء بعده كابن عبد البر فلا شك أن حكاية مثل هذا الاجماع حكاية قويةو ان افترض وجود مخالف بخلاف من حكى اجماعا و لم يعرف قائل به بل عرف عن الكافة خلافه

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية مشاهدة المشاركة
    فهو يسلك فيه نهج الاجتهاد أفلا يكون من التعسف مناقشة ما يقول بالزامه أحكاما هي تلزم المقلد في هذا العلم لا المجتهد فيه؟؟؟
    هذا من الأخطاء الشائعة عند بعض أهل العلم فضلا عن كثير من طلبة العلم.
    فإن الإجماع يلزم الأخذ به مطلقا، ولا يستثنى منه مجتهد أو غيره، وأصلا لا يصح الترجيح في مسائل العلم إلا للمجتهد، فالمقلد ليس له إلا أن يأخذ قول مقلده فقط.

    ولكن نقاش شيخ الإسلام وغيره إنما هو في: هل هذا الإجماع صحيح؟ وهل له وجود؟
    هذا ما ينبغي المناقشة فيه؛ لأن الإجماع ليس معناه أن يقول بعض العلماء: (أجمع العلماء على كذا)، وإنما معناه تحقيق معنى الإجماع، فكثير من العلماء يحكون الإجماع في مسائل وقع فيها الخلاف، بل نقل الإجماع على خلافها أحيانا، ولذلك نرى تفاوت مراتب أهل العلم في حكاية الإجماع.

    ثم إن الإجماع اللغوي يختلف عن الإجماع الشرعي، وكثير من العلماء - ومنهم الأزهري - يعبرون بالإجماع عن اتفاق أهل الكوفة والبصرة فقط.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    هناك أمر آخر..
    وهو أن نقل الإجماع في مسألة تتعلق بفن من الفنون..وكان لهذه المسألة تعلق بالشرع..
    فلا يلزم أن يكون حجة في كل حال..فهناك مثلا ما يشبه الإجماع بين الأطباء أن ختان الإناث مؤذ..
    ولا عبرة بكلامهم..
    وجماهير أهل اللغة..ليسوا على جادة السلف في الاعتقاد بل كثير من كبرائهم معتزليون..
    والله أعلم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    كلام الأخ أبي القاسم فيه نظر
    فإجماع أهل الفن حجة على غيرهم، ولا عبرة بخلاف غيرهم.
    وأما إجماع الأطباء على أن الختان مؤذ، فهذا خطأ واضح، فأنا أعرف كثيرا من الأطباء والطبيبات يختنون ويختن، ولا يقول أحد منهم إن الختان مؤذ.

    وأما أن جماهير أهل اللغة معتزليون فهذا أيضا فيه نظر؛ فأكثر أئمة اللغة المتقدمين كانوا من أهل السنة، أو على الأقل ليس لهم خلاف معروف لأهل السنة في مسائل الاعتقاد.
    وهذا حتى القرن الرابع، أما بعد القرن الرابع، فأكثرهم على المنهج الأشعري، ولكن لم يظهر تأثير واضح كبير لذلك على مسائل الاعتقاد.

    ونحن كلامنا عن إجماع أهل اللغة، وليس عن كلام الأشاعرة منهم أو المعتزلة، ولا شك أنه لا يمكن أن يتحقق إجماع لأهل اللغة بقول أشاعرتهم فقط أو شبه ذلك.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    Lightbulb رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    غالبا ما تكون الاعتراضات على ما حققه شيخ الإسلام من المسائل هي اعتراضات واهية ، تجد الأجوبة عليها من نفس كتب الشيخ وكلامه . ومنها هذا الموضوع . فليمعن النظر فيها وفيها بغيتنا بإذن الله تعالى .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    Lightbulb رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    عودة إلى بيت القصيد :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم
    قال الأزهري في تهذيبه: واتفق أهل العلم من اللغويين وغيرهم أن (الإيمان) معناه: التَّصديق
    وتبعه على حكاية الإجماع الزبيديُ في تاجه
    وهو الذي ذكره أهل اللغة كما في القواميس والمعاجم
    وهو موجود في كلام السلف كسعيد بن جبير
    أليس إجماع أهل الفن حجة لا تجوز مخالفته فكيف إذا شاركهم على هذا الإجماع غيرهم
    هل تعلمون من نقض هذا الإجماع ؟؟ بذكر خلافٍ عن أهل اللغة
    من ناقش أدلة شيخ الإسلام التي ذكرها في الإيمان الكبير؟؟
    السهيلي سابق لشيخ الإسلام في نفي الترادف بين الإيمان والتصديق من وجهين
    كما ذكره السبكي في الإبهاج وناقشه
    وفقك الله !
    هذا الإجماع أصلا لا ينتقضه شيخ السلام . فكيف تجعله مخالفا لقوله حتى تطلب منا المناقشة ؟!
    وهاكم كلام الأزهري في ذلك الموضع :
    وأما " الإيمان " فهو مصدر: آمن يؤمن إيمانا؛ فهو مؤمن.
    واتفق أهل العلم من اللغويين وغيرهم أن " الإيمان " معناه: التَّصديق؛ وقال الله تعالى: (قالت الأَعْرابُ آمنّا قُلْ لم تُؤْمنوا ولكن قُولُوا أَسْلَمْنا). وهذا موضع يحتاج الناس إلى تفهمه، وأين ينفصل المؤمن من المسلم، وأين يستويان؟ فالإسلام إظهار الخضوع والقبول لما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم، وبه يُحقن الدم، فإن كان مع ذلك الإظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإيمان، الذي يقال للموصوف به: هو مؤمن مسلم، وهو المؤمن بالله ورسوله، غير مرتاب ولا شاك، وهو الذي يرى أن أداء الفرائض واجب عليه، وأن الجهاد بنفسه وماله واجب عليه، لا يدخله في ذلك ريب، فهو المؤمن وهو المسلم حقًّا؛ كما قال الله تعالى: (إنما المُؤمنون الذين آمنُوا بالله ورسوله ثم لم يَرْتَابوا وجاهَدوا بأموالهم وأَنْفُسهم في سَبِيل الله أولئك هم الصَّادقون). أي: أولئك الذين قالوا إنا مؤمنون، فهم الصادقون.
    لاحظ أنه عنى بهذا الإيمان ما وقر في القلب وأظهره العمل !
    فنفس التصديق لا يقتصر على التصديق القلبي من غير وجود لوازمه .
    ألم يقل صاحب الصحاح : (والصِدِّيقُ: الدائمُ التَصْديقِ، ويكون الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعمل) .
    ثم يقول الأزهري :
    فأما من أظهر قبول الشريعة واستسلم لدفع المكروه، فهو في الظاهر مسلم وباطنه غير مصدِّق، فذلك الذي يقول: أَسلمت، لأن الإيمان لابد من أن يكون صاحبه صدِّيقاً؛ لأن قول: آمنت بالله، أو قال قائل: آمنت بكذا وكذا، فمعناه: صَدّقت، فأخرج الله تعالى هؤلاء من الإيمان، فقال: (ولمّا يَدْخل الإيمانُ في قُلوبكم)، أي: لم تصدقوا إنما أسلمتم تعوُّذاً من القتل.
    ويقول بعد ذلك :
    فالمؤمن مُبطن من التصديق مثل ما يظهر، والمسلم التامّ الإسلام مُظهر الطاعة مؤمن بها، والمسلم الذي أظهر الإسلام تعوُّذاً غير مؤمن في الحقيقة، إلا أن حُكمه في الظاهر حُكم المسلمين. وقال الله تعالى حكاية عن إخوة يوسف لأبيهم: (وما أَنت بمُؤمن لنا ولو كُنّا صادقين). لم يختلف أهل التفسير أن معناه: وما أنت بمصدِّق لنا.
    ومعلوم أن التصديق الوارد في تلك الآية ليس مجرد اعتقاد الصدق والحقيقة ، بل ما تعدى إلى أعمال القلب والجوارح مثل عدم الغيض والغضب واللوم والضرب . وقال الأزهري بعده :
    والأصل في الإيمان الدخول في صدق الأمانة التي ائتمنه الله عليها، فإذا اعتقد التَّصديق بقلبه كما صدَّق بلسانه، فقد أدى الأمانة وهو مؤمن، ومن لم يعتقد التصديق بقلبه فهو غير مؤدٍّ للأمانة التي ائتمنه الله عليها وهو منافق. ومن زعم أن الإيمان هو إظهار القول دون التصديق بالقلب، فإنه لا يخلو من وجهين: أحدهما: أن يكون منافقاً ينضح عن المنافقين تأييداً لهم. أو يكون جاهلاً لا يعلم ما يقوله وما يُقال له، أخرجه الجهل واللَّجاج إلى عناد الحق وترك قبول الصواب.
    أعاذنا الله من هذه الصفة وجعلنا ممن علم فاستعمل ما علم، أو جهل فتعلم ممن علم، وسلمنا من آفات أهل الزَّيغ والبدع. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
    واضح أن هذا الكلام مساره الرد على أمثال الكرامية ممن قصروا معنى الإيمان على مجرد التصديق باللسان .
    ثم ختم الأزهري رحمه الله هذا لبيان بقوله القويّ الموافق لبيان شيخ الإسلام ، بل أشد (لكونه لم يفرق بين مطلق الإيمان وبين الإيمان المطلق) :
    وفي قول الله تعالى: (إنما المُؤمنون الذين آمنُوا بالله ورسوله ثم لم يَرْتَابوا وجاهَدوا بأموالهم وأَنْفُسهم في سَبِيل الله أولئك هم الصَّادقون) ما يبين لك أن " المؤمن " هو المُتضمن لهذه الصفة، وأن من لم يتضمن هذه الصفة فليس بمؤمن، لأن " إنما " في كلام العرب تجيء لتثبيت شيء ونفي ما خالفه. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    وقال النضر: قالوا للخليل: ما الإيمان؟ فقال: الطمأنينة. قال: وقالوا للخليل: تقول: أنا مؤمن؟ قال: لا أقوله. وهذا تزكية.
    أتراه يقول بعد هذا أن معنى (الإيمان) في اللغة هو مجرد (التصديق القلبي) دون (التصديق الساني) ولا (التصديق العملى) . . . ؟!
    أترى أن الخليل ينفي عن نفسه ذلك التصديق المجرد ؟!

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    كلامي عن ختان الإناث بارك الله فيك
    ولم أقل الجماهير معتزلة

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    ومما ينبه في هذا الصدد أن التقسيم الثلاثي لحقائق الألفاظ إلى الشرعية والعرفية واللغوية تقسيم حادث لا أصل له في كلام السلف ولا أهل اللغة . وما هو إلا أثرا من آثار تقسيم الألفاظ (أو المعاني أو الدلالات) إلى الحقيقة والمجاز - ما هو معروف نقده من شيخ الإسلام رحمه الله . ولم يبعد عن أذهاننا طريقة الأزهري في كلامه الذي نقلته آنفا من عدم تفريقه بين (الحقائق اللغوية) و (الحقائق الشرعية) في معنى "الإيمان" . فإن الراجح في تصرف الشارع للألفاظ أنه تصرف أهل العرف فيها . فالله تعالى في القرآن مثلا لا ينقل لفظ (الحج) ولا (التيمم) من معناهما في اللغة الذي هو (القصد) ، وإنما استعلمهما مقيدين بما يبين المراد . فقال تعالى : (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) ، وقال : (فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم) . فلم يأمرهم بالحج المطلق ولا التيمم المطلق ، بل أمرهم بحج البيت وتيمم الصيد متبع إياه مسح الوجه واليدين . فليس ههنا نقل ولا شركة ولا مجاز . ثم لما تبين لهم حدود تلك الأوامر ، استعمل الشارع تلك الألفاظ معرفة بألف ولام العهد ، فقال تعالى مثلا : (وأتمموا الحج والعمرة لله) ، وقال : (وأقم الصلاة لذكري) ، وقال : (الصلاة عماد الدين) وقال : (الصدقة برهان) .
    وإنما تحدث أمثال شيخ الإسلام في أن نصوص الكتاب والسنة يطلب معانيها وحدودها أولا من نفس المصادر الشرعية . فإن لم نجد ، فنلتمس تلك المعاني من العرف كحدود الوسق والقُلة والسفر . فإن لم نجد في النصوص ولا في عرف العرب أو عرف الصحابة ما يبين تلك المعاني (لجهلنا لها رأسا) ، فنطلبه من اللغة . . أي نطلب تفسير تلك الألفاظ من استعمال أهل اللغة لها في غير النصوص الشرعية أو من بيان نقلة اللغة من أئمة المعاجم والقواميس . وليس هذا تقسيم الحقائق إلى الشرعية والعرفية واللغوية . وهذا لطيفٌ يحسن الانتباه إليه مرارا حتى لا تزل بنا الأقدام . وليت الشيخ عمر بازمول رحمه الله ينتبه وينبه على هذا في كتابه المسمى : (الحقيقة الشرعية في الكتاب والسنة النبوية)
    والله أعلى وأعلم .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    أخي نضال قد قلتُ:
    [QUOTE]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا
    أولا: ينبغي حصر الكلام في الحقيقة اللغوية وطرق إثباتها ومناقشة الإجماع المحكي أما الكلام عن الحقيقة الشرعية فلا خلاف فيه لأنه حتى وإن ثبت الإجماع فإنه منقول إلى تصديق خاص وهو التصديق الشرعي كما هو مقرر بالأدلة في كتب الاعتقاد
    فلا حجة للجهمية ومن تبعهم في نقل هذا الإجماع لأنه تقرر في الأصول أن الحقيقة الشرعية مقدمة على اللغوية
    وكلام الأزهري الذي نقلتَه في الاصطلاح الشرعي لا اللغوي ألا تراه حكى عن اللغوي الإجماع
    وإنكار أبي العباس للإجماع الذي حكاه القاضي يوضحه
    وكذا نقل الزبيدي له
    وكذا لو أنك ألقيت نظرة سريعة على المعاجم لتبين لك ذلك
    وكذا باقي من تكلم في المسألة من غير أهل اللغة فإنهم عندما يستدلون على مذاهبهم في الإيمان يحتجون بنقل أهل اللغة المذكور
    فالأزهري فسر الإيمان أولا لغويا ثم تكلم عليه شرعيا ورد على المخالفين فيه
    وهو واضح

