أجمل عادة ألا تعتاد عادة !

لكنني اعتدت ، طواعية ، الكتابة . وألفتها ، كجزء مهم من دقائق العمر :

شوقا إلى صحبة الأنيس ، وتخفيف وطأة غربة نفس ، ونفثة ، وعينا حنون ألفت بيادر الخير ، فارتاحت في أخضر أمديته ، ومسلاة بشكل أو بآخر !

لكن قوة أي حديث ، أن يكون الحديث أبدا يحمل دافعه الأول بنفس الحماس والألق والتدفق !

فهل حديث النفس لا حد له ، ورغبة الإنسان وإصراره على بلوغ غاياته تحيل اليباب سهول نماء ، وفقر الذات إلى ثراء أبدي ؟

وهل نستطيع تحويل الرغبة إلى صلاة وهمس عاشق ، يتجدد حديثها بتجدد اللقاء ؟

نعم ! صدق الدافع يصنع كل شئ :

يمد بحورا ، ودفق أنهار ربيع ، ومخزون أدب وشعر ، وتوالد مسرات روح ونفس وعقل .

لكن في بعض اللحظات ، رغم صدق الدافع ، والقناعة بوجوب استمراره بصوره المشرقة ، تصبح لغة التخاطب ، فجأة ، واحدا مكررا ، وزاد مفردات اللغة ضحلا ، بل مواتا ، لا تساعف جيشان الصدر وآفاق الخاطرة .. فنقرر وقتها الصمت والسكون ، وربما اللامبالاة ، ونحن نظن أن كل شئ قد انتهى وصار ذكرى جميلة عابرة .