اقوال العلماء فيه:
اولا هو رجل صالح جدا من فقهاء الشام وصفه الذهبي بالامام المقرئ واثنوا عليه ثناء كبيرا في قراءته وليس الصلاح هو شرط الحديث فقط
ثانيا هذا الامام لم يوثقه معتبر مطلقا سوي بن حبان مع تساهله الشديد في طبقة التابعين خاصة,القول الفصل في الرجل هو قول ابي حاتم حيث قال :صالح الحديث وهذا جرح عنده فان قال قائل يطلقها ايضا علي الثقات قلت ولكن الاصل ما قاله عنه ابنه في كتابه "الجرح والتعديل" (2\37) : إذا قيل للواحد انه ثقة أو متقن ثبت: فهو ممن يحتج بحديثه. وإذا قيل له انه صدوق أو محله الصدق أو لا بأس به: فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه، وهي المنزلة الثانية. وإذا قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثة: يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية. وإذا قيل صالح الحديث: فإنه يكتب حديثه للاعتبار. انتهى.
ولا أدَلّ ولا أفصحَ من تفسير صاحب المصطلَح لما اصطَلح عليه
فعلي هذا الرجل لا يتفرد بحديث ليس من اجل عدالته فهو ابن صحابي ولكن من اجل ضبطه واحاديثه قليله لا نستطيع سبرها كمتاخرين والوحيد الذي قوم الرجل هو ابوحاتم وقد مضي جرحه بعدم التفرد.فان قيل قال عنه البزار لاباس به قلت البزار متساهل جدا كما قال السخاوي في فتحه وهذه العبارة اقلها تنزله عن درجة الثقة فهي لا قيمة لها ان لم تضر.فان قيل احتج به مسلم في صحيحه قلت:لم يخرج له منفردا قط بل يذكر المتابعه في الحديث التالي وقد فعل ذلك مع ضعفاء لم يخرج لهم الا متابعة
قال مسلم بعد حديث عطية بنفس المتن: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا هشيم بن بشير أخبرنا هشام بن حسان عن قيس بن سعد عن عطاء عن بن عباس ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
فهذه متابعة قوية جداً. وبذلك لم يخرج له إلا مقروناً لنفس المتن، وإن كان السند مغايراً. فإن البخاري ومسلم يخرجان للمليّن حديثه ما علموا بالقرائن أنه ضبطه. والقرينة هنا واضحة أنه وافق الثقات من طريق آخر بنفس المتن، فأخرج له مسلم متابعته.مثل :
أبو سعيد المقبري مولى عبد الله بن عامر بن كريز الراوي عن أبي هريرة حديث: «لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا» رواه مسلم. أبو سعيد أخرج له مسلم في صحيحه مع العلم أنه لم يوثقه إلا ابن حبان.
قلت قال البخاري في الكنى (1\34) : «أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز سمع أبا هريرة روى عنه داود بن قيس والعلاء» . وسكت عنه، وتبعه في ذلك أبو حاتم في الجرح والتعديل. وإنظر ترجمته في تهذيب الكمال (33\358) . فهذا رجل مجهول الحال فعلاً، ولكن لم يتفرد
ومن عادة مسلم الإتيان بحديث بإسناد صحيح في أول الباب ثم يلحقه بالشواهد التي قد لا تكون صحيحة بذاتها لكنها تشهد للحديث الأصلي وتقويه.
ولماذا لم يخرج مسلم هذا الحديث ان كان عطية ثقة عنده؟
وايضا اخرج البخاري لاناس في مستوي عطية ولكن يتابع عليه مثل:
بكر بن عمرو المعافري المصري صدوق عابد في مستوي عطية بن قيس ولم يرتضي الحافظ تفرده وايضا
معن بن محمد بن معن بن نضلة الغفاري
خرج له البخاري في صحيحه وهو مقبول كما في التقريب ولكن حديثه قال عنه صاحب الفتح له متابعة من ابن أبي ذئب عن سعيد
فلم يرضي بن حجر ان يتفرد هذ ا الرجل بالحديث لانه لم يوثقه الا بن حبان.
بقي لب الموضوع وهو اعتماد المتاخرون نظرية من وثقهم بن حبان ومن التابعين ولم يعلم فيه جرح وهذا فيه نظر فلا يقال وثقه بن حجر والذهبي قلت هما يرجحو بين اقوال الائمة فقط فلنرجع الي ما رجعو وايضا لهم طريقتهم في التعامل مع هذه الطبقة .
اذا في نهاية الكلام علي عطية بن قيس اقول انا لانعلم مقدار ضبطه