    بل جميع ظواهر الكتاب و السنة على خلاف هذا الاجماع و معه كل أقوال الصحابة و التابعين بلا خلاف و هم بلا شك على علم كبير بالعربية و ما تنحوه العرب في كلامها و لم ينقل عنهم ما يدل على أنه نقل معناه في الشرع كما نقل في الزكاة مثلا عن قتادة و غيره ...نعم قد نقل عن ابن عباس و غيره من السلف أن الايمان هو التصديق الا ان من جمع كافة عباراتهم تبين له أنهم لم يحصروا التصديق في التصديق القلبي كما تدعيه الجهمية لغة تماما كما ذكر شيخ الاسلام بل كان يعني عندهم التصديق بالفعل و بأعمال القلوب
    تقدم أن الإجماع اللغوي المحكي إن ثبت لا يناقض إجماع السلف على تعريف الإيمان التعريف الشرعي لأنا نقول أن المعنى اللغوي منقول إلى الشرعي يعني المطلوب من العباد هو المعنى الشرعي لا اللغوي
    فيمكن أن يكون السلف من الصحابة والتابعين تكلموا عن المعنى الشرعي فإذا سئلتهم عن اللغوي قالوا هو التصديق لكن المطلوب من العباد المعنى الشرعي لا اللغوي
    بمعنى آخر لا يرد هذا الإجماع المحكي إلا بإثبات أن الإيمان لغة عند السلف لا يرادف التصديق فقط بل هو تصديق وقول وعمل كالشرعي


    غالبا ما تكون الاعتراضات على ما حققه شيخ الإسلام من المسائل هي اعتراضات واهية
    أخي لو كانت المسألة شرعية أكثر منها لغوية لسلمتُ لك بهذه الهيبة
    لكن معلوم أن أبا العباس رحمه الله وإن كان عالما باللغة وفنونها إلا أنه يصنف في علماء الشريعة لا اللغة وهذا لا جدال فيه
    ولذلك لا يذكر في طبقات أهل اللغة والنحو وإنما يذكر في طبقات علماء الشريعة
    ومعلوم الفرق بين من قصر نفسه على علم اللغة وبين من جمع بينه وبين غيره وتخصص في غيره وقصر نفسه على غيره من الفنون
    أضف إلى ذلك أن أن المسألة محكيٌ فيها الإجماع من أهل الاختصاص على خلاف قوله رحمه الله

