تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: قال العلامة اليماني رحمه الله تعالى........

  1. #1

    افتراضي قال العلامة اليماني رحمه الله تعالى........


    قال العلامة اليماني رحمه الله تعالى في كتابه:( القائد إلى تصحيح العقائد ص12_ ص15) :

    (فصل)
    الدين على درجات : كف عما نهي عنه و عمل ما أمر به و اعتراف بالحق و اعتقاد له و علم به. ومخالفة الهوى للحق في الكف واضحة فان عامة ما نهي عنه شهوات و مستلذات و قد لا يشتهي الإنسان الشيء من ذلك لذاته ولكنه يشتهيه لعارض و مخالفة الهوى للحق في الاعتراف بالحق من وجوه :
    الأول : أن يرى الإنسان أن اعترافه بالحق يستلزم اعترافه بأنه كان على باطل فالإنسان ينشأ على دين أو اعتقاد أو مذهب أو رأي يتلقاه من مربيه و معلمه على أنه حق فيكون عليه مدة ثم إذا تبين له أنه باطل شق عليه أن يعترف بذلك وهكذا إذا كان آباؤه أو أجداده أو متبعوه على شيء ثم تبين له بطلانه و ذلك أنه يرى أن نقصهم مستلزم لنقصه فاعترافه بضلالهم أو خطئهم اعتراف بنقصه حتى أنك لترى المرأة في زماننا هذا إذا وقفت على بعض المسائل التي كان فيها خلاف على أم المؤمنين عائشة و غيرها من الصحابة أخذت تحامي عن قول عائشة لا لشيء إلا لأن عائشة امرأة مثلها فتتوهم أنها إذا زعمت أن عائشة أصابت و أن من خالفها من الرجال أخطأوا ، كان في ذلك إثبات فضيلة لعائشة على أولئك الرجال فتكون تلك فضيلة للنساء على الرجال مطلقاً فينا لها حظ من ذلك و بهذا يلوح لك سر تعصب العربي للعربي و الفارسي للفارسي و التركي للتركي و غير ذلك حتى لقد يتعصب الأعمى في عصرنا هذا للمعري ! .

    الوجه الثاني : أن يكون قد صار في الباطل جاه و شهرة و معيشة فيشق عليه أن يعترف بأنه باطل فتذهب تلك الفوائد .

    الوجه الثالث : الكبر يكون الإنسان على جهالة أو باطل فيجيء آخر فيبين له الحجة فيرى أنه إن اعترف كان معنى ذلك اعترافه بأنه ناقص و أن ذلك الرجل هو الذي هداه و لهذا ترى من المنتسبين إلى العلم من لا يشق عليه الاعتراف بالخطأ إذا كان الحق تبين له ببحثه و نظره و يشق عليه ذلك إذا كان غيره هو الذي بين له .

    الوجه الرابع : الحسد و ذلك إذا كان غيره هو الذي بين الحق فيرى أن اعترافه بذلك الحق يكون اعترافاً لذلك المبين بالفضل و العلم و الإصابة فيعظم ذلك في عيون الناس و لعله يتبعه كثير منهم و إنك لتجد من المنتسبين إلى العلم من يحرص على تخطئه غيره من العلماء و لو بالباطل حسداً منه لهم و محاولة لحط منزلتهم عند الناس .
    ومخالفة الهوى للحق في العلم و الاعتقاد قد تكون لمشقة تحصيلية ، فإنه يحتاج إلى البحث و النظر و في ذلك مشقة و يحتاج إلى سؤال العلماء و الاستفادة منهم و في ذلك ما مر في الاعتراف و يحتاج إلى لزوم التقوى طلباً للتوفيق و الهدى و في ذلك ما فيه من المشقة.
    و قد تكون لكراهية العلم و الاعتقاد نفسه و ذلك من جهات الأول ما تقدم في الاعتراف فأنه كما يشق على الإنسان أن يعترف ببعض ما قد تبين له فكذلك يشق عليه أن يتبين بطلان دينه أو اعتقاده أو مذهبه أو رأيه الذي نشأ عليه واعتر به و دعا إليه و ذهب عنه أو بطلان ما كان عليه آباؤه و أجداده و أشياخه و لا سيما عندما يلاحظ أنه أن تبين له ذلك تبين أن الذين يطريهم و يعظمهم و يثنى عليهم بأنهم أهل الحق و الإيمان و الهدى و العلم و التحقيق ، هم على خلاف ذلك و إن الذين يحقرهم و يذمهم و يسخر منهم و ينسبهم إلى الجهل و الضلال و الكفر هم المحقون و حسبك ما قصه الله عز و جل من قول المشركين قال تعالى : [ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ] ( الأنفال : 32 ).

    فتجد ذا الهوى كلما عرض عليه دليل لمخالفيه أو ما يوهن دليلاً لأصحابه شق عليه ذلك و أضطرب و أغتاظ و سارع إلى الشغب فيقول في دليل مخالفيه : هذه شبهة باطلة مخالفة للقطعيات و هذا المذهب مذهب باطل لم يذهب إليه إلا أهل الزيغ و الضلال…. و يؤكد ذلك بالثناء على مذهبه و أشياخه و يعدد المشاهير منهم و يطريهم بالألفاظ الفخمة و الألفاظ الضخمة و يذكر ما قيل في مناقبهم و مثالب مخالفيهم و إن كان يعلم أنه لا يصح أو أنه باطل !
    ومن أوضح الأدلة على غلبة الهوى على الناس أنهم - كما تراهم - على أديان مختلفة، و مقالات متباينة و مذاهب متفرقة و آراء متدافعة ثم تراهم كما قال الله تبارك و تعالى :[ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ] .

    فلا تجد من ينشأ على شيء من ذلك و يثبت عليه يرجع عنه إلا القليل و هؤلاء القليل يكثر أن يكون أول ما بعثهم على الخروج عما كانوا عليه أغراض دنيوية .
    ومن جهات الهوى أن يتعلق الاعتقاد بعذاب الآخرة فتجد الإنسان يهوى أن لا يكون بعث لئلا يؤخذ بذنوبه فإن علم أنه لا بد من البعث هوي أن لا يكون هناك عذاب فإن علم أنه لا بد من العذاب هوي أن لا يكون على مثله عذاب كما هو قول المرجئة فإن علم أن العصاة معذبون هوي التوسع في الشفاعة - و هكذا .....


    ومن الجهات أنه إذا شق عليه عمل كالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هوي عدم وجوبه و إذا ابتلي بشيء يشق عليه أن يتركه كشرب المسكر هوي عدم حرمته.

    وكما يهوى ما يخفف عليه فكذلك يهوى ما يخفف على من يميل إليه و ما يشتد على من يكرهه فتجد القاضي و المفتي هذه حالهما .
    ومن المنتسبين إلى العلم من يهوى ما يعجب الأغنياء و أهل الدنيا أو ما يعجبه العامة ليكون له جاه عندهم و تقبل عليه الدنيا، فما ظهرت بدعة و هويها الرؤساء و الأغنياء و أتباعهم إلا هويها و إنتصر لها جمع من المنتسبين إلى العلم.

    و لعل كثيراً ممن يخالفها إنما الباعث لهم عن مخالفتها هوى آخر وافق الحق فأما من لا يكون له هوى إلا إتباع الحق فقليل و لا سيما في الأزمنة المتأخرة و هؤلاء القليل يقتصرون على أضعف الإيمان و هو الإنكار بقلوبهم و المسارة به فيما بينهم ، إلا من شاء الله.


  2. #2

    افتراضي رد: قال العلامة اليماني رحمه الله تعالى........

    2_ قال العلامة اليماني رحمه الله تعالى:...............

    (فصل) :

    إن قيل: لا ريب أن الإنسان ينشأ على دينه و اعتقاد و مذهب و آراء يتلقاها من مربيه و معلمه و يتبع فيها أسلافه و أشياخه الذين تمتلئ مسامعه بإطرائهم و تأكيد أن الحق ما هم عليه و بذم مخالفيهم و ثلبهم و تأكيد أنهم على الضلالة فيمتلئ قلبه بتعظيم أسلافه و بغض مخالفيهم فيكون رأيه و هواه متعاضدين على اتباع أسلافه و مخالفة مخالفيهم و يتأكد ذلك بأنه يرى أنه إن خالف ما نشأ عليه رماه أهله و أصحابه بالكفر و الضلال و هجروه وآذوه و ضيقوا عليه عيشته ولكن هذه الحال يشترك فيها من نشأ على باطل و من نشأ على حق فإذا دعونا الناس إلى الاستيقاظ للهوى و بينا لهم أثره و ضرره ، فمن شأن ذلك أن يشككهم فيما نشأوا عليه و هذا إنما ينفع من نشأ على باطل فأما من نشأ على حق فإن تشكيكه ضرر محض لأن غالب الناس عاجزون عن النظر .
    قلت : المطالب على ثلاثة أضرب :

    الأول
    : العقائد التي يطلب الجزم بها و لا يسع جهلها .

    الثاني
    : بقية العقائد .

    الثالث : الأحكام .

    فأما الضرب الأول فسنبين إن شاء الله تعالى أن النظر فيه ميسر لكل أحد و أن النظر العقلي المتعمق فيه لا حاجة إليه و هو مثار الشبهات و ملجأ الهدى و منشأ الضلال ، كما سيتضح ذلك إن شاء الله تعالى فمن استجاب لتلك الدعوة إلى النظر الفطري الشرعي مخلصاً من شوائب الهوى فإن كان النظر سابقاً على حق فإنه يتبين له بهذا النظر أنه حق فيلزمه و قد صفا له و خلص و نجا من اتباع الهوى و صفت له الطمأنينة .

    وأما الضرب الثاني فمن كان قائلاً بشئ منه عن حجة صحيحة فإن الاستجابة لتلك الدعوة لا تزيد تلك الحاجة إلا وضوحاً مع الخلاص عن الهوى و إلا فالجهل بهذا الضرب خير من القول فيه بغير حجة و إن صادف الحق .

    وأما الضرب الثالث فالمتواتر منه و المجمع عليه لا يختلف حكمه و ما عداه قضايا اجتهادية يكفي فيها بذل الوسع لتعرف الراجح أو الأرجح أو الأحوط فيؤخذ به و إنما يجئ البلاء فيها من أوجه :
    الأول : التقصير في بذل الوسع .

    الثاني
    : التمسك بما ليس من الحق .

    الثالث
    : الاعتداد بترجيح النفس الذي يكون منشؤه الهوى .

    الرابع
    : عدم الرجوع عما يتبين أن غيره أولى بالحق منه .

    الخامس : معاداة المخالف مع احتمال أنه هو المصيب و ظهور أنه كان مخطئاً فهو معذو، فمن شأن تلك الاستجابة لتلك الدعوة أن تدفع هذه المفاسد .

    القائد إلى تصحيح العقائد : (ص22_ص23).

  3. #3

    افتراضي رد: قال العلامة اليماني رحمه الله تعالى........

    3 _قال العلامة اليماني رحمه الله تعالى:

    (فصل) :
    هذه أمور ينبغي للإنسان أن يقدم التفكير فيها ويجعلها نصب عينيه .
    وذكر أمور:
    ثم قال :
    4_ يفكر في حاله مع الهوى ، أفرض أنه بلغك أن رجلاً سب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ، و آخر سب داود عليه السلام ، و ثالثاً سب عمر أو علياً رضي الله عنهما ، و رابعاً سب إمامك ، و خامساً سب إماماً آخر ، أيكون سخطك عليهم و سعيك في عقوبتهم و تأديبهم أو التنديب بهم موافقاً لما يقتضيه الشرع فيكون غضبك على الأول و الثاني قريباً من السواء و أشد مما بعدهما جداً ، و غضبك على الثالث دون ذلك و أشد مما بعده ، و غضبك على الرابع و الخامس قريباً من السواء و دون ما قبلهما بكثير ؟

    أفرض أنك قرأت آية فلاح لك منها موافقة قول لإمامك ، و قرأت أخرى فلاح لك منها مخالفة قول آخر له ، أيكون نظرك إليها سواء ، لا تبالي أن يتبين منها بعد التدبر صحة ما لاح لك أو عدم صحته ؟


    أفرض أنك و قفت على حديثين لا تعرف صحتهما و لا ضعفهما ، أحدهما يوافق قولاً لإمامك و الآخر يخالفه ، أيكون نظرك فيها سواء ، لا تبالي أن يصح سند كل منهما أو يضعف ؟
    أفرض انك نظرت في مسألة قال إمامك قولاً و خالفه غيره ، ألا يكون لك هوى في ترجيح أحد القولين بل تريد أن تنظر لتعرف الراجح منها فتبين رجحانه ؟


    أفرض أن رجل تحبه و آخر تبغضه تنازعا في قضية فاستفتيت فيها و لا تستحضر حكمها و تريد أن تنظر ألا يكون هواك في موافقة الذي تحبه ؟

    أفرض أنك و عالماً تحبه و آخر تكرهه أفتى كل منكم في قضية و أطلعت على فتويي صاحبيك فرأيتهما صواباً ، ثم بلغك أن عالماً آخر أعترض على واحدة من تلك الفتاوى و شدد النكير عليها أتكون حالك واحدة سواء كانت هي فتواك أم فتوى صديقك أم فتوى مكروهك ؟
    أفرض أنك تعلم من رجل منكراً و تعذر نفسك في عدم الإنكار عليه ، ثم بلغك أن عالماً أنكر عليه و شدد النكير أيكون استحسانك لذلك سواء فيما إذا كان المنكر صديقك أم عدوك ، و المنكر عليه صديقك أم عدوك ؟

    فتش نفسك تجدك مبتلى بمعصية أو نقص في الدين ، و تجد من تبغضه مبتلى بمعصية أو نقص آخر ليس في الشرع بأشدمما أنت مبتلى به؟ فهل تجد إستشناعك ما هو عليه مساوياً لإستشناعك ما أنت عليه ، و تجد مقتك نفسك مساوياً لمقتك إياه ؟
    وبالجملة فمسالك الهوى أكثر من أن تحصى و قد جربت نفسي أنني ربما أنظر في القضية زاعماً أنه لا هوى لي فيلوح لي فيها معنى ، فأقرره تقريراً يعجبني ، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى ، فأجدني أتبرم بذاك الخادش و تنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه و غض النظر عن مناقشة ذاك الجواب ، و إنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولاً تقريراً أعجبني صرت أهوى صحته ، هذا مع أنه لا يعلم بذلك أحد من الناس ، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم لاح لي الخدش ؟ فكيف لو لم يلح لي الخدش و لكن رجلاً آخر أعترض علي به ؟ فكيف كان المعترض ممن أكرهه ؟

    (القائد الى تصحيح العقائد ص30_32
    )


  4. #4

    افتراضي رد: قال العلامة اليماني رحمه الله تعالى........

    قال العلامة ابن القيم_ رحمه الله تعالى_:" , وَمَنْ تَكَبَّرَ عَنِ الِانْقِيَادِ لِلْحَقِّ_ وَلَوْ جَاءَهُ عَلَى يَدِ صَغِيرٍ، أَوْ مَنْ يُبْغِضُهُ أَوْ يُعَادِيهِ_ فَإِنَّمَا تَكَبُّرُهُ عَلَى اللَّهِ, فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ, وَكَلَامُهُ حَقٌّ, وَدِينُهُ حَقٌّ, وَالْحَقُّ صِفَتُهُ, وَمِنْهُ وَلَهُ, فَإِذَا رَدَّهُ الْعَبْدُ وَتَكَبَّرَ عَنْ قَبُولِهِ: فَإِنَّمَا رَدَّ عَلَى اللَّهِ، وَتَكَبَّرَ عَلَيْهِ", وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

    المدارج: (ج3_ص118).

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  5. افتراضي رد: قال العلامة اليماني رحمه الله تعالى........

    جزاك الله خيراً.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  6. #6

    افتراضي رد: قال العلامة اليماني رحمه الله تعالى........

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراً.
    وجزاك مثله, بارك الله فيك.

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •