تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 6 من 9 الأولىالأولى 123456789 الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 120 من 165

الموضوع: سأل رجلٌ حكيماً

  1. #101
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb لعلّه خيراً

    لعلّه خيراً
    كان لأحد الملوك وزير حكيم، وكان الملك يقربه منه، ويصطحبه معه في كل مكان، وكان كلما أصاب الملك ما يكدره، قال له الوزير: "لعله خيراً"، ويحاول الوزير أن يستنبط للأمير الحكمة من هذا البلاء الذي وقع به، فيهدأ الملك، وفي إحدى المرات قُطع إصبع الملك، فنظر الأمير إلى الوزير!
    فقال الوزير: "لعله خيراً"، وسكت!!! لم يستطع أن يستنبط الحكمة فيما وقع للأمير، فغضب الملك غضباً شديداً، وقال: ما الخير في ذلك؟ وأمر بحبس الوزير.
    فقال الوزير الحكيم "لعله خيراً".
    ومكث الوزير فترة طويلة في السجن، وفي يوم خرج الملك للصيد، وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته, فمرّ على قوم يعبدون صنماً فقبضوا عليه ليقدّموه قرباناً للصنم، ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا أنّ قربانهم إصبعه مقطوع، فانطلق الملك فرحاً بعد أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضرّ، وأول ما أمر به فور وصوله القصر أن أمر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجن، واعتذر له عما صنعه معه، وقال: أنه أدرك الآن الخير في قطع إصبعه, وحمد الله تعالى على ذلك.
    ولكنه سأل الوزير عندما خرج من السجن، فقال له: عندما أمرت بسجنك قلت "لعله خيراً" فما الخير في ذلك؟ فأجابه الوزير: أنه لو لم يسجنه.. لَصاحَبَهُ في سفره للصيد، فكان سيذبح ويُقدم قرباناً بدلاً من الملك لأنه ليس به إصبع مقطوع. فكان في صنع الله كل الخير
    الدروس المستفادة:
    لا تنظر تحت قدميك وتبتئس بما حدث، لعله في المستقبل خير، قال تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ، وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23]، كما لا تفرح بما هو آت فقد يكون فيه مهلكتك، ولذلك تقول العرب: "شَرُّ أَيَّام الدِّيكِ يَوْمُ تُغْسَلُ رِجْلاَهُ".
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  2. #102
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb السعادة من داخلك

    السعادة من داخلك
    يُحكى أنّ أميراً هندياً غنياً كان يحيا في الترف، و مع ذلك لم يكن سعيداً، فجمع حكماء إمارته واستشارهم عن سرّ السّعادة؟ وبعد صمت وتفكير، تجرأ واحد منهم وقال: "يا صاحب السمو، لا وجود للسعادة على وجه الأرض، ومع ذلك أبحث عن رجل سعيد، وإذا وجدته خذ منه قميصه والبسْه فتصبح سعيداً.
    ركب الأمير جواده وذهب، سأل الناس ليعرف مَن السّعيد بينهم، البعض منهم تظاهر بالسعادة، فقال أحدهم: أنا سعيد ولكن على خلاف مع زوجتي، وقال آخر: أنا مريض، وآخر أنا فقير ...
    تحت وطأةِ الكآبة توجّه الأمير إلى الغابة، علّه يهون على نفسه، ولمّا دخلها سمع في البعيد صوتاً جميلاً يترنّم بأغنية حلوة، كلما اقترب من الصوت، تبيّن أنه يعبِّر عن سعادة عند صاحبه... ولمّا وصل إليه، رأى نفسه أمام رجل بسيط، فقال الأمير: هل أنت سعيد كما يبدو لي؟ أجابه: بدون شك أنا سعيد جداً، فقال الأمير: إذن أعطني قميصك لأصبح سعيداً مثلك! وبعد صمت طويل، حدّق فيه الزاهد بنظره الصافي العميق، وابتسم وقال: قميصي؟ كم يسعدني أن أعطيك إياه! ولكنّني استغنيت عنه منذ زمن بعيد لمن هو أحوج إليه منّي، ولذلك أصبحت سعيداً !!
    الدروس المستفادة:
    (ليست السّعادة في قميص تَلـبَسه، بل في شخص آخر تُلبِسه).
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  3. #103
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb الحصاتين

    الحصاتين
    قديما وفي أحد قرى الهند الصغيرة، كان هناك مزارع غير محظوظ لاقتراضه مبلغا كبيرا من المال من أحد مقرضي المال في القرية، مقرض المال هذا – عجوز و قبيح – أعجب ببنت المزارع، لذا قدم عرضا بمقايضة، قال: بأنه سيعفي المزارع من القرض إذا زوجه ابنته، ارتاع المزارع و ابنته من هذا العرض، عندئذ اقترح مقرض المال الماكر بأن يدع المزارع وابنته للقدر أن يقرر هذا الأمر، أخبرهم بأنه سيضع حصاتين واحدة سوداء والأخرى بيضاء في كيس النقود، و على الفتاة التقاط أحد الحصاتين.
    1. إذا التقطت الحصاة السوداء، تصبح زوجته و يتنازل عن قرض أبيها
    2. إذا التقطت الحصاة البيضاء، لا تتزوجه ويتنازل عن قرض أبيها
    3. إذا رفضت التقاط أي حصاة، سيسجن والدها
    كان الجميع واقفين على ممر مفروش بالحصى في أرض المزارع، وحينما كان النقاش جاريا، انحنى مقرض المال ليلتقط حصاتين، انتبهت الفتاة حادة البصر أن الرجل التقط حصاتين سوداوين، ووضعهما في الكيس، ثم طلب من الفتاة التقاط حصاة من الكيس، الآن تخيل أنك كنت تقف هناك، بماذا ستنصح الفتاة؟
    إذا حللنا الموقف بعناية سنستنتج الاحتمالات التالية :
    1. سترفض الفتاة التقاط الحصاة
    2. يجب على الفتاة إظهار وجود حصاتين سوداوين في كيس النقود وبيان أن مقرض المال رجل غشاش.
    3. تلتقط الفتاة الحصاة السوداء وتضحي بنفسها لتنقذ أباها من الدين والسجن.
    تأمل لحظة في هذه الحكاية، إنها تسرد حتى نقدر الفرق بين التفكير السطحي والتفكير العميق، إن ورطة هذه الفتاة لا يمكن الإفلات منها إذا استخدمنا التفكير المنطقي الاعتيادي، فكر بالنتائج التي ستحدث إذا اختارت الفتاة إجابة الأسئلة المنطقية في الأعلى، مرة أخرى، ماذا ستنصح الفتاة؟ حسنا هذا ما فعلته الفتاة:
    أدخلت الفتاة يدها في كيس النقود وسحبت منه حصاة وبدون أن تفتح يدها، وتنظر إلى لون الحصاة تعثرت وأسقطت الحصاة من يدها في الممر المملوء بالحصى، و بذلك لا يمكن الجزم بلون الحصاة التي التقطتها الفتاة، "يا لي من حمقاء، و لكننا نستطيع النظر في الكيس للحصاة الباقية وعندئذ نعرف لون الحصاة التي التقطتها".
    هكذا قالت الفتاة، و بما أن الحصاة المتبقية سوداء، فإننا سنفترض أنها التقطت الحصاة البيضاء، وبما أن مقرض المال لن يجرؤ على فضح عدم أمانته، فإن الفتاة قد غيرت بما ظهر أنه موقف مستحيل التصرف به إلى موقف نافع لأبعد الحدود، هناك حل لأعقد المشاكل، ولكننا لا نحاول التفكير، أعمل بذكاء ولا تعمل بشكل مرهق.
    الدروس المستفادة:
    قال الله تعالى: { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}
    وقال الشاعر:
    فَلرُبَّ نازلة يضيق بها الفتى ... ذرعاً وعند الله منها المَخْرَجُ
    ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ... فُرِجَت وكنت أظنُّها لا تُفرج
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  4. #104
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb الحجاج والفتية الثلاث

    الحجاج والفتية الثلاث
    لمّا تولى الحجاج شؤون العراق، أمر مرؤوسه أن يطوف بالليل، فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه، فطاف ليلة فوجد ثلاثة صبيان فأحاط بهم وسألهم: من أنتم، حتى خالفتم أوامر الحجاج؟
    فقال الأول:
    أنا ابن الذي دانت الرقاب له ... ما بين مخزومها وهاشمها
    تأتي إليه الرقاب صاغرة ... يأخذ من مالها ومن دمها
    فأمسك عن قتله، وقال: لعله من أقارب الأمير
    وقال الثاني:
    أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره ... وإن نزلت يوماً فسوف تعود
    ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره ... فمنهم قيام حولها وقعود
    فتأخر عن قتله وقال: لعله من أشراف العرب
    وقال الثالث:
    أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه ... وقوّمها بالسيف حتى استقامت
    ركاباه لا تنفك رجلاه عنهما ... إذا الخيل في يوم الكريهة ولّت
    فترك قتله وقال: لعله من شجعان العرب
    فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج، فأحضرهم وكشف عن حالهم، فإذا الأول ابن حجام، والثاني ابن فوّال، والثالث ابن حائك، فتعجب الحجاج من فصاحتهم، وقال لجلسائه: علّموا أولادكم الأدب، فلولا فصاحتهم لضربت أعناقهم، ثم أطلقهم وأنشد:
    كن ابن من شئت واكتسب أدبا ... يغنيك محموده عن النسبِ
    إن الفتى من يقول هـأنـذا ... ليس الفتى من يقول كان أبي
    الدروس المستفادة:
    بغض النظر عن الحجاج وفعاله، لا ينكر أحد عليه ذكاءه ودهاءه، ولكن نظرة لما بين السطور: غير من طريقة عرضك لأفكارك، وانظر إليها بعين إكبار، ومجال أوسع، نظرتنا للأمور تغير من نظر الآخرين إليها.
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  5. #105
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb هذا الرجل اسمه سوشيرو هوندا Soichiro Honda

    هذا الرجل اسمه سوشيرو هوندا Soichiro Honda
    في عام 1938 كان سوشيرو شابا فقيرا، وكان كل ما يتمناه هو أن يبيع إحدى قطع الغيار التي قام بتصميمها إلى شركة تويوتا، وهو حلم كبير جدا على شاب في مقتبل عمره كما ترى، راح يبذل الكثير من المجهود في تصميم هذه القطعة وتصنيعها، وما أن انتهى حتى توجه إلى مصنع تويوتا ليحقق حلمه ويبيعها لهم، لكن مصنع تويوتا رفض!
    هل شعر بالفشل وقتها؟ بعد ذلك حاول من جديد، وسهر الليل محاولا تعديل هذه القطعة، فنجح واشترتها منه تويوتا أخيرا!! توفر المال مع صاحبنا هذا، فقرر أن يؤسس مصنعا ينتج قطع غيار السيارات، في ذلك الوقت كانت الحكومة اليابانية تستعد للحرب، ولم تكون المواد الخراسانية متوافرة، فلم يستطع صاحبنا أن يبني مصنعه، هل شعر بالفشل وقتها؟
    هل تعرف ماذا فعل صاحبنا؟ قرر أن يخترع هو وأصدقاؤه خلطة خراسانية من صنعهم هم، كي يبني المصنع الذي يحلم به!!! تخيل؟؟ استطاع فعلا أن يصنعها، واستطاع بناء مصنعه الذي بدأ فعلا ينتج ويدر مالا عليهم جميعا، لكن أثناء الحرب قصفت الطائرات الأمريكية مصنع صاحبنا.. ودمرت معظمه!!! هل شعر بالفشل وقتها؟
    خرج من المصنع فورا.. وأمر موظفيه أن يحاولوا معرفة المكان الذي تهبط فيه هذه الطائرات لتغير وقودها، وأمرهم بأخذ هذا الوقود لأنه سيفيدهم في عملية التصنيع، فهم لا يجدون المواد الخام اللازمة!!! هل انتهت القصة؟؟ لا..استطاع صاحبنا أن يعيد بناء المصنع وبدأ في الإنتاج من جديد..لكن.. ضربه زلزال رهيب هدم المصنع من جديد... هل شعر بالفشل وقتها؟ باع صاحبنا حق التصنيع لشركة هوندا، وكان قد فقد كل ما يملك، ولم يعد قادرا على الاستمرار في فكرة المصنع.. هل شعر بالفشل وقتها؟؟
    كانت اليابان تعاني بعد الحرب من أزمة وقود رهيبة، لدرجة أنها كانت توزع الوقود على المواطنين بحصص متساوية، لكنها لم تكن كافية كي يستطيع صاحبنا مجرد قيادة سيارته للسوق لشراء احتياجات أسرته.. لم يكن الوقود يكفيه، ولم يكن يستطيع أن يتحرك بسيارته في حرية كما كان في الماضي..هل شعر بالفشل وقتها؟ قرر صاحبنا أن يجرب فكرة ظريفة، كانت عنده ماكينة لقص الحشائش، فك موتورها، وركبه في دراجة هوائية كانت عنده، فكانت أول دراجة بخارية في العالم!!!
    أعجب الناس بالفكرة، وطلبوا منه أن يصنع لهم مثلها، صنع الكثير من هذه الدراجات لدرجة أنه فكر في تسويقها تجاريا، فأرسل إلى كل محال الدراجات يحكي لهم الفكرة، فوافق الكثير منهم، توقع أن يجني الملايين من هذا المشروع، لكن هذا لم يحدث، رفض الناس استخدام هذا الاختراع نظرا لثقل وزنه وقتها، ولكبر حجمه المبالغ فيه..!! هل شعر بالفشل وقتها؟
    قرر أن يطور اختراعه، راح يعدل فيه، ويضبط قياساته، إلى أن نجح في النهاية، جنى الملايين، والملايين من هذا الاختراع، حصل على جائزة الإمبراطور لمساهماته الفعالة في المجتمع، أنشأ مصنعه الذي يعتبر من أكبر المصانع حول العالم، أنشأ مصنع (هوندا) للسيارات..!! ألم تلاحظ منذ البداية..أن اسم هذا الرجل سوشيرو هوندا؟
    ماذا نستفيد من هذه القصة؟
    ◄ لو راقبت حياة الناجحين ستعلم أن مفهوم الفشل عندهم يختلف جذريا عن مفهومه عند الفاشلين، قاعدة مهمة، ((لا يوجد فشل.. هناك تجربة تعلمنا منها..))، لا يوجد فشل في الحياة.. الحياة مليئة بالتجارب التي لابد أن نخوضها كي نتعلم.
    ◄ ملحوظة: كل منا في مجاله مخترع، فالطبيب الحاذق الذي يتوصل إلى علاج أمراض ليس لها علاج من قبل مخترع، وهكذا الصيدلي، والمهندس الذي يقوم بعمل أفضل التصاميم التي لم يسبق لها مثال مخترع، والمدرس الذي يتوصل إلى طريقه مبتكرة في توصيل المعلومة لتلامذته مخترع، وهكذا النجار، والكهربائي وغيره، وغيره.
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  6. #106
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb ركز على القهوة و ليس الكوب

    ركز على القهوة و ليس الكوب
    من التقاليد الجميلة في الجامعات والمدارس الثانوية، الأمريكية واليابانية أن خريجيها يعودون إليها بين الحين والآخر، في لقاءات لم شمل - حفلة منظمة ومبرمجة يقضون وقتا ممتعا في مباني الجامعات التي تقاسموا فيها القلق والشقاوة والعفرتة، ويتعرفون على أحوال بعضهم البعض: من نجح وظيفيا، ومن تزوج، ومن أنجب،.. وفي إحدى تلك الجامعات التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز، بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدارسة، وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية، ونالوا أرفع المناصب، وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي..
    وبعد عبارات التحية والمجاملة طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر، وغاب الأستاذ عنهم قليلاً، ثم عاد يحمل أبريقا كبيرا من القهوة، ومعه أكواب من كل شكل ولون، صيني فاخر على ميلامين، على زجاج عادي، على كريستال، على بلاستيك، يعني بعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميما ولونا، وبالتالي باهظة الثمن، بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت، وقال لهم الأستاذ: تفضلوا، كل واحد منكم يصب لنفسه القهوة، وعندما صار كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا:
    هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم، وأنكم تجنبتم الأكواب العادية؟ ومن الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ما هو أفضل، وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر، ما كنتم بحاجة إليه فعلا هو القهوة وليس الكوب، ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة، وعين كل واحد منكم على الأكواب التي في أيدي الآخرين، فلو كانت الحياة هي القهوة، فإن الوظيفة، والمال، والمكانة الاجتماعية هي الأكواب، وهي بالتالي مجرد أدوات تحوي الحياة، ونوعية الحياة (القهوة) هي، هي، لا تتغير، وبالتركيز فقط على الكوب نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة، وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب، والفناجين، والاستمتاع بالقهوة.
    الدروس المستفادة:
    هذا الأستاذ الحكيم عالج آفة يعاني منها الكثيرون، فهناك نوع من الناس لا يحمد الله على ما هو فيه، مهما بلغ من نجاح، لأن عينه دائما على ما عند الآخرين، يتزوج بامرأة جميلة، وذات خلق، ولكنه يظل معتقدا أن فلان وعلان تزوجا بنساء أفضل من زوجته، يجلس مع مجموعة في المطعم، ويطلب لنفسه نوعا معينا من الأكل، وبدلا من أن يستمتع بما طلبه، يظل ينظر في أطباق الآخرين، ويقول: ليتني طلبت ما طلبوه، وهناك من يصيبه الكدر، لو نال زميله ترقية أو مكافأة عن جدارة واستحقاق، وهناك مثل انجليزي يقول ما معناه «إن الحشيش دائما أكثر خضرة في الجانب الآخر من السور، أي إن الإنسان يعتقد أن حديقة جاره أكثر جمالا، وأمثال هؤلاء لا يعنيهم أو يسعدهم ما عندهم بل يحسدون الآخرين. فأحرص على ما ينفعك، وأرضى بما قسم الله لك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل لو أني فعلت كذا، لكان كذا، ولكن قل، قدر الله، وما شاء فعل.
    ولست بمدرك ما فات مني...بلهف، ولا بليت، ولا لوْ أني
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  7. #107
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb قصة نجاح مكتبه جرير

    قصة نجاح مكتبه جرير
    لم يدر بخلد المهندس محمد العقيل مؤسس مكتبة جرير أن تتحول مكتبته بشارع المتنبي في الرياض والتي لم تتجاوز مساحتها 50 مترا مربعا إلى أن تصبح بمساحة ضخمة قوامها 50 ألف متر مربع، ومن فرع واحد إلى 39 فرعاً على مستوى السعودية، ومن مبيعات قدرها ألفا ريال إلى 4 ملايين ريال يومياً (1.06 مليون دولار), ومن موظفين اثنين إلى 1200 موظف.
    وذكر العقيل حكاية مكتبة جرير منذ كانت محلا صغيرا وحتى تحولها لشركة مساهمة وتوسع أعمالها في دول الخليج العربي كاسم موثوق لتسويق المستلزمات المدرسية، والقرطاسيات، والأدوات المكتبية، والتقنية، موضحا أن الفكرة بدأت في نيويورك، وتبلورت بلندن، وولدت في الرياض، كما جاء على لسانه خلال استضافة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض له، خلال هذا الأسبوع ليتحدث عن تجربته الشخصية، التي أثمرت بجعل مكتبة جرير، إحدى كبريات المكتبات في الخليج العربي.

    وأدرك العقيل أن الهندسة التي درسها ونال شهاداتها وبعد ممارسته أعمالها لـ3 أعوام بمكتب عبد الله أبا الخيل للهندسة الاستشارية حتى العام 1979 لم تكن مستقبل عمله التي كان يطمح إليه، مؤكدا أن العمل الحر هو الذي ساهم في حدوث الإنجازات على الصعيد الشخصي.

    وقال «بعد أن تخرجت في الثانوية ذهبت إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وتخرجت منها مهندسا، ثم أخذت الماجستير من جامعة بروكلي بعدها، رجعت للرياض والتحقت بمكتب استشارات هندسية، حتى لمحت الطفرة الاقتصادية في البلاد، بينما وقفت أمام 3 خيارات:
    1ـ الاستمرار في مجال الهندسة.
    2ـ ولوج قطاع المقاولات.
    3ـ مواصلة العمل في المكتبة وبيع مجلات وصحف وأدوات مدرسية.
    وزاد العقيل «توجهت للعمل في المكتبة، وتكريس الجهود بعدما لمسته من إقبال على المواد المكتبية، حتى بدأ النجاح يكبر، وقررنا استئجار أرض، والاستفادة من قرض البنك العقاري، وسط اهتمام كبير بعاملي الوقت، والحاجات الملحة للسوق، مؤكدا أن توفيق الله، ثم بجهوده وأفراد عائلته في تنمية المشروع، خلق عوامل النجاح المدعومة بالجهد والمثابرة والصبر، وأسفر عن تسجيل النجاحات المتتالية.
    وأوضح العقيل أنه في منتصف الثمانيات فتح الفرع الثاني في الرياض، وفي بداية التسعينات فتح فرع الشرقية، لعدم وجود منافسة حتى توالى بعدها افتتاح الفروع، وتحقيق العوائد المزية مكللة بنجاحات إدارية، وبيعية جبارة، أدت إلى التوسع في كافة مدن البلاد، وحتى الخروج إلى بقية دول منطقة الخليج العربي، باسم «مكتبة جرير».
    ودفعت المنجزات بالمهندس محمد العقيل إلى تكوين مجموعة شركات تحمل ذات المسمى، أو بمسميات أخرى، فبعد تأسيسه لمكتبة جرير في العام 1979، نجح في تكوين جرير للتسويق عام 1980، تلاها شركة جرير للأثاث في عام 1981، ثم جرير للاستثمار خلال العام 1987، فمملكة الطفل في العام 1993، وأخيرا مدارس رياض نجد في 1996.

    وأراد العقيل تتويج النجاح الباهر لاسم مكتبته بأن تكون عنصرا هاما في الاقتصاد المحلي، وعلامة بارزة في تجربة التسويق، واحترام العميل، ليقنع عائلته، وبعد مداولات استمرت لفترة محدودة، قبل أن يقرروا بيع 30 في المائة من أسهم الشركة، وتم بالفعل عندما تم طرح النسبة للاكتتاب العام، ومن ثم إدراجها كأول مكتبة وقرطاسية تدرج أسهمها في سوق الأسهم المحلية خلال العالم 2003.

    ويختزل العقيل تجربته عندما يقول: «للراغب في جمع المال والتجارة أن يستغني عن (البريستيج) والمظاهر، ويعمد إلى الجد والاجتهاد والمثابرة»، مشددا على أن الإدارة الجادة من أبرز سمات النجاح، حيث يواصل القول: «لا أحد يأخذ إجازة أكثر من 30 يوما في السنة من الشركاء في الشركة»، وانتهى العقيل بضرورة ضبط الاستراتيجيات، والخطط المستقبلة، لأي منشأة حيث يذكر بأن «مكتبة جرير»، تقف أمام تحد كبير يتمثل في ضرورة أن يكون نمو الربحية خلال 5 سنوات بمعدل متوسط قوامه 15 في المائة في العام الواحد.
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  8. #108
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb الفيل والعميان

    الفيل والعميان
    هل سمعت هذه القصة من قبل؟
    يحكى أن ثلاثة من العميان دخلوا في غرفة بها فيل، وطلب منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ليبدئوا في وصفه، بدئوا في تحسس الفيل، و خرج كل منهم ليبدأ في الوصف :
    قال الأول: الفيل هو أربعة عمدان على الأرض!
    قال الثاني: الفيل يشبه الثعبان تماما!
    وقال الثالث: الفيل يشبه المكنسة!
    وحين وجدوا أنهم مختلفون بدئوا في الشجار، وتمسك كل منهم برأيه، وراحوا يتجادلون، ويتهم كل منهم أنه كاذب ومدع، بالتأكيد لاحظت أن الأول أمسك بأرجل الفيل، والثاني بخرطومه, و الثالث بذيله، كل منهم كان يعتمد على برمجته وتجاربه السابقة، لكن، هل التفتّ إلى تجارب الآخرين؟
    من منهم على خطأ؟
    في القصة السابقة، هل كان أحدهم يكذب؟ بالتأكيد لا .. أليس كذلك؟ من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه، فحين نختلف! لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ!! قد نكون جميعا على صواب، لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر! لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور، فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس، لأن كل منهم يرى ما لا تراه، رأيهم الذي قد يكون صحيحاً، أو على الأقل , مفيد لك.
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  9. #109
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb كن مع الصقور

    كن مع الصقور
    من منا لا يرغب في التحليق بإنجازاته ونجاحاته عالياً كالصقر يعلو السحاب متنافساً مع غيره من الصقور في العلو والارتقاء، بينما الدجاجة تدب على سطح الأرض مطأطئةً رأسها بسذاجة لتأكل من خشاشها، شتان ما بين الصقور والدجاج، يمكن أن يكون المرء ضمن الصقور أو مع الدجاج، وقد قيل: إذا أردت أن تحلق مع الصقور، فلا تضع وقتك مع الدجاج.

    روي أن رجلاً أهدى للحاكم صقراً من فصيلة ممتازة، ففرح الحاكم به كثيراً وسأل وزيره عن رأيه في الصقر فقال: (إنه قد تربى مع الدجاج)، فاستغرب الحاكم من كلام الوزير، فطلب الوزير أن يطلق الصقر فإذا به يحفر الأرض برجله كالدجاجة ليأكل، وقد كان الوزير قد لاحظ قبل ذلك أن الصقر ينظر إلى الأرض على غير عادة الصقور التي تنظر إلى السماء.

    الدروس المستفادة:
    إن كل منا يتحول تدريجياً ليشبه من يجالسه ويعاشره ويحادثه، فمن نتحدث معهم يؤثرون على شخصياتنا وتصرفاتنا وإنجازاتنا بشكل كبير قد لا يلاحظه البعض، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»([1])، وقيل: من عاشر القوم أربعين يوماً صار منهم، وقيل أيضاً: قل لي من تصاحب أقول لك من أنت، إن العناية باختيار من نخالطهم أمر لا يستهان به، ولا أتحدث هنا عن تجنب مخالطة السيئين في المجتمع ممن يمارسون العادات والأخلاق السيئة، فتجنب مخالطة هؤلاء أمر بديهي لا أتحدث عنه، ولكني أتحدث عن اختيارك لخلطائك من بين الأسوياء الخلوقين، فمن هؤلاء الذكي والغبي، والغني والفقير، والكريم والبخيل، والمتفائل والمتشائم، والصريح والمجامل، والنشيط والكسول، والعالم والجاهل، وغير ذلك.