    والله لا أشك في فرط ذكاء شيخ الإسلام وعلو كعبه ودقته وتحقيقه
    ولما قرأت أدلته في هذه المسألة بهرت وعجبت من غوصه على المعاني ودقائق العلوم
    إلا أن الأمر كما وصفت لكم والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    ومما ينبه في هذا الصدد أن التقسيم الثلاثي لحقائق الألفاظ إلى الشرعية والعرفية واللغوية تقسيم حادث لا أصل له في كلام السلف ولا أهل اللغة
    هذا فيه نظر كبير يا أخي وكون السلف لم يجر هذا الاصطلاح على لسانهم لا ينفي وقوعه عندهم فكم من مصطلح حادث في كثير من الفنون كان معروفا عند السلف معناه

    وهذا الكلام ذكرني بكلام الصنعاني غفر الله له في كتابه مزالق الأصوليين (وأنا أسميه مزالق الصنعاني) عندما أنكر أنواع الدلالات (المطابقة والالتزام والتضمن) قائلا وهل كان أبو ذر رضي الله عنه يعرف هذا التقسيم

    فالله الله في الحفاظ على مصطلحات العلوم فقد باتت عرضة ومرمى للسهام لا مدافع عنها ولا منافح
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    ثم إن الإجماع اللغوي يختلف عن الإجماع الشرعي، وكثير من العلماء - ومنهم الأزهري - يعبرون بالإجماع عن اتفاق أهل الكوفة والبصرة فقط
    الذي أعلمه أن الخلاف بين هاتين المدرستين في مباحث النحو
    فهل هو كذلك في مباحث اللغة وتفسير موادها ؟
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    أخي الكريم أمجد . . . برجاء قراءة ردودي مرة ثانية ، ففيها جواب ماعلقتَه في مشاركاتك الأخيرة .

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم مشاهدة المشاركة
    كلامي عن ختان الإناث بارك الله فيك
    وأنا كلامي عن ختان الإناث أيضا !
    هل سألتَ طبيبا مسلما من أهل السنة فزعم أن الختان مضر ؟!
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى مشاهدة المشاركة
    الذي أعلمه أن الخلاف بين هاتين المدرستين في مباحث النحو
    فهل هو كذلك في مباحث اللغة وتفسير موادها ؟
    المدرستان فيهما اللغويون والنحويون، وأصلا الفصل بين النحو واللغة متأخر، وكذلك الفصل بين باقي علوم اللغة.
    فالمتقدمون من أهل العلم باللغة لم يكونوا يفصلون بين هذه العلوم، أعني فصلا تاما.
    فإذا نظرت في كتبهم فستجدها مشحونة بالمباحث النحوية المختلطة بالمباحث الصرفية والمباحث اللغوية، وكذلك المباحث البلاغية.
    وكتاب سيبويه مثلا كتاب لغوي من الدرجة الأولى، وهو أيضا كتاب نحوي، وكتاب صرفي، وأيضا فيه تعرض لكثير من مسائل البلاغة، بله مسائل التفسير وعلوم القرآن.

    وأئمة اللغة المشهورون هم من هاتين المدرستين البصرية والكوفية، ولذلك صار إجماعهم كأنه إجماع أهل اللغة قاطبة؛ لأن من سواهم لا يكاد يعرف.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: مخالفة السهيلي وشيخ الإسلام في تعريف الإيمان لغةً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى مشاهدة المشاركة
    وهذا الكلام ذكرني بكلام الصنعاني غفر الله له في كتابه مزالق الأصوليين (وأنا أسميه مزالق الصنعاني) عندما أنكر أنواع الدلالات (المطابقة والالتزام والتضمن) قائلا وهل كان أبو ذر رضي الله عنه يعرف هذا التقسيم
    فالله الله في الحفاظ على مصطلحات العلوم فقد باتت عرضة ومرمى للسهام لا مدافع عنها ولا منافح
    أحسنت يا أخي الفاضل بكلامك هذا، فكتاب الصنعاني هذا من أضر الكتب على طلبة العلم!
    ومن العجيب أن يصدر هذا الكتاب من الصنعاني، مع ما عرف من علمه في كتبه الأخرى، ومن قرأ باقي كتبه وجد نفسا مختلفا تماما عن نفسه في هذا الكتاب.

    ويكفي في اطراحه أنه منابذ لمناهج أهل العلم المعروفين.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •