رأس مال المسلم في هذه الدنيا هو الوقت الذي هو مادة الحياة. والوقت أنفس من المال وأغلى
أرأيت لو أن محتضرا وضع أمواله جميعا ليزاد في عمره يوم واحد هل يحصل له ذلك التمديد وتلك الزيادة؟!.
وعمر الإنسان هو موسم الزرع في هذه الدنيا، والحصاد هناك في الآخرة، فلا يحسن بالمسلم أن يضيع أوقاته وينفق رأس ماله فيما لا فائدة فيه.
ومن جهل قيمة الوقت الآن فسيأتي عليه حين يعرف فيه قدره ونفاسته وقيمة العمل فيه، ولكن بعد فوات الأوان
الزمن كالمال كلاهما يجب الحرص عليه والاقتصاد في إنفاقه وتدبير أمره، وإن كان المال يمكن جمعه وادخاره بل وتنميته فإن الزمن عكس ذلك؟ .
فكل دقيقة ولحظة ذهبت لن تعود إليك أبدا ،ولو أنفقت أموال الدنيا أجمع.
وإذا كان الزمن مقدرا بأجل معين وعمر محدد لا يمكن أن يقدم أو يؤخر، وكانت قيمته في حسن إنفاقه- وجب على كل إنسان أن يحافظ عليه ويستعمله أحسن استعمال ولا يفرط في شيء منه قل أو كثر.
ولكي يحافظ الإنسان على وقته يجب أن يعرف أين يصرفه؟! وكيف يصرفه؟! وأعظم المصارف وأجلها طاعة الله - عز وجل -، فكل زمن أنفقته في تلك الطاعة لن تندم عليه أبدا.
عن سيف اليماني قال: " إن من علامة إعراض الله عن العبد أن يشغله بما لا ينفعه "
و قال أبو حازم : " إن بضاعة الآخرة كاسدة ، فاستكثروا منها في أوان كسادها ، فإنه لو قد جاء يوم نفاقها لم تصل منها لا إلى قليل ولا إلى كثير
بتصرف يسير من كتاب : الوقت وأهميته في حياة المسلم
جمعه وأعده
الباحث في القررآن والسنة
علي بن نايف الشحود