بعد الاستعانة بالله وحمده والصلاة على خير البشر
فإن اليسر في شريعتنا والحمد لله سمة بارة، ولأن الأصل في التشريع حين نزل السماحة واليسر، كما قال تعالى: (..وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم..) ولما صح في الحديث: ( إنما بعثت بالحنيفية السمحة)، فأصل وضع الشرع مبني على اليسر؛ وإنما على العباد الائتمار والتطبيق.
ورفع الحرج وخاصة في شعيرة الحج اكنتفه خلطٌ بين مفهومين:
المفهوم الأول: التشدد وعدم قبول ما أباحه الله مما ثبتت به الأدلة الصحيحة أو مما كان للاجتهاد المستوفى لشروطه فيه مجال، وهذا من التضييق لما وسع الله فيه.
والمفهوم الثاني: التساهل في تطبيق الهدي النبوي في المنسك إلى حد التفريط وعدم المبالاة في تجاوز الحدود الشرعية، مما يجعل بعضهم يرفع شعار (افعل ولا حرج) في كل مسألة.
ولا ريب أن كلا طرفي قصد الأمور ذميم، فالأصل في المسلم الاتباع ما وجد لذلك سبيلا، وليكن ديدن العبد السؤال عن الهدي النبوي لاقتفاءه والسير على أثره لا محاولة التفلت منه أو الروغان عنه.
تقبل الله من الجميع صالح العمل، وحفظ الحجاج من كل مكروه.