بسم الله الرحمن الرحيم
بعض الناس يجعل المسيحيين في هذا العصر مشركين فحسب ... ولا يعدهم من جملة أهل الكتاب ... فلا يرى لهم ما لأهل الكتاب غير الحربيين من حقوق.
فهل هؤلاء المسيحيون مشركون فقط كما يزعم أولئك أم ينطبق عليهم وصف أهل الكتاب ؟ وكمثال على ذلك أقباط مصر.
القائلون بعدم دخولهم في جملة "أهل الكتاب" يرون أن هذه اللفظة إنما تختص بقوم بقوا على المسيحية الأولى وعبدوا الله بشرع غير محرف ... وقَلَّ من بقي على ذلك بعد حصول التحريف ... بل يكاد ينعدم ذلك في هذا العصر.
لكن بالرجوع إلى كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ... نجد رأيهم هذا خاطئا.
والدليل قوله تعالى : (( يا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً )) [النساء : 171]
فقد سماهم الله تعالى في هذه الآية "أهل كتاب" وهو لا يقصد غير المحرفين للدين منهم ما دام ينهاهم عن شركهم ... مما يدل دلالة قطعية على أن المسيحيين المتمسكين بالشريعة المحرفة يسمون أهل كتاب رغم شركهم . وأن المشرك الصرف هو من أشرك مع الله وكان دينه بلا أصل سماوي ... كعباد الأوثان والمجوس وغيرهم.