إخواني في المجلس العلمي أرجو من حضرتكم المساعدة بمؤلفات ومراجع حول الاستئناس والاستشهاد على أقوال أهل البدع من المعتزلة والأشاعرة والماتريدة والمرجئة وغيرهم من أهل البدع.
وجزاكم الله خيراً
إخواني في المجلس العلمي أرجو من حضرتكم المساعدة بمؤلفات ومراجع حول الاستئناس والاستشهاد على أقوال أهل البدع من المعتزلة والأشاعرة والماتريدة والمرجئة وغيرهم من أهل البدع.
وجزاكم الله خيراً
يا إخواني أين فرسان المجلس جزاكم الله خيراً
اعذرني أخي لم أفهم ماهو طلبك بالضبط ؟!
فلو هل تقصد : حكم الإستشهاد بكلام أهل البدع ؟
فعلا السؤال غير واضح ، بارك الله فيك .
أشكر الأخوان : أبو سليمان الروقي. وعلي أحمد عبد الباقي.
وأقول: قصدي من السؤال:البحث عن كتب ألفت في حكم الأستشهاد على كلام العلماء المحسوبين على أهل البدع من الأشاعرة وغيرهم. وحاصة في المسائل العقيدة.
والذي بعثني على طرح هذا السؤال أني رأيت بعض المرجئة الجهمية غمزوا كتاب عارض الجهل للشيخ أبي العلا بأنه ملأ الكتاب بأقوال أهل البدع. وقالوا كيف نحتج بأقوال المبتدعة على إثبات منهج السلف في مسائل الأسماء والأحكام.
ولعلي وضحت السؤال لحضرتكم. وأنتظر ما لديكم من الدواء.
ودمتم على خير
أخي الفاضل ..
إذا كان هؤلاء المبتدعة الذين ذكرتهم -من جهمية وغيرهم- وصموا هذا الكتاب بالذي ذكرت !
فالذي أظنه أنهم يقصدون بالمبتدعة .. أهل السنة والجماعة
إذ غالب من استشهد بهم المؤلف هم من أهل السنة والجماعة
فهم يرون أن من خالفهم في الطريقة والمنهج هو المبتدع ..
فلذلك -والعلم عند الله- قالوا ماقالوا عن الكتاب !
والله المستعان !
وإن أحببت أن تتأكد أخي الحبيب فاسألهم عن هؤلاء الذين ذكرهم المؤلف في كتابه
ماهي أسمائهم وماهي مناهجهم ( في نظرهم ) فسيتضح لك جليا ماذكرته لك .. والعلم عند الله .
أخي العزيز هؤلاء يدعون أنهم سلفية أقحاح.
ولكنهم في الحقيقة يقررون أصول المرجئة الجهمية، وقالوا من استشهد بقولهم من الشافعية كلهم من الأشاعرة إلا الإمام الشافعي، وشكك في عقيدة ابن جرير الطبري.
أما الأحناف فجميعهم ماتريدية وفيهم صوفية قبورية منهم من أوصى أن يدفن بجوار ابن عربي الطائي المشرك الملحد.
وكذلك المالكية.
هذا دعواهم بارك الله فيك يا أخي.
الإخوة الأفاضل
نريد الكتابة في الموضوع كمسألة علمية بعيدًا عن شخصنتها والانحراف بها إلى ما لا يفيد .
السؤال بصورة أخرى : هل يصح أن نستشهد بكلام المبتدعة في بعض المسائل العقدية التي وافقوا فيها أهل السنة ؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين ، وبعد: فأهل البدع المخالفين للسنة على دركات فمنهم من خالف السنة في جميع الأصول : في الأسماء والصفات ، وفي القدر ، وفي الإيمان ( باب الأسماء والأحكام ) ، وفي الإمامة والموقف من الصحابة.
ومنهم من خالف في باب واحد ووافق السنة في باقي الأبواب ، ومنهم من وافق أهل السنة في جميع الأبواب في الجملة لكنه خالف في بعض المسائل كمن وافق أهل السنة في أصول باب الصفات لكنه أخطأ بتأويل صفة واحدة أو نفي صفة واحدة بشبهة عرضت له.
ولا يخفى عليك أن أخف هؤلاء جميعًا الأخير فإنه حقيقة من أهل السنة ، لأنه لم يخالف السنة ولا في أصل واحد من أصولها ، لكنه أخطأ - كما ذكرت لك - في مسألة من فروع مسائل العقيدة فهذا من أهل السنة يستشهد بكلامه ويذكر ويترحم عليه ويدعى له ويستغفر له ، ونبين ما أخطأ في بأدب يحفظ له حشمته ومكانته.
أما من خالف أهل السنة في أصل كبير من أصولهم أو خالفهم في أكثر من أصل فليس معدودًا في أهل السنة ، وينبغي عدم إشهاره ورفع ذكره حتى لا تروج بدعته على الناس ، بل يجب التحذير منه وبيان خطئه للناس إن كان داعية لبدعته ويروج أمره عليهم فيفتنون به ، لكن فكرة التحذير من المبتدع وهجره لها ضوابط واعتبارات أخرى تختلف من بلد لأخرى ، وينظر فيها للمصلحة الشرعية المعتبرة لدى العلماء ، وهذه النقطة موضع تفصيل ليس هذا محله.
لكن أحيانًا أكون في مناظرة لبعض أهل البدع في باب مثل باب الإيمان مثلا وهناك من أهل البدعة من هو عظيم عند المخالف فإن نقلت قول المبتدع فيما وافق فيه السنة لهذا المخالف يكون ذلك أدعى لتقبله الحق الذي عندي.
ونحن كثيرًا نناقش المستشرقين الكفار المتعصبين على الإسلام فننقل لهم أقوال إخوانهم في دينهم ممن لم يعرف بالتعصب على الإسلام والمسلمين رجاء أن ينفتح قلبه للحق فينتفع بذلك ويلقي الله في قلبه الهدى .
فمن هذا الباب يمكن نقل كلام المبتدعة على هذا الوجه ، أما نقل كلام المبتدعة للترويج لهم وبدون فائدة ترجى مع توفر كلام أهل السنة العاملين بها والمعروفين بدفاعهم عنها ، فهذا مخالف لهدي السلف وعلماء الأمة ومخالف لقواعد الشرع والعقل معًا ، والله أعلم
أخي العزيز بارك الله فيك لا أخالف معك في الموضوع، ولكن كنت أبحث هل لهؤلاء القوم من حجة أم كان قصدهم اللمز بالكتاب فقط.
يا أخي الفاضل هذا باب عظيم من العلم غلط فيه كثير من الناس بين إفراط وتفريط ، فلا يصح أن نهمل هذا الباب ونتراخى فيه لأن البدعة باب شر عظيم وفتنة ، كما لا يصح أن نخرج بالتحذير من المبتدع وهجره عن مقصوده الشرعي من مناصحة الناس وردهم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونتخذ الهجر والتحذير مقصودًا لذاته ، والحق أن رد المبتدع عن بدعته أو المقصود فإن حصل بغير الهجر والتشهير بالمبتدع مما هو أخف منه فالحمد لله على توفيقه.
والإفراط والتفريط في هذا الباب شر ، وقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية من أفقه الناس وأعلمهم في التعامل مع أهل البدع والرد عليهم فعليك بكتبه واستعن بكتاب فضيلة الشيخ العلامة الدكتور عبد الرحمن المحمود (( موقف ابن تيمية من الأشاعرة )) فهو كتاب مفيد.
ويجب أن نضع في اعتبارنا في هذا الباب أن هجر أهل البدع والتحذير منهم مرتبط بالمصلحة الشرعية فمن كان من أهل البدع تصلح معه المناصحة باللين وهو قريب الرجوع عن أخطائه وليس من أهل الكبر والمغالطة ، فلا يصح أن يكون الإنكار عليه بالإغلاظ له ؛ لأن ذلك قد يأتي بعكس من نرجوه من توبته ورجوعه وصلاح حاله.
والكلام في هذا يطول جدًّا ، والحقيقة أنه قد ظهرت جماعة من طلبة العلم يطبقون سنة هجر المبتدع وأهل المعاصي والإنكار عليه دون نظر للحال والمآل ، فأدى ذلك لمضار شرعية وظهور كثير من الفرقة والاختلاف التي كان يمكن أن تتلاشى وتختفي - أو على الأقل تضيق - لو سلك غير هذا الطريق في التحذير منهم والتعامل معهم.
وعلى الطرف الآخر أدى التهاون المفرط مع كثير من المبتدعة إلى ظهور رايتهم وعلو كعبهم عند الناس وهذا جعل الفتنة بهم عظيمة وضررهم على الناس كبير .
والخلاصة أن هذا الباب باب عظيم من أبواب الجهاد لكنه يحتاج إلى علم وفقه وإخلاص شديد . والموفق من وفقه الله.