    حدثني يوماً أحد الأصدقاء النشيطين في أداء عملهم، وهو يشكو لي ما يواجهه من مشاكل في وظيفته الجديدة، حيث أن غالبية الموظفين في الشركة يؤجلون تنفيذ أعمالهم دون مبرر، وقد صار هذا هو الأصل عندهم، فيعتبرون ذلك التأخير طبيعياً، وأنه يخشى أن يصبح هذا الشيء طبيعياً عنده هو أيضاً، فيصبح التأخير والتأجيل هو الوضع الطبيعي في ثقافته وأدائه لعمله، وهذه نظرة عميقة للمشكلة قل ما يفطن إليها أحد، من القسوة أن تتخلص من صديق لك لأنه أقل منك مستوى، أو لأنك لا ترغب في أن تصبح مثله، ولكن اعلم أن هذا الصديق سيؤثر عليك سلباً وستؤثر عليه إيجابا بشكل أو بآخر، وإنك بمخالطتك له تنفعه ويضرك، وهذا عمل خيري فيه عطف وإيثار أرجو أن تؤجر عليه، ولكن أين الصقور عنك؟ ابحث عنهم، وامض وقتاً أطول معهم، واحرص أيضاً أن تعرف ما بهم من عيوب لتحاول تجنب التأثر بها.
    وهذا لا يعني أني أدعو إلى رفض مصاحبة من هم أقل منك، ففي كل شخص مميزات وعيوب، فقد يكون أحد الأصدقاء متفوقاً عليك في جانب، وتكون متفوقاً عليه في جانب، وقلما نجد شخصاً أقل من الآخر في جميع الجوانب، ولكني ألفت الانتباه لتأثير الجلساء علينا، فلنحرص في علاقاتنا على انتقاء من نرغب أن نكون مثلهم في أحد الجوانب أو نقترب إليهم ولنبحث عنهم بجدية، فإذا أردت أن تكون ثرياً فخالط الأثرياء، أو عالماً فجالس العلماء، أو مثقفاً فصاحب المثقفين، أو صقراً فعاشر الصقور.


    [1] ـ أخرجه أحمد (2/303)، وأبو داود (4833)، والترمذي (2378) من حديث أبي هريرة، وقال: حسن غريب.
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  10. #110
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb حكاية الحافلة .... والتغيير في الحياة

    حكاية الحافلة .... والتغيير في الحياة
    في صباح يوم الجمعة، وعدت زوجتي بأن نتحدث سويا على الانترنت عن طريق برنامج الماسنجر هوتميل، وذلك لأني أقيم في بلد عربي للعمل، وهي تقيم بمصر مع ابنتنا الجميلة خلود، فقمت مبكرا بتوفيق من الله لصلاة الفجر، وجلست في المسجد حتى انتهيت من أذكار الصباح، وورد القرآن، ورجعت إلى البيت فقمت بالانتهاء من بعض المهام من غسيل الملابس، وكي لبس الخروج، ثم تابعت بعض البرامج المفيدة، ثم تناولت طعام الإفطار، وبعد ذلك اغتسلت غسل الجمعة تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صليت صلاة الضحى، وخرجت من المنزل مرددا دعاء الخروج، كما علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم، وجعلت نية خروجي من البيت هي الذهاب إلى المسجد كي تكون كل خطوة بحسنة لان موعد اللقاء مع زوجتي كان بعد صلاة الجمعة، والمكان كان بعيدا ويحتاج إلى وسيلة موصلات، ووصلت إلى محطة الحافلة (الأتوبيس)، وعند وصولي، وصلت الحافلة، أعرف رقمها 105، ولكن لا اعرف خط سيره، وخمنت انه يذهب إلى المكان الذي أريد الذهاب إليه، فركبته مسرعاً، واستلمت تذكرة دخول الحافلة، وجلست على الكرسي، وأخرجت من جيبي المصحف، الذي يصحبني في جميع تنقلاتي لتلاوة كلام الله، وذكره أينما توجهت، حتى لا يمر الوقت، وبما أن اليوم يوم جمعة فبالتالي الأهمية تكون لسورة الكهف، طلبا للنور بين الجمعتين، وعملا بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم،....

    ولكن حدث أمر غريب وهو أني اكتشفت اأن الحافلة أخذ طريقا أخر غير الذي كنت أتوقعه فتضايقت لفترة، ولكن لم تكن طويلة، وقلت لنفسي لعله خير، وبسرعة جلست أفكر هل استمر في الجلوس في الحافلة حتى يصل إلى آخر الخط الذي يسير فيه أم أنزل وأركب حافلة أخرى تذهب إلى حيث أريد، فقررت على الفور النزول من الحافلة، وتوجهت إلى محطة حافلة أخرى، وهناك سألت أحد الجالسين فدلني إلى المحطة المقابلة، فتوجهت إلى حيث أرشدني، وهناك أيضا سألت أحد المنتظرين فحدد لي رقم الحافلة الذي إذا ركبته وصلت إلى حيث أريد!، وبعد لحظات جاء الحافلة الذي يحمل رقم 59، فركبت وقبل أن ادفع ثمن التذكرة سألت السائق عن اتجاه الحافلة فأخبرني، وعلمت بأن هذا هو الطريق الصحيح، فدفعت ثمن التذكرة، وجلست على الكرسي، وما أن جلست حتى بدأت استرجع الأحداث السابقة، وهنا جاءتني أفكار غريبة، فلقد قارنت هذا الحدث بخط سير حياتي، وسألت نفسي إذا كان هذا الخطأ الصغير في عدم معرفتي باتجاه الحافلة التي أركبها، كلفني وقتا ومالا، فكيف بسيري في علاقاتي مع الله، ... علاقتي مع أهلي والآخرين... علاقتي مع نفسي وهل أنا أسير في الاتجاه الصحيح أم الاتجاه الخطأ .؟ هنا قلت لا بد من وقفة للتفكير هل استمر أم أقف وأراجع نفسي، وانظر حولي وانظر إلى أي شيء سيوصلني الطريق الذي أسير فيه، ولقد خرجت بثلاث فوائد من هذا الموقف الذي قسمته إلى ثلاث أحداث، ومن كل حدث استخرجت فائدة على النحو التالي:

    الحدث الأول: ركبت الحافلة دون أن أسأل احد من الجالسين ولا حتى السائق؛ الفائدة: ليس كافيا أن يكون لك هدف، ولكن لا بد أن تعرف الطريق الصحيح للوصول إليه، حتى لا يضيع الكثير من الوقت في غير فائدة.
    الحدث الثاني: قلق وخوف أصابني عندما علمت أن الحافلة يسير عكس ما نويت، ولكن سرعان ما غيرت القلق إلى تفكير لحل الموقف، الفائدة: لا تجعل الخطاء نهاية العالم، ولكن قل (لعله خير)، وفكر في خطوة جديدة وطريق أخر للوصول.

    الحدث الثالث: وهو سرعة نزولي من الحافلة بعدما قررت تغيير المسار، فلولا سرعة التنفيذ لكان من المحتمل أن يطول طريق العودة أو يصل الحافلة إلى أخر محطة له، الفائدة: أستشر – قرر – نفذ بأقصى سرعة فالوقت ضيق والعمل كثير.
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  11. #111
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb الوزراء الأربعة

    الوزراء الأربعة
    يُروى أنه في يوم من الأيام استدعى ملك أربعة من وزرائه، وطلب منهم أمر غريب!! طلب من كل وزير أن يأخذ كيساً، ويذهب إلى بستان القصر، ويملأ هذا الكيس قدر ما يستطيع من مختلف طيبات الثمار والزروع. كما طلب منهم أن لا يستعينوا بأحد في هذه المهمة، وأن لا يُسندوها إلى أحد آخر، تعجب الوزراء من طلب الملك، ولكن أخذ كل واحد منهم حقيبته، وانطلق إلى البستان.

    فأما الوزير الأول: فقد حرص على أن يطبق أوامر الملك حرفياً، وأن يرضيه قدر طاقته، فأخذ يجمع من كل الثمرات، ومن أفضل وأجود المحصول، وكان يتخيَّر الطيب، والجيد، من الثمار حتى ملأ الحقيبة عن آخرها.

    وأما الوزير الثاني: فقد كان يقول في نفسه أن الملك لن يتهم كثيراً بتفحص الثمار، وإن فعل ووجد نقص، أو تقصير، فسيعفو عنه، فقام بجمع الثمار، ولكن بكسل وإهمال، يجمع قليلاً ويسترخي كثيراً، يجمع فقط .. لا يهتم ما الطيب، وما الفاسد حتى ملأ حقيبته بالثمار، كيف ما اتفق.

    أما الوزير الثالث: فلم يعتقد أن الملك سوف يهتم بمحتوى الحقيبة أصلا، فملأها بأي شيء، ومن كل ما يقابله، من ما هو نافع، وما هو ضار، وفاسد، من ثمار، وحشائش، وأعشاب، وأوراق، الأشجار، وحجارة وغيرها.

    أما الوزير الرابع: فلم يتهم أساساً بما طلبه الملك، بل حالما خرج من عنده ذهب إلى داره، وجلس مع أهله وأولاده، وانشغل بأعماله، ومشاريعه، وكأن شيئاً لم يكن قائلاً في نفسه: "من الذي يهتم بمثل هذه الأوامر؟ وما الفائدة من إرهاق أنفسنا في مثل هذا الهراء؟ أليس في الدنيا أشياء أهم من مثل هذه الأوامر التي تعقد حياة الناس وترهقهم في ما لا طائل منه".

    وفي اليوم التالي أمر الملك أن يُؤتَى بالوزراء الأربعة مع حقائبهم التي جمعوها، فلما اجتمع الوزراء بالملك، أمر الملك الجنود بأن يأخذوا الوزراء الأربعة، ويسجنوهم في سجن بعيد كل منهم في مكان مختلف لا يصل إليهم فيه أحد، كما أمر أن يُمنَع عنهم الأكل، والشرب، ويوضع مع كل منهم فقط حقيبته التي جمعها، وذلك لمدة شهر واحد.

    وتم تنفيذ ما طلبه الملك ووضع كل في سجن منفرد هو وحقيبته فقط، فأما الوزير الأول: فظل يأكل من طيبات الثمار التي جمعها، ويشرب من عصائرها، حتى انقضى الشهر، ومازال عنده بعض الثمار، ومع ذلك تمنى لو كان قد جمع ثماراً أفضل، وأجود من هذه، ليكون أسعد حالاً.

    وأما الوزير الثاني فقد عاش هذا الشهر في ضيق وجوع شديد، فقد كان ما يصلح من الثمار التي جمعها قليل، كما أن الفاسد من تلك الثمار كان يؤذيه برائحته العفنة، وشكله القبيح، وتمنى كثيراً لو أنه اهتم بجمع الجيد من الثمار الذي كان ينفعه في مثل هذا الموقف.

    أما الوزير الثالث فقد كان خلال الشهر يأكل من ما جمعه من ثمار، وحشائش، وأوراق، وعاش أيامه في جفاف، وقحط شديد، وأصبح من يراه كأنه يره هيكلاً من العظام لا لحم فيه، كما أصبح لا يقوى على القيام بل يحبو كما الأطفال، وهو يعض أصابع الندم عن إهماله لطاعة ملكه، وقت أن كان قادراً، ويقول في نفسه: لو يعود بي الزمان لكنت قضيت عمري كله في جمع أطايب الثمار.

    وأما الوزير الرابع فلا عجب أنه لم يكمل أياماً قليلة حتى مات جوعاً، وعطشاً، وندماً على عدم الاهتمام بما قاله الملك، وعدم العمل به، ولسان حاله في أوقات احتضاره يقول: "أعلم الآن أن ما كان يأمرني به الملك فيه منفعتي ونجاتي .. ولو أرجع مرة أخرى فسأعمل بكل ما يقوله له ملكي حرفاً بحرف .. ولكن لا ينفع الآن الندم". انتهت القصة ولم تنتهي العبرة.

    فلعل هؤلاء الوزراء يمثلون أنواع الناس في الدنيا، فمن أي نوع نحن؟ أو بالأحرى .. من أي نوع نريد أن نكون؟ نحن الآن في بستان الدنيا. فهل نريد أن نجمع من أطايب الثمار ونزيدها قدر المستطاع؟ أم .. أم .. أم؟؟؟ فنحن إن آجلا أو عاجلا سيؤمر أن نسجن في ذلك السجن الضيق المظلم كل بمفرده ليس معنا سوى ما نجمعه هنا في هذه الدنيا. فإن كان طيباً فهنيئاً لنا. وإن كان مخلط فالله نسأل أن يرحمنا ويغفر لنا، لنقف الآن مع أنفسنا ونقرر هل سنجتهد في أن نجمع من الثمار طيبها؟
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  12. #112
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb الزوجة والسائل

    الزوجة والسائل
    يقال كان هناك رجلٌ لا يبالي بظلم النّاس، وفي يوم من الأيام كان جالسًا مع زوجه على المائدة، وفجأة سمع الاثنان صوت دق الباب, فانزعج الزوج وقال غاضباً: من هذا الذي يأتي في هذه الساعة؟ فقام الرجل: ووقف خلف الباب وسأل: من بالباب؟ فأجابه الصوت من خلف الباب: سائل يريد بعض الطعام، فغضب الزوج، وقال: أجئت تزعج راحتنا لهذا الأمر!!! ففتح الباب، وخرج إلى الرجل فضربه ضرباً مبرحاً, ثم طرده شر طردة، فمشى الرجل، وهو ما يزال على جوعه، والجروح تملأ روحه، وجسده، وكرامته، ..ولم يزد على أن قال: "حسبيَ الله ونعم الوكيل".
    ثم عاد الزوج إلى زوجه، وهو متضايق من ذاك الذي قطع عليه متعة الجلوس مع زوجته، ومرت الأيام، وخسر هذا الرجل ماله، وطلق زوجته، وكانت امرأة صالحة، وبعد عدة سنوات, تقدم شخص لخطبة تلك المرأة , فوافقت عليه، وتم الزواج، وفي أحد الأيام اجتمع الزوجان على مائدة العشاء، وفجأة سمع الاثنان صوت الباب يقرع, فقال الزوج لزوجته: اذهبي فانظري من بالباب، فقامت الزوجة ونظرت من بالباب فوجدت زوجها الأول بحالة يرثى لها، يسأل الناس الطعام، فرجعت إلى زوجها، وقالت له: مسكين يطلب المساعدة!
    فقام الزوج، وفتح الباب، فقال السائل: أريد بعض الطعام، فرجع الزوج إلى زوجته حيث تجلس على المائدة، ورفع المائدة بيديه، وقال: سنعطيه من كل الأصناف التي نأكل منها، فذهب الزوج، وأعطاه الطعام، وأغلق الباب.
    ثمّ رجع إلى زوجته فوجدها تبكي بكاءً مريراً، فسألها عن سبب بكائها، فقالت: هذا الرجل الذي أعطيته الطعام كان زوجاً لي من عدة أعوام، وفي ليلة طرق سائل بابنا، فخرج زوجي، وضرب الرجل ضرباً موجعاً، ثم طرده، ثم ساءت أحواه، وطلقني، ولم أره بعدها إلا اليوم، فقال لها: أتعرفين من هو ذاك الرجل الذي ضربه زوجك؟ فقالت: من؟!، فقال لها: إنه أنا ذلك الرجل، أغناني الله من فضله.
    الدروس المستفادة:
    قال الله تعالى: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ}.
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  13. #113
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb أمي بعين واحدة

    أمي بعين واحدة
    قال الشاب: كانت لأمي عين واحدة، وقد كرهتها، لأنها كانت تسبب لي الإحراج، وذات يوم ... في المرحلة الابتدائية جاءت لتطمئن عَليّ وأنا بالمدرسة، أحسست بالإحراج فعلاً، وقلتُ في نفسي: ما الذي جاء بك؟! تجاهلتها, ورميتها بنظرة مليئة بالكره. وفي نهاية الحصة قال أحد التلامذة: أمك، بعين واحده ... أووووه.
    يقول الشابّ: وحينها تمنيت أن أدفن نفسي، وأن تختفي أمي من حياتي، ولمّا عدتُ إلى البيت كنت قاسياً معها، وقلتُ لها: لقد جعلتِ مني أضحوكة, لِم لا تموتين؟!! لم أكن متردداً فيما قلت، ولم أفكر بكلامي لأني كنت غاضباً جداً.
    ولم أبال بمشاعرها، درستُ بجد، وتخرّجت، ثم ذهبت إلى مدينة بعيدة عني للعمل, وأخذتني الدنيا، ولقمة العيش، ولم أكن أتصل لأطمئنّ عليها، ونسيتها تماماً، وكأنّها ماتت، وتزوّجت ورزقني الله بثلاثة أولاد، ومرّت الأيام، وأنا لا أبالي بها، ولا أعلم عنها شيئاً، كَبُر أولادي، وذات يوم طرق طارقٌ الباب، ففتحتُ الباب، ولم تكن قد رأتني منذ سنوات، ولم تر أولادي من قبل!!!
    وقفَتْ على الباب وأخذ أولادي يضحكون، صرختُ: كيف تجرأتِ وأتيت؟ جئتِ تخيفينَ أطفالي؟ .. اخرجي حالاً!!! أجابت بهدوء: (آسفة .. أخطأتٌ العنوان على ما يبدو)، واختفت ....، و ذات يوم ذهبت -لإنجاز عمل ما- إلى القرية التي كنا نسكنها أنا وأمي، وكنت قد تركتُها منذ زمن بعيد، ذهبْتُ إلى البيت القديم الذي كنا نعيش فيه, للفضول فقط!!!. أخبرني الجيران أن أمي .... توفيت، لم أذرف ولو دمعة واحدة!! وقاموا بتسليمي رسالة من أمي ....
    مكتوبٌ فيها:
    (ابني الحبيب: لطالما فكرت بك ..،آسفة لمجيئي إلى بيتك وإخافتي لأولادك.، كنت سعيدة جداً عندما رأيتك وأولادك، آسفة لأنني سببت لك الإحراج مراتٍ ومرات في حياتك.، هل تعلم: لمَ أنا بعين واحدة يا بنيّ؟؟؟، لقد تعرضتَ لحادثٍ عندما كنتَ صغيراً وقد فقدتَ عينك.، وكأيّ أم, لم أستطع أن أتركك تكبر بعينٍ واحدةٍ ...، ولِذا ... أعطيتكَ عيني .....، وكنتُ سعيدة وفخورة جداً لأن ابني يستطيع رؤية العالم بعيني.
    ..... مع حبي .....
    ..... (أمك) .....
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  14. #114
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb الحمار والبئر

    الحمار والبئر
    في أحد الأيام، وقع حمار في بئر غائر، أخذ الحمار يصرخ لساعات، بينما كان الفلاح يحاول التفكير في طريقة لتخليص حماره، وأخيرا قرر الفلاح أن الحمار صار عجوزا، وليس بحاجته، وأن البئر لابد أن يدفن على أي حال، لذلك فلا فائدة من إنقاذ الحمار، فقام الفلاح باستدعاء كل جيرانه لمساعدته في دفن البئر، فأمسك كل منهم معول وبدأ يسكب الرمل والوسخ في البئر، وعندما استنتج الحمار ما يحدث بدأ يرسل صرخات عنيفة، وبعد لحظات هدأ الحمار تمامًا، حدق الفلاح في أسفل البئر فتفاجئ مما رآه، ففي كل مرة ينسكب فيها الرمل من المعول، يقوم الحمار بعمل شيء مدهش، كان ينتفض ويسقط الوسخ في الأسفل، ويأخذ خطوة للأعلى، فوق الطبقة الجديدة من الوسخ، بينما الفلاح وجيرانه يلقون الرمال والوسخ فوق الحمار، كان الحمار ينتفض ويأخذ خطوة للأعلى، وبسرعة وصل الحمار لحافة البئر وخرج. بينما أنصدم، واندهش الفلاح وجيرانه.

    الدروس المستفادة:
    الحياة سوف تلقي عليك بالأوساخ، كل أنواع الرمل الوسخ وفكرة الخلاص من البئر هي أن لا تدع الأوساخ تدفنك، ولكن تنفضها جانبا، وتأخذ خطوة للأعلى، كل مشكلة تواجهنا في الحياة هي حجرة يجب أن نخطوا فوقها، نستطيع الخروج من أعمق بئر، فقط يجب أن لا نتوقف ولا نستسلم أبدًا، وتذكر .. ، انفضه جانبا وخذ خطوه فوقه.
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  15. #115
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb مصائب النّمّامين

    مصائب النّمّامين
    وَرَدَ أنّ رجلاً من النّزهاء أحتاج أن يشتري غلاماً خادماً، فذهب للسّوق فما وجد غير خادم واحد قد زهد فيه كلّ أحد، فلمّا سأل مولاه عنه قال له: كل من يأتي ليشتري خادماً، أخبره بالعيب الذي فيه فجميع الخدم قد بعتهم إلاّ هذا، لم يرض أحدٌ أن يشتريه لعيبه الذي فيه، فقال الرجل له: وما هو العيب الذي فيه؟؟ قال: إنّه نمّام , ويحب الوقيعة بين النّاس، فقال الرجل في نفسه: أوَ هذا عيب؟!!! لا بأس فأنا أريده خادماً، وليس صديقاً، فاشتراه منه بثمن زهيد، ورجع مسروراً إلى زوجه، وكان الغلام مطيعاً، ويعمل في صمت، إلاّ أنّ هذا لم يدم طويلاً، فقال في نفسه لأصنعنّ مقلباً فيهما، فذهب لزوجة سيّده، وقال لها: سيدتي لقد علمت شيئاً سيغضبك، قالت وما هو؟؟ قال:سمعت سيّدي وهو يقول لأحد أصدقائه أنّه لا يحبّك، وسيتزوج عليك امرأةً جميلة، فغضبت من زوجها فقالت: وماذا تشير عليّ أن أفعل؟؟؟
    قال: الأمر بسيط، إذا نام سيّدي فخذي موساً وقومي بإزالة، الشّعر الأسود من لحيته وبذا، تضمنين ألاّ يتزوّج عليك، فأعجبتها الفكرة وكافأته، ثمّ انفرد بسيده، وقال له: سيّدي لقد أخبرتني سيدتي أنّها لا تطيقك، وأنّها تنوي أن تذبحك بالليل عندما تنام. ففزع الرجل وقال له: أحقّاً هذا الخبر؟ قال: نعم يا سيدي وإن أردت التّأكد فما عليك إلاّ أن تتظاهر بالنّوم بالليل وسترى أنّ سيدتي تريد قتلك، وبالفعل قام الرجل بادّعاء النّوم، ولكنّه أغمض عينيه، وكان منتبهاً منتظراً ما سيحدث، وبالفعل دخلت زوجته بخفّة لئلاّ توقظه، فلمّا رأى معها (الموس) أخذه منها وقال: يا خائنة! أتريدين قتلي؟!!! وذبحها بالموس، فلمّا علم أهلها بما فعل بها، (قتلوه)، وقامت الشحناء بينهما، بسبب، النّميمة المهلكة.
    الدرس المستفاد:
    على الزّوج و زوجته أن يتّقيا اللهَ في أنفسهما، وألا يسمعا لأحد فبينهما ما هو أقوى وأوثق من أي مشكلة، فبينهما (الميثاق الغليظ)، وبينهما (المودة والرحمة والسّكن).
    خطر النّميمة وخطر مجالسة النّمامين، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)}[الحجرات: آية 6].
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  16. #116
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb قصة الخياط الناهي عن المنكر

    قصة الخياط الناهي عن المنكر
    وَذَكَرَ الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بن عبد الواحد الهاشمي عن الشيخ مِنَ التُّجَّارِ قَالَ: كَانَ لِي عَلَى بَعْضِ الْأُمَرَاءِ مَالٌ كَثِيرٌ فَمَاطَلَنِي وَمَنَعَنِي حَقِّي، وَجَعَلَ كُلَّمَا جِئْتُ أُطَالِبُهُ حَجَبَنِي عَنْهُ وَيَأْمُرُ غِلْمَانَهُ يُؤْذُونَنِي، فَاشْتَكَيْتُ عَلَيْهِ إِلَى الْوَزِيرِ فَلَمْ يُفِدْ ذَلِكَ شَيْئًا، وَإِلَى أَوْلِيَاءِ الْأَمْرِ مِنَ الدَّوْلَةِ فَلَمْ يَقْطَعُوا مِنْهُ شَيْئًا، وَمَا زَادَهُ ذَلِكَ إِلَّا مَنْعًا وَجُحُودًا، فَأَيِسْتُ مِنَ الْمَالِ الَّذِي عَلَيْهِ وَدَخَلَنِي هَمٌّ مِنْ جِهَتِهِ، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ وَأَنَا حَائِرٌ إِلَى مَنْ أَشْتَكِي، إِذْ قَالَ لِي رَجُلٌ: أَلَا تَأْتِي فَلَانًا الْخَيَّاطَ - إِمَامَ مَسْجِدٍ هُنَاكَ - فَقُلْتُ، وَمَا عَسَى أَنْ يَصْنَعَ خَيَّاطٌ مَعَ هَذَا الظَّالِمِ. وَأَعْيَانُ الدَّوْلَةِ لَمْ يَقْطَعُوا فِيهِ؟ فَقَالَ لِي: هُوَ أَقْطَعُ وَأَخْوَفُ عِنْدَهُ مِنْ جَمِيعِ مَنِ اشْتَكَيْتَ إِلَيْهِ، فَاذْهَبْ إِلَيْهِ لَعَلَّكَ أَنْ تَجِدَ عِنْدَهُ فَرَجًا. قَالَ فَقَصَدْتُهُ غَيْرَ مُحْتَفِلٍ فِي أَمْرِهِ، فذكرت له حاجتي ومالي وَمَا لَقِيتُ مِنْ هَذَا الظَّالِمِ، فَقَامَ مَعِي فَحِينَ عَايَنَهُ الْأَمِيرُ قَامَ إِلَيْهِ، وَأَكْرَمَهُ وَاحْتَرَمَهُ وَبَادَرَ إِلَى قَضَاءِ حَقِّي الَّذِي عَلَيْهِ فَأَعْطَانِيهِ كَامِلًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ مِنْهُ إِلَى الْأَمِيرِ كَبِيرُ أَمْرٍ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: ادْفَعْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ حَقَّهُ وَإِلَّا أَذَّنْتُ.

    فَتَغَيَّرَ لَوْنُ الْأَمِيرِ وَدَفَعَ إِلِيَّ حَقِّي، قَالَ التَّاجِرُ: فَعَجِبْتُ مِنْ ذَلِكَ الْخَيَّاطِ مَعَ رَثَاثَةِ حَالِهِ، وَضِعْفِ بِنْيَتِهِ، كَيْفَ انْطَاعَ ذَلِكَ الْأَمِيرُ لَهُ، ثُمَّ إِنِّي عَرَضْتُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنَ الْمَالِ فَلَمْ يَقْبَلْ مِنِّي شَيْئًا، وَقَالَ: لَوْ أردت هذا لكان لي من الأموال مالا يُحْصَى. فَسَأَلْتُهُ عَنْ خَبَرِهِ، وَذَكَرْتُ لَهُ تَعَجُّبِي مِنْهُ، وَأَلْحَحْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّ سَبَبَ ذَلِكَ أنه كان عندنا في جوارنا أمير تركي من أعالي الدولة، وهو شاب حسن، فمر به ذات يوم امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ قَدْ خَرَجَتْ منٌ الْحَمَّامِ وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ مُرْتَفِعَةٌ ذَاتُ قِيمَةٍ، فَقَامَ إِلَيْهَا وَهُوَ سَكْرَانٌ فَتَعَلَّقَ بِهَا يُرِيدُهَا عَلَى نَفْسِهَا لِيُدْخِلَهَا منزله، وهي تأبى عليه وتصيح بأعلى صوتها: يا مسلمين أنا امرأة ذات زوج، وهذا رجل يريدني على نفسي ويدخلني مَنْزِلَهُ، وَقَدْ حَلَفَ زَوْجِي بِالطَّلَاقِ أَنْ لَا أَبِيتَ فِي غَيْرِ مَنْزِلِهِ، وَمَتَى بَتُّ هَاهُنَا طُلِّقْتُ مِنْهُ، وَلَحِقَنِي بِسَبَبِ ذَلِكَ عَارٌ لَا تَدْحَضُهُ الْأَيَّامُ وَلَا تَغْسِلُهُ الْمَدَامِعُ.

    قَالَ الْخَيَّاطُ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ وَأَرَدْتُ خَلَاصَ الْمَرْأَةِ مِنْ يَدَيْهِ فَضَرَبَنِي بِدَبُّوسٍ فِي يَدِهِ فَشَجَّ رَأْسِي، وَغَلَبَ الْمَرْأَةَ عَلَى نَفْسِهَا وَأَدْخَلَهَا مَنْزِلَهُ قَهْرًا، فَرَجَعْتُ أَنَا فَغَسَلْتُ الدَّمَ عَنَى وَعَصَبْتُ رَأْسِي، وَصَلَّيْتُ بِالنَّاسِ الْعِشَاءَ ثُمَّ قُلْتُ لِلْجَمَاعَةِ: إِنَّ هَذَا قَدْ فَعَلَ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ فَقُومُوا مَعِي إِلَيْهِ لِنُنْكِرَ عَلَيْهِ، وَنُخَلِّصَ الْمَرْأَةَ مِنْهُ، فَقَامَ النَّاسُ مَعِي فَهَجَمْنَا عَلَيْهِ دَارَهُ، فَثَارَ إِلَيْنَا فِي جَمَاعَةٍ مِنْ غِلْمَانِهِ بِأَيْدِيهِمُ الْعِصِيُّ وَالدَّبَابِيسُ يَضْرِبُونَ النَّاسَ، وَقَصَدَنِي هُوَ مِنْ بَيْنِهِمْ فَضَرَبَنِي ضَرْبًا شَدِيدًا مُبَرِّحًا حَتَّى أَدْمَانِي، وَأَخْرَجَنَا مِنْ مَنْزِلِهِ وَنَحْنُ فِي غَايَةِ الْإِهَانَةِ، فَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي، وَأَنَا لَا أَهْتَدِي إِلَى الطَّرِيقِ مِنْ شِدَّةِ الْوَجَعِ، وَكَثْرَةِ الدِّمَاءِ، فَنِمْتُ عَلَى فِرَاشِي فَلَمْ يَأْخُذْنِي نَوْمٌ، وَتَحَيَّرْتُ مَاذَا أَصْنَعُ حَتَّى أُنْقِذَ الْمَرْأَةَ مِنْ يَدِهِ فِي الليل لِتَرْجِعَ فَتَبِيتَ فِي مَنْزِلِهَا، حَتَّى لَا يَقَعَ على زوجها الطلاق، فألهمت أن أؤذن الصبح فِي أَثْنَاءِ اللَّيل لِكَيْ يَظُنَّ أَنَّ الصُّبْحَ قد طلع فيخرجها مَنْزِلِهِ فَتَذْهَبَ إِلَى مَنْزِلِ زَوْجِهَا، فَصَعِدْتُ الْمَنَارَةَ وَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى بَابِ دَارِهِ، وَأَنَا أَتَكَلَّمُ عَلَى عَادَتِي قَبْلَ الْأَذَانِ، هَلْ أَرَى الْمَرْأَةَ قَدْ خَرَجَتْ ثُمَّ أَذَّنْتُ فَلَمْ تَخْرُجْ، ثُمَّ صممت على أنه إِنْ لَمْ تَخْرُجْ أَقَمْتُ الصَّلَاةَ حَتَّى يَتَحَقَّقَ الصَّبَاحَ، فَبَيْنَا أَنَا أَنْظُرُ هَلْ تَخْرُجُ الْمَرْأَةُ أَمْ لَا، إِذِ امْتَلَأَتِ الطَّرِيقُ فُرْسَانًا وَرَجَّالَةً وَهُمْ يَقُولُونَ: أَيْنَ الَّذِي أَذَّنَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فقلت: ها أنا ذا، وأنا أريد أن يعينوني عليه، فقالوا: انْزِلْ، فَنَزَلَتُ فَقَالُوا: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخَذُونِي وَذَهَبُوا بِي لَا أَمْلِكُ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا، حتى أدخلوني عليه، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ جَالِسًا فِي مَقَامِ الْخِلَافَةِ ارْتَعَدْتُ من الخوف، وفزعت فزعا شَدِيدًا، فَقَالَ: ادْنُ، فَدَنَوْتُ فَقَالَ لِي: لِيَسْكُنْ ورعك وَلِيَهْدَأْ قَلْبُكَ.

    وَمَا زَالَ يُلَاطِفُنِي حَتَّى اطْمَأْنَنْتُ، وَذَهَبَ خَوْفِي، فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي أَذَّنْتَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَذَّنْتَ هَذِهِ السَّاعَةَ، وَقَدْ بَقِيَ مِنَ اللَّيْلِ أَكْثَرُ مِمَّا مَضَى مِنْهُ؟ فَتَغُرُّ بِذَلِكَ الصَّائِمَ، وَالْمُسَافِرَ وَالْمُصَلِّيَ وَغَيْرَهُمْ. فَقُلْتُ: يُؤَمِّنُنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أَقُصَّ عَلَيْهِ خَبَرِي؟ فَقَالَ: أَنْتَ آمِنٌ. فَذَكَرْتُ لَهُ الْقِصَّةَ. قَالَ: فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَأَمَرَ بِإِحْضَارِ ذَلِكَ الأمير والمرأة من شاعته على أي حالة كانا فأحضر سريعاً فبعث بِالْمَرْأَةِ إِلَى زَوْجِهَا مَعَ نِسْوَةٍ مِنْ جِهَتِهِ ثِقَاتٍ، وَمَعَهُنَّ ثِقَةٌ مِنْ جِهَتِهِ أَيْضًا، وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْمُرَ زَوْجَهَا بِالْعَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنْهَا، وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهَا، فَإِنَّهَا مُكْرَهَةٌ، وَمَعْذُورَةٌ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ذَلِكَ الشَّابِّ الْأَمِيرِ فَقَالَ لَهُ: كَمْ لَكَ مِنَ الرِّزْقِ؟ وَكَمْ عِنْدَكَ مِنَ الْمَالِ؟ وَكَمْ عندك من الجوار وَالزَّوْجَاتِ؟ فَذَكَرَ لَهُ شَيْئًا كَثِيرًا.

    فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ أَمَا كَفَاكَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْكَ حَتَّى انْتَهَكْتَ حُرْمَةَ اللَّهِ، وَتَعَدَّيْتَ حُدُودَهُ، وتجرأت على السلطان، وما كفاك ذلك أيضاً حَتَّى عَمِدْتَ إِلَى رَجُلٍ أَمَرَكَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَاكَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَضَرَبْتَهُ وَأَهَنْتَهُ وَأَدْمَيْتَهُ؟ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ جَوَابٌ. فَأَمَرَ بِهِ فَجُعِلَ فِي رِجْلِهِ قَيْدٌ، وَفِي عُنُقِهِ غُلٌّ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَأُدْخِلَ فِي جُوَالِقَ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ بالدبابيس ضرباً شديداً حتى خفت، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَأُلْقِي فِي دِجْلَةَ فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ. ثُمَّ أَمَرَ بَدْرًا صَاحِبَ الشُّرْطَةِ أَنْ يَحْتَاطَ عَلَى مَا فِي داره من الحواصل والأموال التي كانت يتناولها من بيت المال، ثُمَّ قَالَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ الْخَيَّاطِ: كُلَّمَا رَأَيْتَ مُنْكَرًا صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا وَلَوْ عَلَى هَذَا - وَأَشَارَ إِلَى صَاحِبِ الشُّرْطَةِ - فَأَعْلِمْنِي، فإن اتفق اجتماعك بي وإلا فعلى ما بيني وبينك الأذان، فأذن في أي وقت كان أو في مثل وقتك هذا. قال: فلهذا لا آمر أحداً من هؤلاء الدولة بشيء إلا امتثلوه، ولا أنهاهم عن شيء إلا تركوه خَوْفًا مِنَ الْمُعْتَضِدِ.، وَمَا احْتَجْتُ أَنْ أُؤَذِّنَ فِي مِثْلِ تِلْكَ السَّاعَةِ إِلَى الْآنِ.
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  17. #117
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb القناعة

    القناعة
    في حُجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير صاحب السبع سنوات حياة متواضعة، يأكلان الخبز الجاف، يلبسان فقط ما يستر جسديهما الضعيفين، يفترشان بعض الخرق القديمة، ومع أن ظروف الحياة كانت صعبة إلاَّ أنّ هذه الأسرة الصغيرة كانت تتمتع بنعمة الرضا والقناعة. ولكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط المطر في فصل الشتاء، فالغرفة تتكون من جدران أربعة وباب خشبي فقط، لكنّها ليست مسقوفة بغطاء يحمي من المطر، وكان قد مرَّ على سكنهم هذه الغرفة ما يقرب من سبع شهور بعد وفاة الزوج ولم تتعرّض هذه المدينة إلاَّ لزخَّات مطر قليلة وضعيفة، أمّا هذه المرة فكانت تُنْبِئ بمطر غزير.

    وحين تجمعت الغيوم في الصباح، أدركت الأم أنها ستواجه مع صغيرها ليلة لم يشهدها من قبل، ومع ساعات الليل الأولى ونزول المطر الشديد نظر الولد إلى أمّه نظرة حائرة واندسّ في حضنها، لكن جسم الأم كان مُبتلاً أيضاً، فلم تجد الأم ما تفعله سوى أنها أسرعت إلى باب الغرفة المتهالك فخلعته ووضعته مائلا على أحد الجدران واختبأت وطفلها أسفل هذا الباب اتقاءاً للمطر الشديد. ونظرت إلى صغيرها في أسى لتفاجئها ابتسامته.

    فتعجبت وقبل أن تسأله عن سر ابتسامه في مثل هذا الموقف قال في سعادة وهو يمسح من على وجهه بعض قطرات المطر في بأصابعه الرقيقة: "الحمد لله أننا لسنا فقراء يا أماه .. ترى ماذا يفعل هؤلاء الفقراء الذين ليس عندهم باب مثل هذا يقيهم من المطر"؟!!

    قال الشافعي رحمه الله:
    إذا ما كنت ذا قلب قنوع .. فأنت ومالك الدنيا سواء
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  18. #118
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb رد: سأل رجلٌ حكيماً

    الفيل والكرة الحديدية
    عندما كان عمره شهرين وقع الفيل الأبيض الصغير في فخ الصيادين، ثم بيع لرجل ثري يمتلك حديقة حيوان متكاملة، وعند وصوله إلى الحديقة، قام العمال المسئولون بربط أحد أرجل الفيل بسلسلة حديدية قوية تنتهي بكرة كبيرة من الحديد، ووضعوه في مكان قصي من الحديقة، بالطبع شعر الفيل بالغضب الشديد من هذه المعاملة القاسية، وعزم على تحرير نفسه من القيود، ولكنه كلما حاول التحرك، وشد السلسلة شعر بألم شديد، فما كان منه بعد عدة مرات فتعب ونام.

    وتكررت محاولات الفيل خلال الأيام التالية لكن دون جدوى ومع كثرة محاولاته الفاشلة وآلامه قرر الفيل تقبل الواقع الجديد، وتوقف عن محاولة تحرير نفسه، وبعد مدة، وأثناء نومه قام العمال بتوجيه من صاحب الحديقة بتغيير الكرة الحديدية الثقيلة بكرة صغيرة من الخشب, طبعا الفرصة صارت سانحة للفيل لتخليص نفسه، ولكن ما حدث هو العكس تماما؟؟ فقد تمت برمجة عقل الفيل أن أي محاولة للتحرر من القيود ستفشل، وستترافق بألم شديد، أي برمج عقله على عدم القدرة وبالتالي فقد إيمانه بقواه الذاتية.

    أحد زوار الحديقة أدهشه ذلك وسأل صاحبها: هل يمكنك أن توضح لي كيف أن هذا الفيل القوي لا يحاول سحب الكرة الخشبية وتحرير نفسه والأمر سهل جدا له؟؟ فرد عليه: طبعا الفيل قوي جدا، ويمكنه تخليص نفسه بسهولة، وفي أي وقت، أنا أعلم ذلك، ولكن الأهم أن الفيل نفسه لا يعلم هذا، ولا يدرك مدى قدرته الذاتية.

    والآن:
    معظم الناس يُبرمَجون من الصغر على التصرف والكلام وحتى الأحاسيس بطريقة معينة، واستمروا على هذا طوال حياتهم، فأصبحوا سجناء برمجتهم واعتقاداتهم السلبية التي تحد من قدرتهم على الحصول على ما يستحقونه في الحياة، لكن هذه البرمجة ممكن تغييرها لمصلحتنا بأن نستبدلها بأخرى ايجابية تعيننا على تحقيق أهدافنا، اعلم أن أي تغيير في حياتك يجب أن يحدث أولا في داخلك، {إنَّ اللهَ لا يغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسِهِم} [سورة الرعد/15].
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  19. #119
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb الدنيا

    الدنيا
    قيل أن هناك رجل كان يتمشى في أدغال إفريقيا حيث الطبيعة الخلابة، وحيث تنبت الأشجار الطويلة بحكم موقعها في خط الاستواء، وكان يتمتع بمنظر الأشجار وهى تحجب أشعة الشمس من شدة كثافتها .... ويستمتع بتغريد العصافير، ويستنشق عبير الزهور التي تنتج منها الرائح الزكية ..... وبينما هو مستمتع بذلك المنظر، سمع صوت عدو سريع، والصوت في ازدياد، ووضوح والتفت الرجل إلى الخلف، وإذا به يرى أسد أضخم الجثة، منطلق بسرعة خيالية نحوه، ومن شدة الجوع الذي ألم بالأسد كان خصره ضامر بشكل واضح، أخذ الرجل يجرى بسرعة والأسد وراءه، وعندما أخذ الأسد يقترب منه رأى الرجل بئرا قديم، فقفز الرجل قفزة قويه فإذا هو في البئر، وأمسك بحبل البئر الذي يسحب به الماء، وأخذ الرجل يتأرجح داخل البئر، وعندما أخذ أنفاسه وهدأ روعه وسكن زئير الأسد، وإذا به يسمع صوت فحيح ثعبان ضخم الرأس، عريض الطول بجوف البئر، وفيما هو يفكر بطريقة يتخلص منها من الأسد و الثعبان، إذا بفأرين أسود والآخر أبيض يصعدان، إلى أعلى الحبل، وبدءا يقرضان الحبل وانهلع الرجل خوفا، وأخذ يهز الحبل بيديه بغية أن يذهب الفأرين، وأخذ يزيد عملية الهز حتى، أصبح يتأرجح يمينا و شمالا بداخل البئر ..

    وأخذ يصطدم بجوانب البئر وفيما هو يصطدم أحس بشيء رطب ولزج، ضرب بمرفقه، وإذا بذلك الشيء عسل النحل، تبنى بيوتها في الجبال وعلى الأشجار وكذلك الكهوف، فقام الرجل بالتذوق منه فأخذ يلعقه وكرر، ذلك، ومن شدة حلاوة العسل نسى الموقف الذي هو فيه ..
    وفجأة .. استيقظ من النوم!!!!!!!!! فقد كان حلما مزعجا ...... وقرر الرجل أن يذهب إلى شخص يفسر له الحلم، وذهب إلى عالم وأخبره بالحلم ..

    فضحك الشيخ .. وقال: ألم تعرف تفسيره؟؟ قال الرجل:لا، قال له: الأسد الذي يجرى وراءك هو ملك الموت .. والبئر الذي به الثعبان هو قبرك، والحبل الذي تتعلق به هو عمرك ... والفأرين الأسود والأبيض هما الليل والنهار، يقصون من عمرك .....، قال: والعسل يا شيخ؟!
    قال: هى الدنيا من حلاوتها، أنستك أن وراءك، موت وحساب.
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  20. #120
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,571

    Lightbulb حوّل المحن لمنح

    حوّل المحن لمنح
    لو سقطت منك فردة حذاءك، واحدة فقط، أو مثلا ضاعت فردة حذاء، واحدة فقط؟؟ ماذا ستفعل بالأخرى؟

    يُحكى أن غانـدي كان يجري بسرعة للحاق بقطار، وقد بدأ القطار بالسير، وعند صعوده القطار، سقطت من قدمـه إحدى فردتي حذائه، فما كان منه إلا خلع الفردة الثانية، وبسرعة رماها بجوار الفردة الأولى على سكة القطار، فتعجب أصدقاؤه !!!!؟ وسألوه، ما حملك على ما فعلت؟ لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟

    فقال غاندي الحكيم، أحببت للفقير الذي يجد الحذاء، أن يجد فردتين، فيستطيع الانتفاع بهما، فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده، ولن أستفيد أنا منها أيضا.

    نريـد أن نعلم أنفسنا من هذا الدرس:
    أنه إذا فاتنا شيء فقد يذهب إلى غيرنا ويحمل له السعادة، فلنفرح لفرحه ولا نحزن على ما فاتنا، فهل يعيد الحزن ما فات؟ كم هو جميل أن نحول المحن التي تعترض حياتنا إلى منح وعطاء، وننظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس، وليس الفارغ منه.
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •